"ما الحب إلا للحبيب الأصدق"
قصة درامية
بقلم/ إسراء ناجح
_ في الرابع والعشرين من يناير في تمام الساعة السابعة والنصف.
_أَبْرَأَتْك من مؤخر صداقي ونفقة عدتي ومتعتي حتى تنتهي منك شرعاً وطلقني علي ذلك..
_عباراتُ ترهبُ الكثيرُ من الناس ويرونها نهاية لكل شيء وبداية لحياة تعيسة ولكنها كانت لي بمثابة هروب طائر من قفص محكم الإغلاق لم يكن باستطاعته الخروج منه، مضي أشهر على تلك العبارات ولكنها تتردد في ذاكرتي وكأنها البارحة، عندما أتذكر هذه الكلمات أرددها في كل مرةٍ ولا أُمِل يلفظها لساني مع تنهيدة مليئة بالهدوء والسكينة والسلام أرددها حتى يطمئن قلبي أنها الحقيقة، حتى أتمكن من الشعور بالحرية وأن الطائر لم يعد مكبوتاً في قفصه، وأنه الآنَ طليقٌ حرٌّ في سمائه،
_أعلم ما سر دهشةُ الكثير من كلامي، ولا تقلقني نظراتهم التي تفضح ما يفكرون به، ولا أصغي للومة لائم ولا ما يرددونه من كلمات تخدش مشاعري لأني الوحيدة من مرت بهذه التجربة، أنا من يعلم حجم المعاناة، ما هم إلا متفرجون وأنا من كانت خلف الشاشات من يعلم بشاعة الكواليس غيري.. في الواقع لا أحد ولكن هذا حال البشر لا يستطيعون غلق أفواههم، الكل يجهل ما حدث فلما هذه النظرات!!؟ وكيف تحكمون دون علم؟ من منكم كلّف حاله حتى يرى ويسمع حقيقةَ ما صار!
..... الكل صامت لا يوجد جواب.
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا.
»»» للنشر والتواصل معنا اضغط هنا «««
_لا أنتظر أي جواب فأنا أعلم أنه لا أحد.
_ولكني لن أبقي صامتة ليس دفاعاً عن نفسي لأن ما يجول بخاطركم لا يعني لي شيء ولن يمسني بسوء فأنا مقتنعة بقراري وأعلم أنه كما مررت بصعوبات في زواجي سأمر بصعوبات أيضاً في حريتي، زواجي ليس مدبراً ولم يكن ما تسمونه بزواج الصالونات ولا أنكر أني أحببته، أخذنا عهوداً على أن نبقي سوياً حتى نشيب أن نكون سنداً لكل منا إن مال الآخر وأن يكون لي جزعٌ قوي ثابت لن يسمح لريح أن تكسر أغصاني مهما أصبح الطقس قاسياً وعدني أن يكون زوجاً صالحاً، صديقٌ مخلص، أبٌ حنون، وعدني بأمان لم يسبق لي أن شعرت به، وجدت كل ما حلمت به فتاة من صفات ليكون فارس أحلامها، كانت فترة الخطبة كما تمنيت أن تكون وتزوجت ووجدت كل وعد من وعوده لي تنفذ وجدت الحب والأمان وجدته أكثر من صديق لم أكن أتخيل يوماً بأني سأجد كل هذا الحب عندما أتزوج، كان يشاركني كل شيء حزني، ألمي، حتى في تفاهتي كان أتفه من طفل صغير تداعبه والدته، فبدأت في أن أغمض عيناي لأعيش حلماً جميلاً على يقينٍ أني لن أفيق، أتباهى به أمام هذا وذاك، ملأتُ هاتفي بالصور والذكريات ولم أكتفي، كنت أشارككم سعادتي وأتباهى بذكرياتي معه وصوري على مواقع التواصل الاظجتماعي حتى يري الناس ما حصلت عليه من فرح وبهجة لأيامي، لأقول لكم هذا ما وعدني إياه وقد وفى وعده..
_الحق عندكم لا أنكر فمن الطبيعي ستصدمون كيف لي أن تكوني بهذه القسوة لأفرح بطلاقي إلي هذا الحد، نعم فالخطأ خطئ، أنا الزوجة المتسرعة المتهورة في إظهار المشاعر أنا من ملأت الشاشات خاصتكم بكل هذه الأوهام ولم أكن أعلم أن كواليس ستصبح بكل هذا السوء.
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا.
»»» للنشر والتواصل معنا اضغط هنا «««
_كالمعتاد ومع مرور الوقت بدأت أيامي الملونة تبهت يوماً بعد يوم، لم يكن الجزع ثابتاً كما تهيأ لي تتزعزع أغصاني مع كل هبةُ ريح حتى أرهقت، الوعود تتبدد والعهود تُخلف، لم أكن أعلم أن المشاكل الصغيرة يمكنها أن تكسر كل هذه الوعود وكيف أصبح من كنت لا آمن علي نفسي إلا معه أن يكون سبب خوفي، شغلته الحياة عني وسَخرت مني عبارة (سنبقي سوياً حتى نشيب) أصبح غريباً قاسياً أراه كل مساء على الوسادة ملتفتاً برأسه للجهة الأخرى من الغرفة غارقاً في نومه حتى أستفيق صباحاً لا أجده، روتينٌ متكرر اعتدت عليه حتى بدا لي الملل شيئاً عادياً، لم يشعر يوماً بقلقي الدائم وخوفي من التعود على الوحدة، وإن كان كل هذا ما في الأمر كنت سأتخطاه ولكني تعرضت لإهانات واعتداءات جسدية في كل مرة يعود للبيت غاضباً من عمله، أصبح الأمر مرعباً لا يُحتمل كنت في حالة مزرية لا أستوعب ما الذي يحدث لما كل هذا التحول ومن المخطئ وكان من الطبيعي أن أحاول في فتح عيني لأستفيق من حلمي الذي ظننت أنه سيظل وردياً وقررت أن أتخلص من كابوسي وأهرب بما بقي لي من نفسي اَلْمُدَمَّرَة، كان طلاقي هو الحل الوحيد، فمن منكم يستطيع تحمل هذه الصدمة!؟ لم تروا شيئاً من تجربتي فأنتم مستمعون، كانت كلمات المأذون لي وهو يقول رددي ورائي هي المفتاح لهذا القفص حتى أطير بعيداً عن هنا وبالفعل أخذت حريتي وأخيراً عادت راحت بالي حتى تأتون أنتم بكلمة المطلقة وكأنها كلمة بشعة تنعتوني بها.
_من يمعن التفكير في معنى الكلمة فالمطلقة تأتي من الحر الطليق ونعم أنا المطلقة الحرة لا أخشى أي شيء، لن أكرر خطأي وسأبدأ من جديد لأكمل حياتي، دراستي، وأصنع مستقبلي، حتى يأتي من يقدرني حقاً، ولكن حينها لن أفرح بالوعود وأتباهى بها ستثبت لي المواقف وسأستعيد نفسي وهذا يقيني بالله أنه يعوض ولا يخذل من يتكل عليه.
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا.
»»» للنشر والتواصل معنا اضغط هنا «««
_أيها المتفرجون هذه قصتي التي أتعبتموها بتفكيركم لم يكن هذا دفاعاً وإنما لأوصيكم ألا تخذلوا أحداً لا تقطعوا وعوداً وتخلفوها الوعد يبقي وعداً للنهاية والصدق فيها من شيم النبلاء ولا تنظروا ورائكم وتجعلوا الذكريات تهدم نفوسكم، ولا تجعلوا تجربةً فاشلة تقرر مصيركم، فالحياة لا تتوقف على شخص ولا حتى عدة أشخاص، لا توقفوا حياتكم عند شخص معين، لا تفقدوا الأمل واجعلوا الحب يطرق بابكم للمرة الثانية والثالثة والعاشرة حتى تلتقوا بالصادقين فالحب للحبيب الأصدق الحب دينٌ لا يقدر عليه إلا الرجال.