" سكير قلبي "
بسم الله و الصلاة و السلام على أشرف خلق الله سيدنا و قرة أعيننا الحبيب المصطفى
أما بعد.
من منا لم يُتيم بحب بات أسيره و من منا لم يتجرع مرارة خيبة كسرت ذاك الشيء على يساره، فذاك الشعور الذي وشم نفسه في قلوب الجميع تحت ما يدعى بالعشق ، يحمل بين طياته العديد من الأحاسيس ممزوجة بالسعادة و الألم ، بالشوق و الشغف ، بالتأوه والفرح ، ظلت و ستظل محفورة في الأذهان و لبرما لآخر نفس.
فهذا الكتاب الذي تم بفضل الله عز و جل ، خط بأنامل مبدعين، منهم من عاش تجربة ختامها مسك ، و منهم من عاكسه الحظ و أذاقه طعم اليأس و الإحباط.
و ها قد جمعت بحول الله تحت عنوان "سكير قلبي".
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
الإهداء
إلى أولائك الذين ينبض القلب حبا بهواهم
أولائك الذين أيقظوا الجزء الخامد فينا
إلى كل من رسم الابتسامة على وجوهنا
و زرع الأمل في قلوبنا
مخلدا الأمان في حياتنا و راسما لوحة السكينة على ملامحنا
أولائك الذين اقتدو برسولنا و استوصوا خيرا بنا
أولائك الذين أخذوا بيدنا في لحظات ضعفنا و ضمدوا جراحنا
أهدي تحيتي إلى أولياء كل مبدع و مبدعة رنمت أناملهم حروفا في هذا الكتاب
و تحية طيبة عطرة إلى مفتاحي جنتي إلى أبي و أمي اللذان طالما كانا و لازالا الداعم و المحفز و سبب وصولي إلى ما أنا عليه حفظكما الله و رعاكما.
نصوص - اقتباسات - عشوائية من كتاب سكير قلبي
أحببته عن بعد
لفتّٓ انتباهي ايام الثانوية ولوهلة اصبحت معجبة بك ، لم اكن لافكر في العشق يوما لكن هذا هو القدر لم اتحكم في مشاعري
كان اعجابي بك يزداد و يتضاعف يوما بعد يوم ، لكني أظن ان الاعجاب متبادل وانك المعجب السري.
مرت الايام على حالها وبينما انا في ساحة المدرسة يوم الاربعاء 09 ماي 2018 إذا بالمعجب ينادي لي قيل لأمر ضروري بدأ حديث النفس ، خفقان القلب ، ماذا يحدث لم اعتد على الجلوس مع شخص لا أعرفه والتحدث معه ، ماذا أفعل ! هل اذهب ! ام اخبره أني لا أستطيع ! وبينما انا مشتتة تنطق احدى صديقاتي وتقول : اذهبِي انه يحبك....
وفعلا ذهبت لم يكن بعيدا عني جلست في طرف المقعد وبصوت خافت قلت : السلام عليكم رد علي السلام فتح معي الحديث كان امرا عاديا لا يكن ضروري بالفعل كنت ارتجف بالكامل ثم استأذنت وعدت لرفيقاتي ، ومنذ ذلك الوقت وهو يكلمني وقت الراحة وفي يوم من تلك الايام اخبرني أنه معجب بي ويريد ان يكون في علاقة معي ، لكني لم اكن اتقبل نهائيا فكرة الدخول في علاقة غير شرعية رفضت عرضه وتأسفت له ، إختفى اثره من حياتي لم يعد يكلمني حقا ترك فراغا كبيرا وكأني أعرفه لسنوات وذهب ، كنت اراه يتحدث مع باقي الفتيات يضحك معهن وقتها جائني احساس غريب ، ما هذا أهو الحب ... ام هي الغيرة ... فكرت لساعات ... أردت ان أتحدث معه ادركت اني وقعت في حبه .. وفعلا تكلمت معه في موقع التواصل واعتذرت فقط لم استطع التلفظ بشيء آخر لم اخبره عن حبي له بل احفظت بسري في قلبي ،
مر وقت ثم طلبني للمرة الثانية ترددت كثيرا لكني لم استطع التغلب على مشاعري وقبلت كان عمري أقل من 17 سنة
كنا في فترة الاختبارات والعطلة الصيفية على الابواب
كنا نكلم بعضنا في المواقع فقط يعني لم نلتقي ولم نتحدث في الهاتف بقينا على هذا الحال تعلقت به أكثر
عند الدخول المدرسي لم نلتقي كذلك لأنه لم ينجح في شهادة البكالوريا وقرر الانفصال عن الدراسة ، انقطعنا عن بعضنا لم يكن يأتي للثانوية ولم يكن يتكلم معي في المواقع كذلك بحجة الظروف...
بدأت افقد الأمل منه ومن حبه ، بدأ الشيطان يوسوس لي كنت استمع لكلام صديقاتي " هذا لا يحبك ، لا يهمه أمرك ، من يحبك لا تمنعه الظروف ، من يحبك يتطمن عليك ولو ساعة في اليوم.."
كنت في حالة اتقبل كل الافكار كل كلام اصدقه ، وفي نفس الوقت لم اقرر هل فعلا يحبني والظروف تمنعه أم لا يعني كنت في دوامة انتظر دليل يبين لي وجهتي ويدلني على الطريق الصواب.....
استغلت احدى البنات اللاتي يدرسن معي الفرصة وقالت لي :" اليوم جاء للثانوية رأيته عند البوابة الخارجية يتحدث مع فلانة"صديقته المقربة" عن فلانة"حبيبته السابقة" يقول أنه اشتاق إليها ويطلب منها ان تسلم عليها.
وكأن شخص تائه دُّل على الطريق الصحيح ، شكرتها كثيرا حينئذ لأنها بينت لي مساري وفتحت لي عيناي المغلقتان " هكذا كنت أعتقد" ويا ليتني لم اصدقها...
انهيت اليوم وانا في صدفة أبحث عن شخص يكذب لي ما قالته الفتاة وفي نفس الوقت كنت مصدقة كل ذلك لان الواقع يثبت ما قالته.....
على ساعة 22:30 يوم الإثنين 26 نوفمبر 2018 دخلت لموقع التواصل فتحت معه الحديث مباشرة دون اي مقدمات أنه خائن ، لم اخبره عن كل ما سمعته بل من اول رسالة قلت له أنه لا يستحق من تحبه ، لم يجرب تكذيب ما سمعته حتى لم يكلف نفسه باقناعي انني فعلا خاطئة وانه يحبني وأن كل هذا سوء فهم ، ومن جهة ثانية لن ألومه عن هذا لأني لا اعطه فرصة للكلام بل قلت ماعندي ثم قمت بحضره ، شعرت وقتها بالانتصار قلت في نفسي لن أبكي عليه سأبقى صامدة سأنساه ولن أبالي....
مرت الايام وكل يوم اكتشف فيه شيء جديد حتى أيقنت ان كلام تلك الفتاة كان كله خطأ ممتزج بالكذب لمصالحها الشخصية استخدمت علاقتي لتصل لطرفها الثاني ، كنت أنا الضحية شعرت بالندم الشديد الذي لم يصبني من قبل فتأكدت أني ظلمته بحثت عن دليل انا و صديقتي فخطر ببالي أمر كان عليّٓ فعله قبل أن اتصرف اي تصرف وقبل ان اخطوا اي خطوة ،لكن وا أسفاه لم اكن افكر كشخص عاقل آنذاك ، المهم والأهم ذهب وتطلمت مع "صديقته المقربة" اخبرتها عن كل ماقالته لي تلك الفتاة ، كذبت كل شيء وقالت : "انها لم تلتقي بهذا الشخص منذ وقت طويل " صدقتها لان ملامحها كانت صادقة لم تتصنع أي شيء ، وقتها توضح لي الأمر أردت ان اعتذر له عن كل ما بدر مني واني كنت ضحية لكني ترددت كثيرا بأي صفة وبأي وجه أقابله ، أ أقابل بالوجه الذي شتم ام بالوجه الذي حضره ببرودة قلب ، كنت اتخوف من ردة فعله ربما تكون قاسية ، والأهم من ذلك كرامتي "إذا كان الحب جميل فالكرامة أجمل" بقيت على هذا الحال لأيام ثم قالت لي صديقتي : تكلمي معه ربما تكون ردة فعله عادية ، ربما يتقبل اعذارك ، ربما يسامحك " فكرت كثيرا ثم حدثته لم تكن ردة فعله كما توقعت بل سامحني و حاول ان يفهم كل الموضوع ثم انتهى حديثنا ولم نبقى على اتصال بل انقطع اتصالنا ببعض.....
ارتحت وارتاح ضميري من عذاب التأنيب والندم.....
بعد شهرين تقريبا ارسل لي رساله تكلمنا فيها عن الاحوال ثم انقطع اتصالنا كذلك واصبح لا يكلمني الا مرة في الشهر تقريبا....
في جوان 2020 تقدم لخطبتي شخص آخر لا أعرفه قبلت به لظروف خاصة ، اجتزت امتحان البكالوريا وبعده مباشرة تم العقد الشرعي كانت فترة الخطوبة صعبة جدا كلها مشاكل و اتهامات وتحقيقات عن الماضي بقيت مدة خمس اشهر وانا على هذا الحال وكانت آخرتها الانفصال وفسخ الخطوبة لأنها علاقة تفتقر للثقة.....
وصل الدخول الجامعي وبعد مدة طويلة استطعت محادثة الحبيب السابق ، اعترف لي مجددا بانه لايزال يحبني وانه اشتاق لي لكن العلاقة بيننا عادية اي اننا لم ندخل في علاقة غير شرعية وهذا هو الاهم يعني حب عن بعد فقط....
اتمنى ان يجمعني الله بك في الحلال.
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
ذكراك تؤلمني
الصداقة بين غريبين تبدا أحيانا بكلمة... بلفتة حانية... بلحظة صراحة نادرة... في اللحظة التي تليها يصبح الغريب صديقا... بل لعله يكون قد حصل في ثواني على اكبر اسرار الاخر واعمقها... من الاسهل ان تحب الناس لكن من الصعب ان تجبر الناس على حبك... كلما اشرقت شمس يوم جديد او غربت يعتصر الفؤاد حزنا ويمتلئ القلب الجريح شعورا.. كانت القسوة خطيئتك وكان الكبرياء خطيئتي وحين التحمت الخطيئتان كان الفراق مولودهما الجهنمي... الصداقة والحب معناهما الحقيقي هو القرب لا البعد... الحب لا الكراهية... الصدق لا النفاق. فالحب باختصار هو احدى انجازاتنا الشخصية في هذه الحياة... ليس هناك اصعب من وداع اشخاص اعتبرناهم جزء لا يتجزء من حياتنا... نعم اتحدث عنك... اكره مراسيم الوداع فمن نحبهم لا نودعهم بل في الحقيقة لا يمكن مفارقتهم... ايام مضت سريعة كأنها لحظات لما لها من لذة يذوب لها الفؤاد شوقا لتعود... ايام مضت بذكراها وحلاوة معناها وكنز دقائقها... ذكرايات الامس ما اعذبها ليتها ظلت كما كنت أراها... كنتَ للحب عنوان لن اقول وداعا بل ستبقى الذكرى امل بلقاء ووعد لا ينضب وحب يتجدد... الايام تذوي يوما يوما والعمر ينقضي شيئا فشيئا... لحظات اعدها بل ساعات اترقبها... انها من اصعب اللحظات التي اعيشها، اشعر بحرارة تلك الدموع التي احتبستها في عيناي... لكن اقول يا عين لما تبكي ويا نفس احتسبي فراقا بعده لقياه... قلوبنا جمعت على معنى المحبة في الله... هل بعد هذا نفترق....؟
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
لص قلبي
أيام روتينية قاتلة ، لا شيئ يستشف الأمس عن اليوم ، واليوم عن الغد ، تعيش بمساندة نفسك وتأييدها على الدّيمومة ، ونادرا ما ترفرف طيور السرور فوق خيام روحك الطاهرة; بالرغم من تشابه الأيام والدورة اليومية المعتادة ، التي تكاد تفتك بخفتك وحماسك ، بالرغم من مصادفة الملامح نفسها يوميا ، والاصغاء للكلمات ذاتها ، الا أن طاقتك لم تستنزف بشكل تام بعد ، لازالت بقايا الطفولة عالقة بين ثنايا أنفاسك ، حيوية الصبا ونشاطه وبالأخص براءته ، كل هذا يمكنك من التعايش مع أحرج المواقف وأعقدها
وفي برهة من الزمن ، التي تحمل بين طياتها أشهر وكأنها ثوانٍ ، انقلبت الموازين فجأة ، وفقدت توازنك في هنيهة ، لتتورط بعالم فسيح لا يليق بالضعفاء ، مبدأه التضادّ ; والقوة أحد شروج البقاء فيه ، وبالمقابل سعادة شهية وأيام مختلفة عن التي نعيشها ; عالم بقدر ما يمنحك القوة والصلابة فهو يصيبك بالهشاشة أضعاف المرات ، والحفاظ على نفسك وحقيبتك الحاوية لكبسولات نضج ، وحبيبات نفوذ أمر في منتهى الأهمية والانجاز; لتتحول من قوي عاقل الى ضعيف أبله ، لا ترغب في جنونك المفاجئ هذا ، ويزعجك فتورك أكثر من أي شيئ آخر ، ترى أين نفقد قوانا بكل تلك الشراسة ؟! متى تفتقد تصرافاتنا التوازن والمنطق ؟! متى نضعف ونتلذذ ضعفنا ذاك ؟! أو يمكن أن يحدث ذلك في عالم غير عالم الحب ! لا شيئ بامكانه سلب سطوة أجسادنا وأذهاننا مثله ، ورغم ذلك نرغب أحيانا يطيشنا ذاك لأنه يمنحنا نوعا من المسرة اللذيذة وكأننا نسعد لأول مرة في حياتنا
ذاك الشخص الذي أحببته وكأنه الوحيد في هذا العالم ، بل هو العالم بأسره; لص قلبي هو ... سلب مشاعري ومنعها بأن تكون لأحد غيره ، غادر بعقلي الناضج لبحر البلاهة والغفلة
الوحيد الذي أحببته بكامل حواسي وأحاسيسي ، المنفرد الذي غرقت في بحر عينيه ، وفتنتني تفاصيله الرزينة ، وملامحه البرية النقية . ضحكة شفتيك تلك كقنبلة نووية فجرتها بكل ارادة في أرض قلبي; لتحطم جدرانه ، وتتلف حدائقه المخضرة ، دمار يحل بنفسي اللينة لأشعر بتحسن لا مثيل له ، يوقظني من سبات الحياة العادية ، يبعثر غبار رفوف قلبي الذي تراكم بعدما أحكمت اغلاق بوابة جنانه ، هواك أفسد عليَّ حياتي الهادئة المريحة ، وفي الوقت نفسه منحني حبورٌ لا يعرف الحدود ، عصافير باشرت تعلو بالتغريد عند سماع صوتك الذي يعزف معزوفةً وديعةً مغمورة بالدفئ والحنان ، وعندما تلمحك عيناي أشعر بالألوان تسترجع زهوها ، والاكسجين أخيرا بدأ يسري في عروقي
لازلت الى الآن أتساءل كيف تمكنت من اجتياز جدران قلبي والجلوس على عرشه بكل هذا الانتماء؟! ، كيف استعمرتني بكل هذا العنفوان ؟!، كيف غرست جذور حبك بداخلي بكل ثبات ولطف؟! كيف دخلت عالمي الخاص فجأة فأصبحت مالكا له؟! هل تملك المعدات الكافية لتشن حربا ضدي !! حرب حبك ... نعم ، فمعداتك وافية لاستيطاني ، رغم مكافحتي لك بشتى الوسائل . وكيف لا ! وأنت تبتسم باعوجاج يذيب المشاعر ، وتتحدث بحلاوة تخنق القلب ... تميل وتميل الروح معك ، تقف لترتفع أنفاسي مع وقفتك الحنون ، تمشي وترتفع النبضات مع خطواتك ، وتجلس لتسكن أمواجي مع هدوءك ، تضحك ليرقص الفرح في قلبي بخجل ، والسعد في روحي أقام خيامه ، ليزهر ربيع وجداني من جديد ، لتتناغم أرواحنا وتلتقي عن محطة تدعى الحب
ذلك هو الحب; يشدّك للطرف الآخر بأحبال متينة وكأنه الوحيد في هذا العالم ، ورغم الجنون الذي يصيبنا عندما نحب لكن طعمه شهيٍّ وكافٍ ليشبع حاجتنا ، هو شعور يجذب قلبين لا جسدين ، فعلا ! هو الخليط السحري لحياة ملؤها الغبطة والنعيم ، أحبب بصدق وستحبك الحياة.