كتاب ( حياة تخاطب أرواحكم ) هو كتاب مجمع تم تأليفه بقلم العديد من المؤلفين الشباب من مختلف البلاد العربية تحت إشراف عائلة حياة.
تصميم غلاف: مريم جمعة.
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
اقتباسات من كتاب ( حياة تخاطب أرواحكم )
"رِسالة لن تُبعث"
كُنا جَميلان سويًا، جميلان جدًا، كـالقهوة المسائية بعد يومٍ مليءٍ بالتَعب، كـنتَ أشبه بـِ قُبلَة إعتِذار مِن الحياة لي عمَّا فعلَته مِن سوءٍ معي، كان وجودُنا سويًا أشبَه باصطِدام نجمَينِ معًا محدِثًا مُعجزةً كونيَة جعلَت بداخِل كُلٍ مِنا شيءٌ ما ينبُض لأجل الآخر، بِحَقِ القهوةِ التي تشَاركناهَا سويًا، سيرُنا سويًا تحتَ سماءٍ مُمطِرَة، والنَّجمَةُ البعيدَةُ المُلقبَةُ بإسمي، ألن تعود؟!، لم يمَس قلبيَ الحُزن مِنك حتىٰ بَعدمَا هجرتَني، لم أستطِع القسوَةَ أبدًا، وكأن كُل الحُب بداخلي خصيصًا لك، فكيف لي بالقسوةِ علىٰ آآسري، بِحَقِ وعودِك، وَليالينا التي تشاركناها سويًا، لا تتخلىٰ، عُد إلىٰ موطِنُك، قلبي ما زال ينتظِر عودتَك كـ انتظار بلدةً بأكملِها لجُندِها المُحارب يُعلِن رايةَ النصر., ثم خطَت بيدِها، بيت المتنبي
ما الشَّوقُ مُقتنعًا مني بذا الكَمَدِ حتَّى أكونَ بلا قلبٍ ولا كَبِدِ. ولا الدِّيارُ التي كان الحبيب بها تشكو إليَّ ولا أشكو إلى أحدِ.
وكانت آخر ما لم يُبعث.
"أَلَمُ الفِراق"
وأنا أتفقد هاتفي كل ليلة، توقفت شاشة هاتفي عند محادثتك، لم أستطع أن أتفقد شيء آخر، ولكن فجأة كاد هاتفي أن يرتطم بالأرض وسرعان ما أمسكته فكان إصبعي على مكالمتك، فأحسست أن قلبي توقف عن النبض للحظة، فخشيت أن يرن هاتفك، فتساءل عقلي ملايين التساؤلات، ماذا لو أن قد رن هاتفك؟
ماذا تكون ردت فعلي وأنا التي عاهدت نفسي أن لا أحادثك مرةً أخرى بالرغم من أن قلبي ينفطر دموعًا ودمًا لفراقك؟ أيعقل أن تجيب عليً، أم أنه كنت سأقول لك أنني قد راسلتك بالخطأ؟ بالرغم من أنني طوال يوم كامل وأنا بين حالتين، كلما هممت أن أكتب لك "أفتقدك كثيرًا" تراجعت وقلت لا، أن كان يحبني لن يتركني أنتظر أكثر من ذلك، أنا انتظر حتىٰ يأتي يومنا المميز، اليوم الذي كان بمثابة الحياة لي، كان أول يوم أحادثك فيه،
انتظرك! مرَّ الكثير يا صديقي، وأنا أُحاول أن أبكي وحيدًا حتى لا أُزعجك. وأشتاق لِذلك الرُكن القديم الذي كان يَشعُر بِما يُحاوط قلبي دون أن أتحدثَ عنه، لا أُجيد الكلام كثيرًا؛ لذلك لم أستطع اخبارك عن ما أشعُر بِه وأنا على هذا الحال، وكيف كانت تمُر أيامي بِلا حديث عن ما يحترق بِداخلي، لم أستطع اخبار أحدٍ آخر عن ما يُصاحب أيامي مِن خوف وأذىٰ، كم هو قاسي جدًا أن يمُر الإنسان بِلا رفيق روح يشاركُه ما يَشعُر به كل يوم بنفس الشغف، كم هو قاسي أن يستمر الإنسان في محاولات لا معنىٰ لها، لم أتمكن مِن مُساعدك للخروج عن تِلك الأشياء المُزعجة في حياتك، لم أستطع أن أُساعد نفسي أبدًا، ولم أستطع التعود، بل كان حُزني يَزيد أضعافًا، أخشىٰ أن تراني شخصًا سيء، وأنا لم أفعَل شيئًا سوىٰ أني أحببتُك يا صديقي، أكره أن أقول ذلك، ولكني وبِكُل صدق؛ قد استسلمت.
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
" شـتـات "
لماذا ستظلُ في أحلامِك هذهِ، وأنت تعلم أنها مُجرد وَهم؟
لا أجد إجابة لسؤالي هذا غير أني مازلتُ صامدًا منتظرًا رجوعها، منتظرًا لِمن يُطلق سراح ذاك الشتات بداخلي، منتظرًا دائمًا.
لا، ولمْ، ولنْ أقنط قط، فَكيفَ لأسيرٍ أن يَفُك أسرِه بنفسهِ دون مَن أسرَه به؟ كيفَ لقلبٍ أن يُشفى دون طبيبهِ؟
عندما كانت تتدفقُ داخلي مُواجِدي، آتي إليكِ؛ لأختفي من غوائلِ تلك البشر، كنتُ أختبئ بين تَرائِبكِ في مُكامعة تُذهبُ عني ذاك الحِملُ الوبيل الذي بداخلي.
ولكن، أكثرُ ما يؤلمُني حقًا أنني رأيتُكِ العالم، ولكنك أتيت ودمرتِ ذلك البصر الذي رآكِ هكذا، لقد جعلتِ داخلي قلبٌ أصيبَ بسهمٍ مُلطخٍ بالكرهِ، لقد حولّتيني تمامًا!
ولكني حقًا قد علمتُ أنه كلما أحببنا تنازلنا، وكلما تنازلنا جُرحنا، وكلما جُرِحنا نزِفنا، وكلما نزِفنا تعلمنا أن أكثر من نحبهم أكثرهم إيذاءٍ لنا!
ورغم ذلك، وهذا، وذاك ستظلين ألمي اللذيذ، الذي وإن تذكرته دائمًا، أتيتُ بالميمِ بدلًا من اللام؛ لتصبحي أملي الوحيد المُنتظر للعيش على ذكراكِ رُغم أنها مِن أوهامي أنا ليس إلا!
دعيني أُخبركِ بأخر شيءٍ لِتعلميهِ عزيزتي: سيظلُ حُبي لكِ كسديمٍ، تُغرقُ كُل من اقترب منكِ يا نبعي والعينُ ضاد.
«وَطَـنـي أو مُعذِّبي»
أعلمَ أَنَّ علىٰ ذِكر هذه الكلمة، أَتىٰ علىٰ خاطرك المدحُ، وكلماتُ العِشق، بالطبع لا، سأُخيبُ ظنك هذهِ المرةَ وبدايةً أُحبُّ أن أُوضح لكَ شَيئًا في غايةَ الأهميةِ هو أنِّي: "أتمنىٰ كُلَّ التمني أَن أكتُبَ عنكَ أجمل الكلمات، وأُغني لكَ أجملَ الأغاني، وأُنشدَ فيك الأناشيد الرائعة التي تدُّل علىٰ حب الوطن وأُناسهِ الطيبين والطيبات، وأسرد لكَ ما في قلبي مِن كثرةِ عشقي لكَ، وأفعل كما يفعل أبناء الوطن لِوطنهم، وأَفتخرُ بأنَّي اِبنتُك، وأرهنُ روحي فداءً لكَ دونَ الترددِ للحظةٍ"، هذهِ كانت إحدىٰ أحلامي قبل أن يحدُث ما يجعلَ القلبَ يبكي لا العينُ فقط، ولكن أؤمِن بِشيءٍ: جميعُ الأحلامِ التي تتمناها لا تتحقق، الموازينُ تَختلُّ يومًا، وتنقلِبُ الأحوال، ومِن ثَمَّ لا تنسىٰ أن القدرُ يأتي بما لا تشتهي النفسُ تحمُّلَهُ لساعةٍ، تُحلل الموت في حقك"، لَستُ غاضبةَ، أو كارهةً لكَ، أنا فقط أكرهُ نفسي؛ لِأَنَّي أَحملُ الجنسيةَ الحقيقيةَ مِنك، صدقني لم أَكُن أُريدُ هذا قط كُلَّ ما حدث، وسيحدُث ليس بيدي، وخارجًا عن كوني أُغير بواقعي شيئًا، آمنتُ بكَ ومن شدةِ الإيمان قد كفرتُ، أنت لم تُكن مُنصِفًا، ولا عادِلًا لِأَخذ حقي الذي أضاعوهُ أهلك الكِرامُ، يؤسفني أن أقولَ لكَ بأنَّي لا أتمنىٰ العودةَ إليكَ تارةً أُخرىٰ، وأصبح جحيمُ الغربةِ أخفَ لي مِن جنتك، أنتَ تسأل نفسك الآن، لا تقلق أنا أعلم وسَاُجيبُكَ علىٰ ما هو داخل عقلك، وما هي الأسبابُ التي جعلتني هكذا، رُبما تستخفُ بها وبالنسبةِ إليكَ أمرٌ لا يحتاج كُلَّ هذا؛ اقرأ، لن تخسرَ لعلك تشفق علىٰ حالي، سببي الأول وأعتقد الأخيرُ "رأيتُ أخي، وقطعةً من روحي، بل وأنفاسي وأقسمُ لكَ، في اليوم الثاني من شهر مارس في سنة ألفين وسبعةَ عشرٍ ساقطًا علىٰ الأرضِ غارقًا بدمائه، ينزفُ من أنحاء جسدِه، وجموعٌ من الناس تلتفَ حوله بسببٍ طلقةٍ رصاصيةٍ داخل رأسه والأُخر بقدميه الصغيرتين، نتيجةً لوقوع أحد العائلاتِ العدائية بين بعضهم بالمُسمىٰ بالثأر، كان صغيرًا وهو لم يبلُغَ الخامسةَ مِن عُمُرِه، قُتِلَ مظلومًا، بريئًا لا يملُكَ علمًا للحياة، ولا يُدركُ شيئًا فيها، فعلوها أكابرُ الظلامةِ الذين تجردوا من جميع مشاعِر الإنسانية، هُم في نظري شياطينٌ لا بشر، ومن حينِ هذا المشهد الهالكِ لِروحي، الوطن لا وطن وأرضُه مُحرمةً عليّ دُخولها إِلَّا وقتَ ردِّ الحقوقِ إلىٰ أهلها، يوم المشهد العظيم لا يُنسىٰ أبدًا، وما زالت جميعُ التفاصيلِ أمام عيني لا أستطيعُ محوها، ولا الهُروبَ منها، هذا ما قدمهُ إليَّ وطني وهذا أنا أُصبتُ باكتئابٍ حاد مِن شدةِ الحُزن، وأصابني مرضُ القلبِ وأنا لا أتجاوز الخمسةَ عشر عامًا، اللعنة علىٰ الوطن ومن فيه من أُناس تركوني جسدًا بلا روحٍ بفعلتهم المشؤومةِ التي قاموا بافتعالِها، اِنتهيتُ ويكفي سببٌ واحدٌ، أظن لا شيء يُذكر بعدَهُ، كُل الكُره إلىٰ وطني وأهلهِ عديمي الرحمة، إلىٰ اللقاء يا من سرقت مني الحياة قبل أن أحيا.
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
"النصيب الأعمىٰ"
لا أحد يعلم أني ما زلت إلى الآن أبكي كل ليلة على حلم لم أحصل عليه، أبكي خذلان وخيبة أمل لم أقدر على تجاوزها رغم تظاهري بالعكس، رغم محاولاتي في السعي بأحلام جديدة لم تكن تخطر على بالي يومًا، أشعر بغصة في حلقي كلما أفكر أنني لم أحقق حلم واحد يجعل من حولي يستطيعون بالفخر بي لإنجازي له، لا أحد منهم يعلم أني أكتم الدموع في حنجرتي وأبكيها بداخلي عندما يتحدث أحدًا منهم عن حلمٍ حلمت به مدة طويلة وفوجئت باستيقاظي منه على صفعةٍ قويةٍ من القدر، القدر الذي وكأنه لم يحبني أبدًا ولم يحب أن يراني سعيدة ويسلب مني كل ما أتعلق به، حتى أصبحت أهاب التعلق وأفر من كل شيءٍ بمجرد شعوري أنني سأتعلق به.
الغريب في الأمر أن الجميع يراني سعيدة ويظنوا أني تجاوزت هذه الهزيمة منذ أن خطوت أول خطوة في حلمي الجديد، لا أحد منهم يرىٰ أنني أسير وأنا قلبي مثقل بالهزائم، وأنني أخفي الأمر في نفسي ولا أدري السبب، ربما حتىٰ لا أرى الشفقة في عين أحد، وربما حتىٰ لا يروا دموعي التي تنهمر للداخل عند رؤية أحدًا غيري يحقق حلمي الذي ربما لم يخطر على باله يومًا، وأن هذه الإنجازات التي أتظاهر بأنها انتصارات حققتها ما هي إلا خدعة لتواري ندبات قلبي الذي إن نظرت إليه لن تستطيع التعرف على ملامحه من كثرة الكدمات.
تحميل وقراءة كتاب ( حياة تخاطب أرواحكم ) كاملا
أعمال أخرى لعائلة حياة على موقعنا.