" خبايا النفس "
تم الاشراف على الكتاب من قِبل: مزياني ياسمين / حمداني محمد
إهداء الكتاب
إهداء
إلى كل نفس يافعة طموحة للمستقبل و عالم الكتابة إلى كل الأنامل التي ساهمت في إضافة لمستها الخاصة لهذا الكتاب إلى كل من له ترياق الأمل و التفاؤل إلى كل خبايا نفس تسعى للتطوير من ذاتها.
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
اقتباسات من كتاب خبايا النفس
صاحب الإبتسامة
لا داعي لأن نتواعد ، فنحن سنذهب تلقائيا إلى نفس المكان إلى نفس المقهى نحمل نفس الكتاب .
كل هاته التصادفات وضعها القدر أمامنا لأكون أسيرة بين خطوط إبتسامتك.
فلو بقي القدر معنا لطبعتُ قبلةَ شكرِ على جبينه ملأها إمتنان وكنت إستضفته في الكرسي الثالث ليجلس معنا على نفس الطاولة لعله يكون شاهدًا على نظراتك التي كانت تتسلل من خلف الكتاب.
كنت أراك فلا داعي لأن تخفي لمعة عيونك أكثر ،فأنا مثلك أضعتُ سطوري وأنا أسترق النظر إليك وإلى ساعتك وهي تراقص الزمن ، لقد توسلتها في الخفاء عديد المرات أن تتوقف فأنا لم أملَ جلوسك بعد ، لم أسأم من شربِ قهوتي المرة ،فقد إستحيت أن أطلب السكر فى حظرت من جعل صباحي أحلى.
أما في غيابك فتكون قصة أخرى لا تقلق فأنتَ سيدُ كل مكان وزمان.. فحين يتوارى طيفك عن نظري . أحمل قلمي وأنا عازمة على الكتابة عنك لتتزاحم ألالاف الأفكار في عقلي .وتتدفق كلمات أكثر مما يقْوى على خَطها قلمي إلى الآن غيرت الصفحة عشرات المرات ...
ولا أخرج في الأخير إلا بخربشات طفل لا يفهمها أحد
وكيف يكون غير ذلك .؟
وأنا كلما رأيتك قفز قلبي وكأنني طفلة أهداها أحدهم حلة جديدة
أما في حضورك فأنا كالموناليزا من أي زاوية نظرت إليا وجدتني أبتسم...
وحين تتكلم أكون كعشرينية تستمع إلى أغنيتها المفضلة وتطلب من الجميع أن يخرس لأنفرد بأنغام حروفك و هي تخترق سمعي و شغف قلبي.
أ ولا تقولون أن المجنون هو من يبتسم لأشخاص لا نراهم ؟؟ مبارك علي إذًا أصبحت مجنونة بك فأنا أبتسم حتى لطيفك حين يعبر ذاكرتي.
أما إن قمت للذهاب فترتسم على وجهي ملامح مرأة فقدت كل أحبتها في الحرب وتودع الأخير وهو يلتحق بالجيش، وبعد ذهابك أصبح كعجوزِ، تنسى أين وضعت نظراتها . أُطيل الشرود وأنا أستحضر كل أحاديثك في ذاكرتي ، فصحيحُ أنني لا أرحل برحيلك ولكنني أترك نصفي على قارعةِ الطريقِ ينتظر عودتك.
لقد أصبحت كل محاولاتي لوصفك ومدحك وشرح ضحكتك ورسم إبتسامتك محكومُ عليها بالفشل.
وكأن سحرك لا يفهمه أحد، فكلما اعتقدت أنني فهمتك أصبحت أحجيةُ حبك أصعب.
أ تعلم شيئا ؟ يكفيني أن تبتسم لأضحك بملأ صدري.
هاهي رسالة أخرى أكتبها لك ياصاحب الإبتسامة فلتكن هذه المرة إبتسامتك هي توقيعي عليها.
إيمان حواء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا حواء أريد أن أقص عليكم نبذة من حياتي
أنا فتاة فى العقد الثاني من عمري حديثة التخرج أعمل معلمة فى أحد المدارس متوسطة الجمال ولكن أكثر ما يميزني طيبة قلبي ِ التى يشهد بها الجميع وحسن خلقي لأن حسن الخُلق ظفر بالدنيا والآخرة فعلينا أن نتحلى به .
أنا مثل أي فتاة تحلم بفارس الأحلام وتتمنى العيشة الهادئة التى تحاوطها الألفة والمحبة ورضا الله عز وجل . ليس أبوح بسري وأمنياتي إلا لله عز وجل فهو لي الرفيق والحبيب لا أشكُ بأسي وحزني لأحد إلا هو لأني تعلمتُ من خلال بعض المواقف التي مرت علي أن الشكوى لغير الله مذلة. فما أجمل الثلث الأخير من الليل عندما أخلو بحبيبي الذي يتجلى إلى السماء الدنيا الذي يجبر بخاطري ويحقق أمنياتي وما أجمل الفجر عندما أرتِل وردي الذذ يحدثني فيه حبيبي .في ذات صباح بعد أن أديت فريضتي وقرأت وردي قمت بإعداد طعام الإفطار لوالداي وبعد الإفطار طلب مني أبي الحديث في موضوع هام فأنصتُ إليه فأخبرني أنه يوجد شاب ذات دين وخلق يدعا "آدم" تقدم لخطبتي ويريد رؤية شرعية فما كان أمامي الا أن أنصاع لأمر أبي فوافقتُ على ذلك فأتى المساء وأتى معه هذا المجهول بالنسبة لي فطلب مني أبي الجلوس معه فما أن وقعت عيني عليه إلا وأنا بداخلي احساس غريب اتجاه هذا الإنسان ما هذه الألفة والقبول الذي أشعر بهما أ هذا الإحساس من وجهه البشوش ؟ فلا أنكر أنه ذات مظهر جذاب برغم أني أغض بصري عنه الا أنه جذبني من الوهلة الأولى فالتهمني الفكر والشرود ولم أفق إلا على صوته الحنون وهو يقول : هل التقينا قبل ذلك ؟
-حواء : لا لم نلتقي
-آدم : غريب أشعر وأننا التقينا قبل ذلك فما عليكِ حدثيني ماذا تريد فيمن سوف يكون شريك حياتكِ
-حواء : لا أريدهُ إلا أن يسير على نهج سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم" في خلقهُ ومعاملتهُ لأهل بيته نبني بيتا على طاعة الرحمان .
-آدم : تبارك الرحمان فهذه مثل أمنيتي فأنا أريدها مثل خديجة فى الاحتواء وتربية الأبناء وحسن العشرة .
بعد ذلك توالت الأحاديث بينهُ وبين أبي ومرت الليلة علي وعد برد بعد استخارة الله عز وجل. ومرت الأيام وتمت الخطبة وكان آدم يأتي لزيارتي في النطاق الشرعي وبعد الانتهاء من الحديث الذي كان يدور حول حياتنا المستقبلية يسألني سؤاله المعداد " أحقا لم نلتقى قبل ذلك كيف هذا وأنا أشعر بأنني أعرفكِ حق المعرفة إذاً فما هذه الألفة والقبول الذي أحسهُ اتجاهكِ وكأنيِ أعرفكِ من زمن بعيد وليس مجرد أيام معدودة "
فما كان يبدو مني سواء بسمة بسيطة وآخر مرة سألني نفس السؤال قلتُ له :"سوف أخبرك ولكن ليس الآن فأنت ما زلت لم تحل لي ولكن اذا كتب الله لنا اللقاء في الحلال فسوف أخبرك "ومرت الأيام وجاء اليوم الموعود يوم عقد القران ووقعت على مسامعي أجمل جملة سمعتها في حياتي "بارك الله لكم وبارك عليكم وجمع بينكم فى خير" أ حقا هذا الملاك النقي أصبح زوجي أ هذا سوف يكون والد أبنائي فما أجملها من أمنية وحققتها لي يالله فأنتَ حبيبي الأول وعوضني بحبيبي الثاني بعد طول انتظار وصبر ويقين بأن الله عند حسن ظن عبده به وها أنا صبرتُ وأحسنتُ الظن وقد جبر الله بخاطري وعوضني بأجمل ما يكون توالت علينا المباركات والتهنئة بهذا الزفاف الذي بالنسبة لي تتويج ملكة برغم بساطته ولم لا يكون تتويج ملكة فأنا حقا ملكة برضا الله على ملكة لأن مهمتي في هذه الحياة أن أتخذ أم المؤمنين خديجة قدوة لي في الحنان والعطاء والاحتواء وفارس أحلامي وأميري سوف يسير على نهج سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم "بعد انتهاء الزفاف أنفرد بي آدم وقال لي "الآن صرت حلالي يا زوجتي العزيزة اذا ألم تخبريني عن سر هذا الرابط الذي يجمعنا ويؤلف بين قلوبنا "اتسعت ابتسامتي وأنا أنظر إلى عينيه لأول مرة فما شعرت بنفسي إلا و أنا أعبر عن كل ما كان كامن بداخلي وكأن عينيه مسكر نعم فقد سكرني فما أجمل هذا السكر الحلال الذي أنعم به الله عليا فقلتُ له "أحقاً ياآدم تجعل حواء حصلت عليك باليسير لا ورب الكعبة فقد كنت أسمى أمنياتي أنتَ لم تأتي من عبث يا آدم بل كنت أنتَ أول دعوة لي عند قيامي و أول دعوة عند كسر صيامي كانتُ كلما تجدد العهد بلقاء رب العالمين في السحر أدعوهُ أن يكتب لي الزوج الصالح السند الذي لا يخل ولا يمل كنتُ أقول له ربي أريد سند مثل سند النبي لعائشة وحب وألفة مثله كنت تستحوذ كل تفكير وأغلب دعائي كنت أرجو من الله أن يعفني لزوجي المستقبلي ويعف زوجي لي لكي نلتقي فى رحاب الله تحت رؤية الحلال وشعار الألفة والمحبة لكي نبني بيت على النهج الإسلامي لنخرج للعام ابن في شجاعة وعدل "عمر بن الخطاب" وابنة فى عفة وإيمان "مريم" فهذا هو سر الرابط الذي بيننا يا آدم إنه رابط الدعاء وحسن الظن بالله إنه لا يخيب أمالنا ويحبط أمنياتنا"
تحدث آدم وعينه تفيض بالدمع من شدّة الفرح "ما هذا يا حواء وتقولِ لي لم نلتقي من قبل لا ورب الكعبة لقد التقينا وإنا كنا لم نلتقي بالجسد ولكن التقينا بالأرواح في وقت السحر بين يدي الملك الجبار الذي جبر بخاطرنا و ألفِ بين قلوبنا فمثل ما گنتُ أنا أسمى أمنياتكِ فأنتِ كنتِ لي درة ثمينة أحاول كل ليلة في الثلث الأخير من الليل أن أجيد الغوص فى بحر الدعاء وحسن العبادة لكي يرضا عليا ربي ويكافئني بكِ يكافئني بالزوجة الصالحة والسند والاحتواء والأم المثالية لأبنائي مثل"خديجة"كنت أقول رباه أني أريدُ مثل "خديجة" في بيتي. كيف تقولي لم نلتقي ونحنُ كل ليلة كان لنا لقاء مع رب السماء لنلحق بقوافل المسبحين الحامدين الصابرين الشاكرين الراجين من الله الكريم جبر الخواطر وهكذا عوضنا الله ببعضنا لأننا اتخذنا نهج موحد وهو "حسن الظن بالله و الاعتصام بديننا عماً سواه "حيث قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم " { يقول الله أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني}" خلاصة الأمر نصيحة لكل فتاة لا تجعلي حلمكِ رجُل بل اصنعي أخلاقاً ومستقبلاً لتكوني حلم كل رجل.
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
الله سيداويك
في غياهب القدر الناس نيام ،لا أحد يسمعك ولا أحد يحس بوجعك ،يعتريك وجع يدمي القلوب ، يفيض دمع العيون ، وجع تعجز الشفاه عن نعته ، الأقلام تجف لمجرد وصف ربعه .
و آه للسكاكين التي تنغرز في صدرك
من سيفهم مدى كربك؟
هل تظن أن أحدا ما في هذا الكون الفسيح سينصت لك و يلطف بك؟
أنينك ،آهاتك و هواجسك ،من ذا الذي سيدركها ؟
تفقد الأمل تظن أنك وحيد لا أحد يفهمك ، لا أحد يحس بك ،أنت في دوامة أنت تنغمس في قاع الرياح العاتية التي تعصف بقلبك الباكي .
عيناك أطفأها الكدر و غدر الزمن .
قف !
انسى ما حولك و اتركهم كلهم وراءك و أبصر إلى السماء هناك تجد ترياقك .إنه العليم الخبير الذي لا يكل و لا يمل .فقط الجأ إليه و ما أعظم اللجوء إليه سيخفف عنك و يداوي جراحك .
إن كنت تحتاج أحدا ،فالله معك و لك هو الذي سيجبر كسورك و الذي سينصت لمغصك ، لن تحس بالراحة إلا بين يديه لأنه الله الذي مهما تعصيه و تتجاوز حدوده
يجعل لك ألف سبيل للتكفير عن ذنوبك ولو بلغت عنان السماء .
لا تفكر مجرد تفكير أنك لوحدك ،بل قل دائما في نفسك أن الله لن يدعك ، مهما قيل في الإله فهو قليل لأنه عظيم لأبعد الحدود هو القوي الجبار ،الواحد الأحد ،القهار ، و هو مالك السماوات والأرض ،ذي الجبروت و الملكوت لن تحتاج في قربه لأحد فإن كان هو معك فمن عليك إن أصابك الضر ،فالله أرحم الراحمين
لا يحب الله أن يمسك بسوء فما أحزنك إلا ليبهج قلبك و ما أبكاك إلا ليزهر روحك ضع في عقلك أمرا أن الله ليس بظالم عباده و بما أنك تستطيع التنفس فنعم بالله.
الله لا يبعد عنك الشيء إلا ليعوضك بأفضل منه. فحكمة الله في ابعادك عما تحب .
هل تظن أن الله بعزته و جلاله و عظيم سلطانه أخذ منك ما هو خير لك ؟ لا والله ما لخير إلا فيما اختاره له.