" هنيهات معي "
تصميم غلاف: بسمة كرم
نبذة عن الكتاب
كتاب الكتروني جامع بعنوان《هنيهات معي》
كل عمل يحوي أخطاء وقع فيه البعض و الفوائد المكتسبة من هذه التجارب (العتاب و الشكر ، التأنيب والفخر ، الجدال والاتفاق...)
هي اعترافات بأخطاء و افتخار بإنجازات سيحمل الكتاب قصصا قصيرة عن حياة الناس و تحفيزا لكل من سيمر في نفس طريق و تحذيرا لكل من احتار في اختيار الأصح...
المقدمة
وخير الكلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصلي اللهم على سيدنا وحبيبنا محمد ...
يامن أسرك اليأس و أغرقتك المعاصي...
اخرج ما بداخلك من سلبية ، لا تدع الترّاهات تسيطر على أفكارك ... أطرد كل ما يحيط بك من ظلام ... من أجل أن يعمّ النور مرة أخرى...
يا من غمرتك السعادة و هاجرك الحزن ...
أنك والله لمغوار ، فلولا شجاعتك في الحروب لما كنت على حالك هذا ... افتخر ، و اشكر نفسك فوالله إنها مجاهدة ...
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
الإهداء :
كتابنا هذا لكل من غلبته مشاق الدهر و تحدياته ... هذا كتابنا دليل لك فهنيئا لك به.
كتابنا هذا لكل من هزم تحديات الحياة و خرج منها بأضرار خطيرة رمّمها بمرور الأزمان ... فهنيئا لك على فوزك بنفسك البريئة.
كتابنا هذا لكِ أمي الغالية... لكَ أبي الحبيب ...
كتابنا هذا ... لكل من آزرنا في مشوارنا وكان لنا خير رفي
اقتباسات من كتاب هنيهات معي
قصة مارية.
ها أنا أتذكر مارية القديمة، مارية التي لطالما كانت تخاف المواجهة و لا تثق بنفسها و مواهبها، مارية التي تعتبر الكل أحسن منها و أنها لضعفها و مرضها و بسبب تنمو الغير عليها لن تنجح و ستظل بعيدةٌ عن أحلامها و طموحاتها، و لن تحقق أي شيء في حياتها، مارية التي لم يلاحظ أحد من عائلتها نوبات أرقها المتكررة آنذاك و لا أحد أحس بحزنها و ضعفها، ولا حتى أصدقائها الذين كانت قد إبتعدت كليًا عنهم و أصبحت منطوية على نفسها، لم يكن أحد يفهم تعبي لتصنعي الإبتسامة دائمًا، لم يدرك أحد الحزن الذي إختلج صدري لتعبي من التنمر و من نظرة الناس من حولي نظرة الإحتقار تلك و كل إيماءاتهم عن مرضي و كوني دائمًا تعبانة دون أن يكترثوا لما أشعر به، لطالما شعرت بالوحدة و تمنيت لو أتشاركها مع أحد لكن لم أتمكن حتى أمي المسكينة التي أرهقت نفسها و استنزفتها من كثرة التفكير و الركض بي هي و أبي في المستشفيات و بالتحاليل، لم اتجرأ حتى على أن أخبرها بشيئ لم أرد أن أزيد عليها فأنا أعلم بكل ما تعايشه و هي تفكر في صحتي ليلاً نهارا.
أحاول بجِدٍ و بكل قوّتي أن أكتم في قلبي تلك الجراح التي انتهكت جسدي، و أخفي دموعي التي تُغلغِلُ مُقلتاي كلما أرى فتاة في سِني نشيطة و في كامل صحتها بينما أنا حتى جسمي و كأنني طفلة في العاشرة من عمرها، رغم أنني في الثاني و العشرين من عمري.
أجلس دائمًا في غرفتي حين يعلو الصمت و أحس أن كل أطرافي متجمدة من شّدة الألم، و الدموع تُغرق وجهي، أتذكر كل اللحظات التي عشتها و التي تزور عقلي كل ليلة، كل تلك الإساءاة و ذلك التنمر و الإيماءات السيّئة في حقي كل ذلك الضعف الذي أنا فيه و أتذكر كم أنني ضعيفة الشخصية. كان كل هذا و كثير أيضا من خيبات الأمل التي عايشتها قد كسرت قلبي و استنزفت روحي و جعلت مني شخصية شبه غير مرئية و ضعيفة بين الناس.
لكن ها أنا و بعد أن إستفقت على حالي تذكرت أنني بشر و أن الله يبتلي عباده الذين يحبهم، و شكرته على ذلك أعدت الحسابات مع نفسي و عرفت كم أنني قد إستصغرتها، حاولت و حاولت حتى أنني وجدتُ شغفي في الحياة و عرفت ماذا أريد و ذّكَرتُ نفسي أنني قويّة، فرغم ما مررت به لا أزال صامدة ولو مع نفسي فقط و قررت عدم السكوت و الإختباء وراء الغير.
ها أنا الآن و الحمدلله قويّة، قد فهت دروساً عديدة من الحياة، عرفت أن المرض قد يضيق صدري و أن الهمّ قد يجزع قلبي لكن الله سبحانه وتعالى أراد من ذلك كل الخير لي،. أراد أن يفتح لي منافذًا تزيح عن حياتي غيومًا قد أعمتني عن رؤية أحلامي و مستقبلي.
تعلمت أن لا أحد يعرف حقيقته جيداً إلا عندما يتألم كثيراً، و لا يصبح الإنسان حكيماً إلا عندما تَشبع روحه الآلام تلك التي منها تسمو روحه و تظهر قوّته، تذكرت أنني لن أعيش سوى مرّة واحدة و هذه المرة سأستغلها و أتخلى عن التفكير في المرض فقط و في رأي الناس في شخصي، سأُسعد نفسي و أتقبل الدنيا بما فيها بحلوّها و مرِّها و أتقبل آراء الناس و أجعلها نقطة قوّة لي و اخترت شعار أن ما يجعلني مختلفة يجعلني أجمل و أقوى، و عرفت أن كل شيء مؤلم سينتهي ذات يوم و لكلٍ منا دورٌ في هذه الحياة فقط ينبغي علينا إكتشافأنفسنا، أنا قد استغرق هذا مني وقتًا طويلًا لأتعلمه لكن أنتم لربما من الآن.
تعلمت و تعلمت الكثير، و الأساس في كل ما تعلمته من الحياة هو الأمل، الأمل الذي يولد من كل شيئ ميؤوس منه مهما كان حجمه صغير إلا أنه يفتح آفاقًا واسعةً.
تذكر دائماً أنك إذا فقدت أملك و إرادتك فقدت حياتك.
ظهر الحق بعد حين..
نندم على حسن معاملتنا إلا أنه يخلف لنا أضرارا كثيرة،فالدين يعلمنا حسن الخلق،لكن النفس تريد منا أن نساير العصر و الوقت،لأنها في الأخير هي من سيتأذى،فالنفس تحاول دائما أن تجنبنا الخوض في التجارب،و يحدث هذا مع تكرار العقبات،فهي تحاول دائما العيش بسلام،و تجنب الكدمات،لكن يجب أن نعرف و نتعلم أن الإنسان بعقله و قلبه،فقليل من العقل حتى نستقيم،و قليل من القلب حتى نلين،بهذا تكون نفوسنا منطقية و مصنفة و نستطيع الإصغاء لها،فإن تغلب القلب هوت نفوسنا،و إن تغلب العقل قست نفوسنا.
يا نفسي جلست الآن بجانبك،و في رأسي الكثير من الخسارات التي تعرضت لها في حياتي،فهي كثيرة لا تعد و لا تحصى،أبرزها كانت ممن وثقت بهم،صديقة بمثابة أخت وثقت بها،اعتقدتها يوما ما أنها مكسب لي،صديقة خذلتني،ساءت الظن بي،علمتها الكثير من الأشياء في هذه الحياة،كنت بمثابة الأخت الكبرى لها،تحارب من أجلها و تبعد عنها الأذى،أأسرق أنا؟ ؟ نعم يا أعزاء،اتهمتني بسرقة إسوارها،و أنا لم أفعل،أليس بعض الظن إثم؟اتهمتني و أصرت على الإتهام،بل و هي شبه متأكدة أنني السارقة،فرقنا الغدر،فرقنا سوء الظن،كان هذا بالنسبة لي صدمة كبيرة عندما يتهمك أعز الناس لديك،لماذا يا رب أهذه هي المعاملة بالمثل؟ بقيت وحيدة حزينة و كئيبة،قضيت معظم أوقاتي و أنا في تفكير مستمر أنهك قواي،و في أحد الأيام شاءت الأقدار أن تجدها في مكان ما،إذ فوجئت بمكالمة هاتفية من طرفها،فقمت بالرد:"ألو نعم" فردت قائلة:"ألو صباح الخير"
أنا:"نعم صباح النور" هي:"آمل أنك في أحسن الأحوال،اتصلت بك لأعتذر عما حصل،لأني وجدت الإسوارة" أنا باطمئنان:"مممم الحمد لله الذي أظهر الحق من الباطل،و تأكدي أنه مهما طال الليل حتما يطلع النهار"،انتهت المكالمة فبكيت لله ساجدة للرحمان و حامدة له لظهور الحق،و صفاء الظن بعد طول انتظار،كنت واثقة من نفسي و من الله تعالى،و عرفت أن الله دائما مع الصادقين.
مرت الحادثة أو بالأحرى مر الدرس الصعب،الذي تعلمته لاجتياز الطريق الصحيح و النجاح،و خاصة عدم الوقوع في الخطأ مرة أخرى،فهذه النتائج لا أجعلها أسس و قواعد لكنها بمثابة تجربة و درس يجعلني أكثر حكمة و قوة،فالتجارب غذاء للنفس و العقل،هذه هي الحياة مليئة بالتحديات بالغدر و الخيانة،لذا علينا التحلي بالحكمة والموعظة و تكون أكثر قوة،فكما يقال:لا يؤذينا إلا من أحببناهم بصدق،ليس لأننا مغفلين و لكن لأننا أسكناهم في أماكن ضعفنا.
ما وراء الإبتسامة...
كفى ... كفى ، توقف عن هذا ، أتظن ان اللطف سينفعك؟! أتظن محبتك ستنجيك ؟! توقف أيها الغبي ، أنت تزيد الطين بلة ، ستندم ، سيكون الوجع أكبر ، استمع إليّ انا اريد مصلحتنا ، أتضحك!!! قلت لك كفى ، إهدأ لما كل هذا الغضب و التوتر ، لن يحدث شيئ ، نحن أصدقاء علاقتنا قوية ، اتصالنا وطيد ، سيكونون سندا و دعامة لي وقت الضيق ، أحمق تافه ساذج ، تعيش في عالمك المحصور المليئ بالزهور ، انظر إلى الواقع جيدا ، نحن وسط حرب دامية، لا مكان للصداقة او الحب او الثقة ، أفهمت ؛إياك ان تودي بنا الى زاوية الخذلان ، اياك ان اتضمنا الى قسم الذبول ، انا احذرك اياك ان تحطمنا ، قلبنا لن يتحمل اي كسر اخر ، اسمعني جيدا انا اعني ما اقوله لن يصمد حتى امام وخزة بسيطة سيدخل عالم البهتان ، ثرثرة .... ثرثرة ... ثرثرة .... الا تتعب ابدا ، حسنا فهمت فهمت ، فقط اصمت ، حسنا سأصمت لكن ان حدث اي شيئ لقلبنا ، سأمزقك أشلاءا بالندم و الحسرة .
بين تقلبات عمري
في عهد ما من عمري ، اخذت الايام تتخبط بي بين فشل في النهوض وضعف في الاستمرار ،اصحبت شخصا بائسا يعجز عن رسم شبه ابتسامة زائفة ،رمت بي ساعات الدهر نحو مستنقع اللاشيء ،فقط ظلام ،ظلام حالك يحيط بي من كل جانب ،يسكن روحي المرهقة ،يستنزف فؤادي ببطئ ،يجبرني على الوقوف ساكنا دون حراك ،نعم استسلمت ،ضاعت مني روح الحياة ،تلاشت الكلمات ،وعجز اللسان عن وصف الحال .
وسط كل ذلك التخبط ،لم يكن رفيقا لي سوى شعاع دافئ اندفع من حيث لا أدري ،فقط اعلم أنه قادمٌ من نقطة ما من قلبي ،كان يلمس عليَ ببطئ شديد ،مع كل حركة منه ،كان يلهب داخلي ،يشعرني بدفئ مُحبب ،يبعث الامل في ،ويسكن روحي المرهقة ،والاهم يجبرني على الوقوف ،ماكان ذلك سوى همس ربيع عمري الساكن عند تلك المرحلة العاجزة منه ، يعلمني عن مدى ضياعي ،يَروي لي شريط ايامي القادمة بعد هذا السكون ، كم حزَ في نفسي ان ارى شبابي يضيع ،ان اقف مكتوف اليدين في انتظار نهاية العمر ،بينما غيري يجتهد متمسكا بحلمه ،لم استطع الجمود أكثر ،يكفيني ماضاع مني ،لا بد من أن افيق لما انا فيه ،حياتي ،عمري ،احلامي ،امالي ،امنياتي ،شبابي.... الكثير من الاشياء تضيع مني ،لا ليس هكذا،الاستسلام ليس هو الحل ،ان حدث وفشلت مع كل عثرة كيف سأعيش ،لا بد من أن أكون اكثر مجابهة ،انا أقوى من أن تهزمني مُرُ اللحظات ،لن اسمح بفشلي ،سأعيش على أمل ان الافضل سيتحقق يوما ما ،لأنني أستحقه .
منذ تلك اللحظة بدأت معركتي مع نفسي ،كسرت قيود الفشل ،ورحت أرتدي ثوب القوة والعزيمة ،والاهم الثبات على المسار والاصرار على الوصول وبلوغ الهدف ،سهرت وتعبت ،سقطت واَعدت الوقوف ،تعرضت للتذمر والسخرية ،حاول الكثيرون احباطي والعمل على حبسي داخل قوعقعتي القديمة ,لكنني كسرتها وقطعت عهدا على عدم الالتفات لذبذبات أعداء النجاح ،وبعد كل هذا حدث ووصلت ،نعم ،عندما آمنت بنفسي عانقت حلمي ،كسرت تلك القواعد اللعينة ،تمردت على كل من حاول اثباطي ،وها انا اليوم اعانق بِوِدٍ وسرور حلمي الكبير ،من عشت على غاية تحقيقه ،ها هو اليوم بين يدي ،فأي لذة كدت أخسرها ،وأي سعادة كنت سأسمح لعثرة عابرة ان تهدمها ؟!.
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
ظهر الحق بعد حين...
نندم على حسن معاملتنا إلا أنه يخلف لنا أضرارا كثيرة،فالدين يعلمنا حسن الخلق،لكن النفس تريد منا أن نساير العصر و الوقت،لأنها في الأخير هي من سيتأذى،فالنفس تحاول دائما أن تجنبنا الخوض في التجارب،و يحدث هذا مع تكرار العقبات،فهي تحاول دائما العيش بسلام،و تجنب الكدمات،لكن يجب أن نعرف و نتعلم أن الإنسان بعقله و قلبه،فقليل من العقل حتى نستقيم،و قليل من القلب حتى نلين،بهذا تكون نفوسنا منطقية و مصنفة و نستطيع الإصغاء لها،فإن تغلب القلب هوت نفوسنا،و إن تغلب العقل قست نفوسنا.
يا نفسي جلست الآن بجانبك،و في رأسي الكثير من الخسارات التي تعرضت لها في حياتي،فهي كثيرة لا تعد و لا تحصى،أبرزها كانت ممن وثقت بهم،صديقة بمثابة أخت وثقت بها،اعتقدتها يوما ما أنها مكسب لي،صديقة خذلتني،ساءت الظن بي،علمتها الكثير من الأشياء في هذه الحياة،كنت بمثابة الأخت الكبرى لها،تحارب من أجلها و تبعد عنها الأذى،أأسرق أنا؟ ؟ نعم يا أعزاء،اتهمتني بسرقة إسوارها،و أنا لم أفعل،أليس بعض الظن إثم؟اتهمتني و أصرت على الإتهام،بل و هي شبه متأكدة أنني السارقة،فرقنا الغدر،فرقنا سوء الظن،كان هذا بالنسبة لي صدمة كبيرة عندما يتهمك أعز الناس لديك،لماذا يا رب أهذه هي المعاملة بالمثل؟ بقيت وحيدة حزينة و كئيبة،قضيت معظم أوقاتي و أنا في تفكير مستمر أنهك قواي،و في أحد الأيام شاءت الأقدار أن تجدها في مكان ما،إذ فوجئت بمكالمة هاتفية من طرفها،فقمت بالرد:"ألو نعم" فردت قائلة:"ألو صباح الخير"
أنا:"نعم صباح النور" هي:"آمل أنك في أحسن الأحوال،اتصلت بك لأعتذر عما حصل،لأني وجدت الإسوارة" أنا باطمئنان:"مممم الحمد لله الذي أظهر الحق من الباطل،و تأكدي أنه مهما طال الليل حتما يطلع النهار"،انتهت المكالمة فبكيت لله ساجدة للرحمان و حامدة له لظهور الحق،و صفاء الظن بعد طول انتظار،كنت واثقة من نفسي و من الله تعالى،و عرفت أن الله دائما مع الصادقين.
مرت الحادثة أو بالأحرى مر الدرس الصعب،الذي تعلمته لاجتياز الطريق الصحيح و النجاح،و خاصة عدم الوقوع في الخطأ مرة أخرى،فهذه النتائج لا أجعلها أسس و قواعد لكنها بمثابة تجربة و درس يجعلني أكثر حكمة و قوة،فالتجارب غذاء للنفس و العقل،هذه هي الحياة مليئة بالتحديات بالغدر و الخيانة،لذا علينا التحلي بالحكمة والموعظة و تكون أكثر قوة،فكما يقال:لا يؤذينا إلا من أحببناهم بصدق،ليس لأننا مغفلين و لكن لأننا أسكناهم في أماكن ضعفنا.
طير قلبي
كان قلبي كطائر حبيس،لا هو يستطيع البوح لصاحبه ولا صراخه وأنينه يشفعان له...حبيس صدري غريبا بين أحشائي.لولا قفصُ صدري لَفَرَّ هاربا محلقا نحو السماء،وحتى لو حلّق في السماء فسيكون وحيدا وسط الطيور لا سرب له،ولن يُمتّعنا أبدا بالتغريد.
في وسط تلك المساحة المكتظة بالناس كنت وحيدة،أستمع لأفكاري وهي تلعب داخل رأسي فتوقظني الأصوات من حولي أحيانا كثيرة.أحاول المكوث مع أفكاري ما استطعت؛لكن سرعان ما يستيقظ قلبي فيجد نفسه مرة أخرى طيرا مسجونا في قفصه.لا أعلم كيف حـُبس، وما ذنبه؟ إلا أني أعلم أنه كان وسط سربه مغردا...أحب أن يجرب العزلة إذ لم يَرُقه السرب،وفي كل مرة يهفو إلى القفص حتى وجد نفسه صبيحة ذات يوم حبيسا في قفص وسط بيت تربى فيه الطيور.يراها تحلق...هي لا تحلق في السماء لكن يكفي ان تحلق خارج القفص.
كان قلبي ذاك الطير في صدري يشتكي،يشتهي البوح...لكن ألِصاحب القفص يبوح؟! يصرخ في صمت فتنتفض أحشائي أن أنقذي هذا المظلوم...تتدافع لها عبراتي وتكون على شفا السقوط هاوية على خدودي فأجتهد في حبسها،لأنها لا تحرقني فهي دموع باردة أرسلها قلبي لتشفع له عندي...أتجاهله وأعود إلى أفكاري أحاورها ولا أنكر أني أشتكي لها أنا الأخرى حال قلبي وأرثى لحاله.
جاء الغيث وسُقي قلبي...لم يَرْتَوِ لكنه لم يذق الزلال مذ حُبس في قفصه.أخيرا أطلقت سراح سجين صدري،كان يحلق بين الطيور في انتشاء.لم تكن تعرفه وهو مسجون لكنها تعرفه الآن! من فرحته نسي أنه كان حبيس قفص يوما ما،أحب السرب وظل يحلق وسطه في نفس المكان يوما ويومين وأياما...يحلق بعيدا بخطوات عن القفص الذي ما عاد يتراءى له، فقد خرج منه.
فجأة غادرت تلك الطيور التي ألِفها وأتت طيور أخرى، أصبح يعرفها وتتكلم كلاما يفهمه جيدا لكنه غريب عن قاموسه وعندما يقرر النطق والإفصاح عما في خلده لا يفهمه أحد...حتى أصبح من العسير عليه أن ينطق.
انتَبَهَ! لم يكن يحلق في السماء بل كان يحلق تحت سقف غرفة من غرف السجن وعاد إلى عزلته ووحدته،لكنها ليست كالسابقة.إذ أنه الآن وحيد خارج القفص وبين الطيور...طيور يعرفها أربما كان يعرفها من قبل!.
خاتمة الكتاب:
عزيزي القارئ ،هي قصة قد تحمل في ثناياها الحقيقة او الخيال ،يمكن ان تبدو لك من صنع احرف عادية ،لكن المعنى هو الاهم ،ماتهدف اليه تلك الكلمات المجتمعة هو منحُكَ سُبل الحياة ومفتاح النجاح ،واساس السعادة ألا وهو "الايمان بالنفس "،ان انت وثقت بنفسك ستصل ،ان منحت قدراتك الفرصة لظهور ستتفاجئ وستعرف حينها مقدار طاقتك وتحملك ،عندها فقط ستبدع في رسم طريقك للنجاح