" اكتئاب "
تصميم غلاف: كوكي أنور.
مقدمة كتاب " اكتئاب "
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد.
فهذا الكتاب "اكتئاب" عبارة عن حروف خطت بأنامل كتاب عاشوا ضائقة
..ألم بهم ألم...هم بهم حزن ...طافت بهم مصيبة ..أو أسرى بمضجعهم أرق
ومن منا يخلوا من ذلك؟!
هنا نصوص وخواطر عبارة عن عصارة لتلك الأحاسيس المختلطة التي أبت إلا أن تخرج سوى كلمات من ذلك القلب المفجوع والروح المنهكة وتلك النفس الحزينة البائسة بسبب ذلك الألم الذي حرك تلك المشاعر وهز أقلاهم فكانت النتيجة هذا الكتاب الذي تطلعه عليه الآن وتحس بين سطوره كأنك معزوفة موسيقى في مجلس عزاء
بعد إكمالك لقراءته من الحيف أن تحكم على الناس من ردود أفعالهم أو مظهرهم دون معرفة ماوراء ذلك
فرفقا بمن اهتزت نفسيتهم
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
اقتباسات من كتاب" اكتئاب "
أسود ..بمزيج من بؤس
ماذا عن ذلك الشعور الذي يعتري الإنسان؟؟!
كانت ليلة قاسية قاسية جدا لأبعد الحدود، اسمع من الشباك خشخشة الاوراق وسمفونية تعزفها الرياح كانها بوح اناس توقف مسير حديثهم في منطقة حناجرهم نعم لقد كان لحنا تكسوه العديد من الوان البؤس مع ظلام دامس يغشى محيطي ولا اكذب ان قلت داخلي
ستسأليني كيف؟!
سأكتفي بقول لن تفهمه.. لن تفهمه فهو وقع عميق بداخلي يحدث صدى متعبا متعبا جدا يثير كل مسببات الوحدة والانطواء بعيدا في زاوية الغرفة الدامس ظلامها.. كنت سابقا اشغل مقطوعات حزينة لأبكي وانسى بعضا من اوجاع خاطها الزمان ليخفي ملامح الفرح البارزة كنت اشغلها لابكي فحسب ما اخبرني به صديقي ان البكاء يريح القلب والنفس.. فكنت ابكي حقا وتخف معه بعض من اوجاعي لكن اليوم!! لم تعد تبكيني هذه المعزوفات التافهة لم تعد تحدث اثرا في نفسي كيف لا و بداخلي اعمق واعمق لم تعد تبكيني الاغاني ولا القصص الرومنسية ولا كل تلك. التراهات يمكننا القول ان بحر دموعي جف وانتهى تدفقه لكن ظهر منبع جديد اظن ان مصدره القلب و اااه من القلب كأنه جرح ينزف و ينزف ويأبى ان تبرى جراحه أتعلم انه مؤلم جدا من الداخل اما عن تعابير وجهي!! فصرت كالمشلول عضلاته لا اكترث ولا يظهر على ملامحي اي استجابة لكن مازالت غيوم الحزن تهوى ان تعصف فوق رأسي وتمطر ذكريات ماضية مؤلمة تصحبها زخات من لوم وجلد لذاتي التي يأست التجمعات و الاصوات الصاخبة ومزال الشاعر داخلي يبدع في اشعار مطلعها ليتني قمت بذلك بدل ذاك
انه لشعور مؤلم مؤلم للغاية ان ترى احلامك تتبدد مع غيوم الخريف البائسة.. تحاول اللحاق!! لكن لا مجال لعودة قطار الماضي كانت رحلة وتأخرت عن موعدها وها أنا حيث توقفت في زاوية غرفتي المظلمة
سمعت اقاويل مفادها ان حالتي تدعى بالاكتئاب فترة صعبة تمر على اي شخص لكنني لم اقتنع بفحواها!! ان الذي اشعر به اعمق، اسوء، اصعب من ان تصفه كلمة ومفردات.. انه شعور! والشعور لا يوصف ولو جمعت دواوين الشعر مجتمعة.. بنظري هي الكلمة الوحيدة التي ان ترجمتها الى باقي اللغات فلن تعطيك الاجابة الصحيحة..
وهنا!! اوقف آلتي الكاتبة لكي اهرب كعادتي الى ذلك الفراش اللعين بعد فشلي للمرة الألف لوصف ما يسمى ب الإكتئاب
صراع
ضاق نفسي وشتد الحصار على صدري ونار ما أوقذت داخل جسدي بعثةًبحرارتها فيه بأكمله اتنفس صعداء لاكن دون جدوى سجنت في عيناي بحار من دموع وصعد دم كلها الى وجهي ليسقي كل خليةً فيه زلزال ضرب باقي جسمي بلا توقف مما زاد دقات قلبي ألم شديد احاط برأسي وغمامة حجبتني عن الرؤية وها أنا داخل دومة لا أعرف كيف او متى سوف استطيع فرار منها لا أستطيع الحراك ولا حتى نطق بكلمة فقد تحجر كلام في حنجرتي جافة كصحراء كنت فقط متسمرتاً في نفس مكان دون حراك ... صوت ما بداخلي يسرد لي ذكريات ذهبت مع من ذهب داخل ذالك سواد شريط ماضي يسير بتتالي حدثاً حدثاً كيف ؟ اوقف هذا الصوت المزعج الذي يجول داخل رأسي وماهي الى لحظات حتى انهرت وغرقت في طوفان دموعي اصرخ في صمتي بكل ما أوتيت من قوة من أجل أيقااف ذالك الصوت مجعز الذي يكاد يقتلني مهذا اريد خرووج توقف توقف اه منك ايتها نفس لأيمة كفي عن تعذيبي اذهبي ايتها الذكريات الى جحييم تباً لكي ايتها حياة ...احكمت اقفال على عيناي تزامناً مع انهمار دموعي ما زاد امر سوء فكلم احكمت اغلاقهما صفعتني ذكرى من ذكريات ماهذا بحق سماء ربااه انقذني مر وقت وانا على هذه الحال المزرية مرميتاً على تلك لأرضية الباردة غارقتاً في الظلام الموحش .....
اخيراً استجمعت قواي معدومة وأسندت يدي على الأرض لي اعطي جسمي ما يكفي من القوة لي نهوض نهضت واذا بي أرى جدران تذهب وتجيء ولأرض تحتي تتأرجح بي كذالك وشتد ألم رأسي رفعت يدي صوب عيناي وجعلتها سداً ييوقف تلك الدموع الفيضانية منهمرة بكل عنف على خداي لي تغمر كل مسام الموجودة في وجهي ترنحت في رواق بتلك الحالة كان شعري منكوشاً وملابسي تقريباً بالية بصراحة حالتي كانت تشبه المتسويلين وعلامات الحزن ترتسم بل تحفر على وجهي اخطو خطوات بأسة توجهت نحو الحمام لي أستحم لعلي استرخي قليلاً وجهت يدي نحو الحنفية وفتحتها لي يتدفق الماء وكذالك دموعي وغرقت مجدداً في طوفان دموع سكبت الماء على رأسي كان بارداٌ ولقد تعمدت ذالك غمر ماء بارد منعش كل جسدي لي يبث فيه حياة من جديد وكررت ذالك الفعل مراراً وتكراراً قصداً مني اخماد بركان الذي ثار داخلي مهلكاً كل شيئ دون رحمة انتهيت وتوجهت الى غرفتي من أجل تغيير ملابسي وجلست اسرح شعري وافرقه خصلتاً تلوى أخرة وتركز نضري صوب مرأتي معلقة على حائط بشرود عند فور أكمالي ارتديت ملابس صلاة ورحت أركع واسجد بخشوع رفعت يدي وبدأت اشكو حالي لي واحد أحد الله دو جلال وإكرام يارب يارب سموات وأرض وما بينهما أنا عبدتك ضعيفة انجني مما أنا فيه يارب انا عبدتك ضعيفة امثل امامك واتقرب منك في هده الصلاة لي أشكو لك حالي ...وبقيت وقت لابأس به ادعو الله عند فور انهائي تناولت مصحف من فوق منضدتي وبدأت أقرء بعض السور انتهيت ارجعته مكانه وتوجهت قصد ساحة منزلنا الخلفية هناك كان ابي وامي يجلسان يحتسيان القهوة ويتبادلان اطراف حديث جلست معهم استمع دون تركيز وارمي بنضري بينهما تارتاً وتارتاً اخرة انضر الى زهور واشجار التي كانت عندنا استأذنت ودخلت الى غرفتي رميت بجسدي منهك نحيل على فراش ورأسي مثقل بالهم
فوق وسادتي لعلها تقتسم معي قليل منه.... مسكت هاتفي ورحت اتفرج على بعض الفديوهات المضحكة لي تغيير مجازي مع علم كنت احسن حالاً وقتها وأجيب على رسائل بعض الأصدقاء بعد تقربة نصف ساعة زارني سلطان الذي لا يرفض له طلب نعم النعاس لم استطع مقاومته ورحت استسلم له رويداً رويداً حتى خطفني من ذالك عالم ونمت بعمق شدييد على أمل يوم جديد وانا ارمي كل شيئ في حاوية نسيان وهكذا يكون انها صراع شديد قساوة وألم تاركاً اثراً عمييقاً لكن لا بأس غداً يوم جديد وبداية جديدة فليذهب هذا اليوم بما فيه الى جحيم
وقت متجمد
حلّت اللّعنة عندما تلحّفت أشعةُ الشّمسِ وجنتيها،حاولتْ اتّقاءها بغطاء سريرها لكن مامن جدوى ،لقد استيقظتْ,ومن وسط شعرها الحالك ,المتناثر على الوسادة البيضاء الثلجيّة, ظهر وجهها شاحباً ،بعينين حفر الأرقُ خنادقاً سوداءً حولهما .نظرتْ إلى سقف غرفتها مجدّداً تحيّي صديقها العنكبوت :مازلتَ هنا! أيها المغفّل! اذهب ،غادر بعيداً، أنتَ حرٌّ على خلافي !وتسحب جسدها برويّة لتجلسَ وتتناول علبة السجائر .تشعل واحدةً، وتطبق عليها برفق بين أسنانها ،تحاول بصعوبة جمع شعرها ورفعه عن عنقها النحيل، وبين سحابات الدخان تمسك هاتفها النقّال؛ خالٍ من الإشعارات ! لاجديد أنا وحيدة هذا الكون !تفكّر مليّاً ماالذي ستفعله اليوم ؟هل ستذهب برفقة صديقاتها خارجاً؟أو ربما ستهاتف خاطبها لاحتساء القهوة ،ربما ستخرج في نزهةمع العائلة!وفي محاولة منها نفض الرماد المتساقط لم يكن هنالك متّسعٌ !تشعر بدهشة:متى امتلأتْ مطفأة السجائر إلى الحدّ الذي جعلها تتقيّأ أعقاب السجائر؟! ودونما تشعر بدأت الأحداث تعود إليها عن صديقاتٍ ماكراتٍ تركنها في أصعب أوقاتها ولم تعدْ تسمع عنهن أي خبر! وخاطبٍ قدمت له روحها وحبها لتكتشف خيانةً وضيعةً منه !ووالدين مطلّقين لم ينجبا سواها لتحيا في بؤس وشقاء...
لم تشعر بالوقت حينما بدأت تنساب دموعها تحرقها ألماً،وانتهت علبة سجائرها، غربت عن وجهها شمس الظهيرة تاركة جثتها على السرير .استلقت وعادت إلى نومها كما اعتادت أن تفعل منذ أن خُذِلتْ من الجميع.
غائبي
إسمع آ أنت مرتاح في بعدك عني ! هل كل شيء على ما يرام وأنا غير موجودة ! هل يؤلمك قلبك في وسط هذا البعد أم يؤلمني قلبي لوحدي !
أنا أتلاشى تدريجيا وما من أحد ينقذني ، أتلاشى بالإنتظار الذي أكرهه ومن أجلك إخترت أن أسلك طريق الإنتظار كي لا أفقدك للآبد ، أتلاشى بكلامك البارد الذي آراه كأشواك تغرس في قلبي بعد كل محادثة بيني وبينك هذه الآيام ، أتلاشى بالخوف من فراقك رغم إيماني العظيم بأن الله إذ آراد شيئا سيسخره لك مهما إنعدمت الأسباب ، أتلاشى بالصبر الذي يحرق قلبي يوما تلو يوم بمرارته ، أتلاشى بكوني أصبحت غريبة بعدما كنت قريبة غريبة لا أعرف إن أكلت أو شربت ، إن خرجت أو نمت ، لاأعرف أي شيء إلا ما يتم نقله لي بعد إلحاح كبير ، أتلاشى بالسكوت عن ما يؤلمني منك وعن كتم إشتياقي الدائم لك ، أتلاشى بمحاولة القرب منك التي تصدها دائما ببعد كبير... نعم أنا أتلاشى في بعدك يا ملاكي أنا لا أخسرك فقط أنا أخسر نفسي أيضا... إبتعدت وذهبت دون إلتفات وتركت ورائك خاطرا مكسورا يأمل أن تجبره وعينا باكية تأمل أن تمسح دمعها وقلبا مجروحا يأمل بأن تداويه وتوقف نزيفه ، بعدك جعلني على قيد الألم والتعب والضعف بدل الحياة ، ولم يكتفي بهذا بل ترك آثرا وندوبا حتى على جسدي هالات سوداء تحت عيني ، بشرة باهتة اللون ، آثار زرقاء على يدي ...
ويبقى السؤال بدون إجابة ..لماذا تركت من كنت تناديها بإبنتي يوما تتلاشى ؟