" سطور من الدماء "
تصميم غلاف: شروق سويلم
إشراف: علال ملاك \ خلود بلعربي
إهداء كتاب سطور من الدماء
الإهداء
الى المبدعين و المبدعات.
الى من فاضت اناملهم بأجمل العبارات
أولائك من لم يجدوا سبيلا لإيصال الأحاسيس
ففاضت على شكل كلمات
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
بعض القصص من كتاب " سطور من الدماء "
" آنستني في وحدتي .... لكنها مجرد شبح !! "
انا اسمي «فداء» ابلغ من العمر 27سنة ،متحصلة على ماجيستير حقوق ، درست في معهد الفنون الجميلة ، بدأت قصتي منذ سنوات ، بحيث تحصلت على معدل جيد في الباكالوريا مما سهل علي الالتحاق بإحدى ارقى الجامعات و التي لطالما حلمت بأن ادرس فيها و احقق اهدافي ، كنت فرحة جدا و متحمسة اكثر للدراسة، لكن رغم ذلك فرحتي لم تكتمل فصديقتي التي قضيت معها اجمل ايام حياتي لن تدرس نفس التخصص الذي سادرسه انا ، مضت الايام و بدأت بحزم حقائبي و جميع مستلزماتي للالتحاق بمقاعد الدراسة كنت متحمسة جدا ، بعد أن حزمت حقائبي راسلت صديقتي لكي أودعها و خصوصا أن الجامعة التي سادرس فيها بعيدة جدا عن ولايتي و بعدها أغلقت الهاتف .. و ذهبت لكي انام ... ظبطت المنبه على الساعة 5.00 صباحا لأنه علي الاستيقاظ باكرا ثم استلقيت على السرير اتخيل كيف ستكون الجامعة ، هل ساتحصل على اصدقاء جدد؟؟ و العديد من الأسئلة التي راودتني ، ثم غفيت ... استيقظت على صوت المنبه ، انها اللحظة التي لطالما انتظرتها اخيرا ،جهزت نفسي و اخذت حقائبي للسيارة وودعت أمي ثم ذهبنا .... كانت رحلة رائعة مع والدي .. سالت والدي قائلة : ابي كم بقي من الوقت لكي نصل ؟؟فرد علي ابي قائلا : لم يبق إلا ربع ساعة يا صغيرتي فاجبته : جميل جدا .. ابي : يا ابنتي ادرسي جيدا و ابتعدي عن رفقاء السوء و اعتني بنفسك جيدا... رددت قائلة : نعم يا ابي
بعد بضع دقائق و ها قد وصلنا حملت حقائبي و توجهنا إلى السكن الجامعي اولا لكي احجز غرفة لي ، قابلنا المسؤول هناك و اخبرني انني سابقى لوحدي إلى أن يجدو فتاة تشاركني الغرفة فوافقت ، ثم سلمني مفتاح المفتاح ، ذهبت الى الغرفة كانت مملوءة بالأتربة و الاثاث قديم جدا ، لكنها تفي بالغرض وضعت اغراضي و رتبت الغرفة ، لقد أصبحت نضيفة ، و بعدها ذهبت لحضور أول حصة لي دخلنا الى الصف و كانت حصة رائعة ، و بعدما انهيت من الدراسة رجعت الى الغرفة لاتفاجئ من المنظر الذي رأيته ، لقد كانت كل اشيائي على الأرض و ثيابي ايضا ، استغربت قليلا ثم أعدت ترتيبها ، ثم فكرت في من سيفعل هذا ثم تناسيت الأمر ، يوما بعد يوم اتفاجئ بنفس الموقف إلى أن قررت أن أخبر المسؤول عن هذه الحادثة و قد كان الحل أن تأتي فتاة للعيش معي عندما اغيب انا تبقى هي في الغرفة و لا اجد اشيائي ملقاة على الأرضية كالمعتاد ، و هكذا جرت الايام و في صباح يوم الخميس كنت مستلقاة على السرير اقرا كتابي المفضل و اذا بي اسمع الباب يدق وقفت لافتح فوجدت فتاة سمراء طويلة القامة تلبس حجاب استقبلتها في الغرفة و بعد حديثنا اخبرتني انها ستصبح رفيقتي الجديدة في السكن فرحت كثيرا بسماع هذا الخبر ، لم اعر الأمر اي اهتمام لكي احادث المسؤول عن الفتاة حيث كنت اضن أنه هو من ارسلها للعيش معي ، مرت الايام و اصبحت أفضل صديقة لي ، اصبحت تعرفني اكثر من نفسي امضيت معها اجمل ايام حياتي ، كنا نطهو الطعام مع بعضنا و نتفسح سويا و نذاكر معا كانت طيبة القلب ، بشوشة الوجه احببتها حقا ، و قد حدثت عائلتي و كذلك صديقتي «حنين »عنها ، و في تلك اللحظة التي كانت معي طلبت مني صديقتي أن تراها وجها لوجه ، فرفضت« ولاء» أن تتحدث مع صديقتي« حنين» ، فاستغربت من ردة فعلها و بدت شرارة حمراء توقد من عينها ، صراحة تملكني الخوف و خصوصا انني لم اتجادل معها يوما ، بعد ذلك الموقف قالت لي انها لا تحب أن تقابل الأشخاص الآخرين و انها خجولة جدا فقلت لها : لا بأس ثم ذهبنا للنوم ، و في الصباح الباكر وجدت الغرفة منظمة و الفطور جاهز لكن لم أجد «ولاء» في الغرفة ، ظننت أنها ذهبت لشراء بعض الاشياء و تعود و خصوصا أنه يوم الجمعة كعادتها ، دائما ما تعودت أن تذهب يوم الجمعة في الصباح الباكر و تعود متأخرة في المساء ، سالتها عن السبب لكنها تجاهلت سؤالي ... اقترب موعد الامتحانات ، كنا نراجع سوية ووعدتها بأن نتخرج مع بعضنا و نبني مستقبلنا معا ، ثم ذهبنا للاستراحة و خصوصا أن الوقت تاخر جدا ، و قد اقترب منتصف الليل ، عند استيقاظي في الصباح وجدتها غارقة في احزانها سالتها و اجابتني بأن امها مريضة و تحتاج إلى الراحة و ليس هناك من يهتم باخواتها الصغار الا هي ، و بعد حديث طويل عن كيفية رحيلها و هي حتى لم تكمل الامتحانات ، فكانت مضطرة للرحيل ودعتها و رجعت للغرفة ، و اذا باحدهم يطرق الباب رددت قائلة :من الطارق ؟؟ فلم يجب اي احد ظننت أنها عادت و لكن عندما فتحت الباب وجدت انها فتاة أخرى ، و ما قالته لي في تلك اللحظة جعلني لا اقوى على الحراك قالت لي بان المسؤول ارسلها للسكن معي فقلت لها انني ساذهب هنا لبعض الوقت ثم أعود ذهبت لمقابلته جلست على الكرسي و قلت له هل هذه اول فتاة ارسلتها للعيش معي ؟؟ فأجابني : نعم ، هذه اول فتاة وافقت أن تسكن معك ، فاحسست ببرودة في اطرافي و أجبته و من تلك الفتاة التي كانت تسكن معي كل هذه المدة ؟؟ فأجابني انني ادخل الغرفة وحيدة و أجلس في المطعم و ارتاد المكتبة بمفردي و اخبرني بأنه قد وصلته مؤخرا اخبار من طلاب الكلية بانهم ينادونني بالمختلة عقليا حيث تتشاطرين معظم اكلك مع العدم ، و تضحكين مع شيء يبدو أنه وهمي ، فأخبرته بما حصل ، و قد ذهب لكي يحظر كاميرات المراقبة في الممرات و قاعات الانترنيت و المكتبة ، و عندما رايت التسجيلات أصبت بالذهول انا اضحك فعلا مع ذاتي و عشت مع فتاة وهمية ، ذهبت مسرعة الى الغرفة و تصفحت حاسوبي و محادثتي انا و صديقتي عبر الكاميرا لارى شيئا يتحرك خلفي بسرعة البرق و عندما قربت الصورة ظهرت لي نفس الفتاة لكن شكلها مرعب و تسجيل آخر و هي تتناول السمك النيء أخبرت تلك الفتاة عن كل ما حصل و قامو بغلق تلك الغرفة ، و بعدها قررت الانتقال من تلك الجامعة ، و علم اهلي بقصتي و بعدها أصبت بازمة صحية حادة جعلتني ابقى تحت رقابة الأطباء ، و خصوصا أن نبضي منخفض و صحتي بدأت تتدهور جراء تلك الحادثة ، و بعدها باسبوع جاءت ممرضة للغرفة و اعطتني حقنة ثم ناولتني الدواء و سالتني عن سبب حالتي لم اخبرها حينها بالحقيقة و اخبرتها انني اعاني من فقر حاد ، ثم توالت الايام رايت فيها نفس قهقهة تلك الفتاة و طريقة حديثها لوهلة شككت انني اتخيل فقط لانني مررت بفترة صعبة جدا لكن هذه الفتاة لا تشبه التي تسبقها ما جعلني اتناسى انها هي و مرت الايام و هي تجالسني و تهتم بصحتي إلى أن شفيت كان اسمها «ثرا» و هذا اغرب اسم مر على مسمعي و بعد أن شفيت و الحمد لله كنت سأخرج من المستشفى ،اجتمع كل الطاقم الطبي من حولي مذهولين من تحسن صحتي و اخبروني عن السر فقلت لهم «ثرا» هي من ساعدتني على تحسن صحتي و قالو لي هل هي اختك؟؟ فاجبتهم ممرضة تعمل هنا الم تتعرفو عليها؟؟ فقالو لي لا نحن لا نعرفها لوهلة اعيد نفس سيناريو« ولاء »في دماغي و اخبرتهم بنني اريد تسجيلات الكاميرا حالا و انا اصرخ و قد اصبت بنوبة هلع بعد لحظات احضروا التسجيلات لارى نفسي اضحك و آكل بمفردي لم يكن بجانبي أحد كل تلك الفترة و بدأت انادي اين« ثرا» الى اين ذهبت، لتقترب مني عاملة النظافة هناك و اخبرني أن هذا الاسم قد مر على مسمعها انها فتاة شابة سمراء ، ذات شعر كثيف و طويل ، بشوشة الوجه كانت تشتغل هنا منذ سنوات درست بالكلية و كانت تعلق صورها مع حبيبها في غرفة السكن الجامعي و لكنه خانها فقررت أن تنتحر و تقتل نفسها و قد اسعفوها قبل فوات الاوان لهذه المستشفى بعد أن كانت هي الممرضة اصبحت هي المريضة و عانت هنا لشهور عدة ثم توفيت و هي تقول« ثرا» مكانها الثرى (التراب) و هكذا أنهت حياتها... صحيح أن بعد تلك الحادثة خرجت من المستشفى سالمة غانمة لكن هذا الموقف لا يمكن محوه من ذاكرتي،و ليومنا هذا عند نومي احس ان يد أحدهم تلمس شعري بحنان و رائحة الاكل الطيبة تفوح من غرفتي بدون سبب لكن مظهرها المرعب لم يفارق عيني و كلماتها التي رددتها لي يوم سألتها عن سبب رحيلها يوم الجمعة فقط و ردها علي قائلة : «و هل ولاء تستجيب لكلام الاحياء» ثم تضحك و تلمع عينيها ثم تغادر انتبهوا حقا لمن تجالسوا لأنه ه سيأثر على حياتكم بالسلب أو الإيجاب صحيح أن بعد تلك الحادثة خرجت من المستشفى سالمة غانمة لكن هذا الموقف لا يمكن محوه من ذاكرتي،و ليومنا هذا عند نومي احس ان يد أحدهم تلمس شعري بحنان و رائحة الاكل الطيبة تفوح من غرفتي بدون سبب لكن مظهرها المرعب لم يفارق عيني و كلماتها التي رددتها لي يوم سألتها عن سبب رحيلها يوم الجمعة فقط و ردها علي قائلة : «و هل ولاء تستجيب لكلام الاحياء» ثم تضحك و تلمع عينيها ثم تغادر انتبهوا حقا لمن تجالسوا لأنه ه سيأثر على حياتكم بالسلب أو الإيجاب
" آكل اللحوم "
في أحد الأحياء القديمة البريطانية، يوجد عمارة شبه مهجورة، تحتوي على شقة قديمة تقطنها عائلة متكونة من أب و أم و إبناهما أليس و جورج.. كان جورج يكبر أليس بسنتين و كانا يدرسان في مدرسة واحدة.. لطالما كان جورج فتى هادئ و يتعرض للعديد من التنمر مما يدفعه الى نوبات غضب هستيرية.. بعد مدة طويلة لم يذهبا فيها الطفلان الى المدرسة اكتشفت مديرة المدرسة أنهم إنتقلوا لمدينة أخرى.. و كان هذا القرار غريبا بعض الشيء سببه إكتئاب جورج، فظن الوالدان أنه سيرتاح لو إنتقل و لكن لاحظا بعد ذلك أنه أصبح إنطوائي أكثر من قبل و أصبح يحاول الرسم على الجدار و في كل مكان و بعدها يصطدم بنوبات بكاء هستيرية كأنها خيبات الفشل في رسم هدفه.. بعد مدة من الزمن أصبح جورج في العشرينات من عمره و قد أكمل جامعته بتقدير ممتاز و حتى أخته إقتربت من تخرجها في كلية الطب خارج البلد،حيث انتقلت لتلك الكلية من أجل دراسة تخصصها جيدا.. و في يوم من الأيام لاحظ أحد جيران جورج في الحي القديم أن تردده على منزله القديم أصبح كثيرا، و كان الغريب في الأمر أن دوما ما كان مجيئه في منتصف الليل تماما كأن هدفه عدم جذب الشكوك نحوه، و فعلا في بادئ الأمر لم يبالي به الجار إلى أن رآه يحمل أكياس قمامة تبدو ثقيلة، حار بعض الشيء فقرر جاره المدعو ستيفن مراقبته لكن حدث ما لم يكن في الحسبان فجورج لم يخرج من منزله أبدا و حتى أنه مࢪ أسبوع على دخوله المنزل.. ذهب ستيفن إلى مركز الشرطة و قدم بلاغا حول شكوكه و ما رآه.. ثمّ طمأنه أحد المحققين بأنه سيذهب لزيارته ليرى و يكتشف الأمر.. و لكن و للآسف من ذلك اليوم لم يُسمع خبر على المحقق.. إذاً جاء اليوم الحاسم حيث قررت الشرطة مداهمة المكان الذي تنتسب إليه جريمة غير كاملة من حيث الأدلة، و عند وصولهم تمَّ إعتقال جورج في حالة يرثى لها حيث غزى منطقة تحت عيونه سواد داكن كأنه حكاية غموض غير معروف، عيناه حمراء و أسنانه صفراء، و ثيابه ملطخة بالدماء..بعدها بيومين تماما صدرت مذكرة لتفتيش منزل جورج و كان هذا تزامنا بالصدفة مع عودة أليس الى وطنها بعد تخرجها، فتم هذا التفتيش بحضورها، كان المنزل كله بشكل عادي جدا، الى أن وصلوا إلى غرفة جورج التي كان على جدارها كتابات و رموز جدُ غريبة إنها سطور من دماءٍ، و كذلك رسومات لعيون تتوسط أشكالا هندسية مثلثات كانت، نعم إنها رموز الماسونية.. عبدة الشيطان.. هذا ما لفت انتباه المحققين و أدهشهم و لكن بدا عاديا لأليس لأنها صرحت قائلة:" كنت دوما ما أرى تلك الكتابات على دفاتر جورج ظننتها فقط خربشات لقضاء الوقت"لكن في الأصل هي تعويذات لجذب الشياطين و الجن.. و واصلت: "أما عن تلك الرسومات فعند إنتقالنا للمنزل الجديد كان أخي دوما يحاول الرسم فقرر والداي تسجيله في دورات تدريبية و كل ما كان يعمل جاهدا على إتقانه بدقة هو تلك العيون الغريبة"..إنه لشيء غريب، و لكن هناك أمر أخر ألم تتسائلوا حوله؟ لمن كانت تلك الدماء؟.. أخدت الشرطة العلمية عينات منها لتحليلها و لكن قد يطول الأمر لذا... في قاعة التحقيق يجلس جورج ينظر إلى السقف بعمق كأنه يتأمله، و المحققان في الخارج يتحاوران:"-أقول هل عسانا ننتظر نتائج التحليل أظن الحديث معه لن يفي بالغرض..-حتى أنا أظن هذا و لكن لنجرب".. يدخلان الآن:" -أين والداك-ألم تفتشوا المنزل؟ -لا تجب على سؤالي بسؤال آخر أجبنا و لا تجعلنا نكثر الكلام معك -حتى أنا لا أملك الرغبة في محادثتكم -إذا جاوب على أسئلتنا و أيضا علمنا أنك من عبدة الشيطان منذ صغرك كيف ذلك؟-منذ أن لعبت لعبة متعلقة بعالم الجن و أُمرت بأن أكون على هذه الحالة بشكل سري، أما عن والداي هم في أحد جدران الحمام يوانسهم أحد المحققين الذي إنضم لأبواي لمساعدتي في مهمتي التي لم تستطيعوا إفسادها .. -إنبهر المحققان من صدقه، هذا شيء عجيب كأنه مختل عقلي".. في المنزل و بعد إستخراج الجثث الهامدة، إكتشفت الشرطة نقص بعض الأعضاء منها كالكبد، و الأذرع.. فتسائلوا عليها و كان هناك إحتمال أن جورج تاجر أعضاء و كل ما إعترف به كذب لكن هل يتاجر بالأذرع.. يمكن تخلص منها لعدم لفت الإنتباه.. فقرروا سؤاله و كما كان متوقعا منه جاوب بصدق و هو يحدق بحدة:"أكلتهم"... ماذا؟.. إنه آكل لحوم بشرية!!حتى التحاليل الطبية أكدت ذلك...صدر من المحكمة قرار عرض الرجل الغامض على أخصائيين نفسانيين.. و لكن كلهم قالوا أنه سليم تماما.. و لكن ما الذي دفعه لقتل تلك الأرواح و كتابة تعويذات بدماءهم، و أكل لحومهم، و لكن للآسف بقي هذا لغزا غامظا و قضية غريبة من نوعها أُغلِق ملفها عند إنتحار جورج المفاجئ في أحد مستشفيات الأمراض النفسية،معلقا في السقف و مخنوقا.
" منزل الحريق "
كان يا مكان في وقت ماض كانت هناك عائلة متكونة من زوجين و إبنتهم الوحيدة مارية، كانت هذه العائلة تعيش حياة سعيدة و عادية في جو اسري مليئ بالحب و الأمان، و في احد الايام قرروا الإنتقال إلى مدينة و بالتالي بيت جديد بحكم عمل أبيها.... وصلت العائلة إلى البيت الذي يقع في آخر المدنية بعيد عن الناس معزول بطريقة ملفتة لكن لجماله و كبره لم يكترثوا للأمر فقد كان منزل الأحلام بالنسبة لمارية التي كانت جد مدللة بإعتبارهم وحيدتهم فقد كانو يعاملونها كالأميرة منذ صغرها.....
كان البيت أو أن صح القول القصر يتكون من طابقين، بالطابق الأول يوجد مطبخ لكبير ، حجرة لاستقبال الضيوف وحجرة المعيشة وحجرة الطعام والتي بها طاولة كبيرة جدا وكأنها للملوك والأمراء ، وحمام أنيق فخم ؛ أما عن الطابق الثاني فيحوي ثلاثة غرف نوم بكل واحدة حمامها الخاص، وفوق السطح هناك حجرة صغيرة وفي منتهى الجمال حيث أن سقفها مصنوع من الزجاج ؛ أما عن حديقة المنزل ومساحته الشاسعة، فهناك حديقتان أمامية مليئة بالزهور، وأخرى خلفية وبها شجرة ضخمة يبدو من مظهرها أنها تفوق المنزل عمرا معلقة بها أرجوحة جميلة، ويوجد بحيرة جميلة أيضا .
بدأت العائلة في الإستقرار وبدأت الدراسة وكل شيء روتيني كعادته، جعلت مارية في كل شرف المنزل قفصا به عصافير، وكان المنظر ما أروعه يضفي إحساس الراحة النفسية مما انعكس على دراستها وتحصليها السريع للمعلومات في أوقات قياسية؛ وكانت هنالك بالمنزل غرفة صغيرة تحوي أدوات تصليح ومعدات من ذلك القبيل، كانت مارية تريد استغلال تلك الغرفة وأن تجعلها مملكتها الصغيرة، ولكنها أجلت تنفيذ الفكرة إلى إجازة منتصف العام الدراسي حتى لا تشغلها عن دراستها.
وأخيرا جاءت الإجازة التي انتظرتها لتفعل بها ما تريد، وأثناء تجهيز وإصلاح الغرفة وجدت الفتاة على الحائط الخلفي طلاسم و أشكال رسومات غريبة ومخيفة في نفس الوقت لها أثر سيء على من يراها، هناك آثارا للدماء وخربشة أصابع ولكنها خطرت ببالها فكرة فقررت تصويرها ووضعها على موقعها الاجتماعي لإخافة أصدقاءها، وبعد فترة تناست الموضوع تماما، بدأت الدراسة وكانت صديقتها تقدم إليها للمذاكرة معا وإن تأخر الوقت عليهما تنام معها ؛ وبيوم من الأيام بعد الانتهاء من المذاكرة رغبت مارية في مشاهدة فيلم رعب، وأثناء مشاهدته أخذت مارية وصديقتها يضحكان بطريقة هيستيرية ويطلقان النكات المضحكة على من يخافون من أفلام مماثلة، وفجأة سمعت صوتا قادما من البحيرة التي أمام الغرفة ينادي بإسمها "مارياااااا مارياااااا" ، فتماسكت وتظاهرت بالشجاعة لتجد مصدر الصوت، وخرجت برفقة صديقتها وحينها تخيلت الفتاة “مالكة المنزل” أن هناك شخص ما بالبحيرة ولكن عندما وجهت ضوء الكشاف الكهربائي إليه لم ترى شيئا فدخلتا الغرفة ونامت هي وصديقتها و هما يرتعشان من الخوف.
وفي الصباح ذهبت الفتاة للجامعة كعادتها برفقة صديقتها و كأن لا شيء حدث في الليلة السابقة ، وعندما رجعت وجدت أباها يخبرها بأنها لم تلاحظ وجود قطة ميتة بجوار باب غرفتها، فدخلت الفتاة غرفتها ولم تهتم حيث أنها عليها الكثيرمن العمل الشاق للجامعة، قضت مارية ساعات طوال وانتصف الليل ولم تنهي بعد العمل، فقررت الذهاب إلى المطبخ لإحضار شيء للأكل و فنجان قهوة لتتمكن من إنهاء ما تبقى من عملها ، ولكن أثناء عودتها إلى غرفتها رأت من النافذة فتاة عند البحيرة فاعتقدت أنها والدتها فحاولت التأكد من خلال فتح النافذة لتدقق في شكلها ، فجأة التفتت إليها، لم تكن أمها بل كانت فتاة محروقة ملامحها متداخلة ودامية لم ترى من وجهها سوى عينيها الجاحظتين فأغمي عليها من شدة الصدمة، وعندما استفاقت وجدت نفسها في حجرة نوم والدها و هو جالس أمامها يمسك يدها ويسألها عن سبب اغمائها، فحكت له ما حدث ولكنه أرجعه إلى إرهاقها بالعمل، ومن بعدها صارت مارية ترا تلك الفتاة المرعبة ملامحها كلما أغمضت عينيها وذهبت في النوم لتستيقظ من ألم ما تراه في المنام وتجد آثار الحروق في جسدها؛ قررت مارية ألا تنام ثانية وانشغلت مع صديقتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي مرة وجدت رجل يدعي قراءة المخطوطات الغريبة فتذكرت الكلمات الغريبة فأرسلتها له وعلى الفور طلب منها مقابلته لضرورة الأمر، وعندما التقيا قصت عليه كل ما حدث معها، فسألها فوراً عن صديقتها فأخبرته بأن لها يومين لم ترها فقرر الرجل أن يذهبوا إليها لأنها في خطر، وبالفعل حينما وصلا اشتما رائحة حريق ووجدا صديقتها محترقة بالنيران، فاتصلو بسيارة الإسعاف وحينما همت الفتاة بمصاحبة صديقتها منعها و أخبرها أن عليهما إنقاذها وإنقاذ صديقتها من كل هذا قبل فوات الأوان .
أعلمها الرجل أن تتحايل على والدها لإخراجه من المنزل حتى لا يصيبه مكروه كحال صديقتها وبالفعل نجحت مارية في ذلك، وفور وصولهما للمنزل تمتم الرجل بكلمات غريبة أغمي عليها على إثرها وعندما استفاقت وجدت نفسها في نفس المنزل لكن في وقت مغاير و يبدو غريبا وتلك الشجرة صغيرة عكس ما هي عليه في الحاضر والبحيرة نفسها وفجأة وجدت فتاة تركض بتجاهها وتدخل في غرفتها وعندما تحدثت إليها لم تجبها، ومن ثم ركض خلفها شبان كثر ليلحقوا بها بعد أن حاولو إغتصابها و هربت منهم ولكنها كانت قد أوصدت باب الغرفة على نفسها فأضرموا النار بالغرفة وحينما حاولوا إخمادها لم يستطيعوا، وبعد فترة كانت النار قد انطفأت ولكنها كانت قد احترقت بالفعل كليا، إنه تلك الفتاة التي ظهرت إليها مسبقا ودائما ما تحاول أذيتها في نومها، مازالت على قيد الحياة ولكن أولئك الأشخاص ربطوها بغصن وهم يعلمون أنها حية وألقوا بها في البحيرة حتى يزول أثر جريمتهم، و كل هذا كانت الفتاة تراه أمامها لكنها لم تتمكن من فعل شيء لأنها كانت في غير زمن و كانت نائمة ترى حقيقة ما حدث و سبب ما مرت به، و فجأة جاء والد الفتاة المقولة فلم يجد ابنته وعلم بما حدث معها من قساة القلب أولئك، فقرر استرجاع ابنته المفقودة فعمد إلى كتابة تلك الطلاسم و الأشياء الغريبة على جدار الغرفة التي قرأتها الفتاة وقامت باستدعاء تلك الروح لتظهر من جديد، ففعمد إلى كتابة تلك الطلاسم و الأشياء الغريبة على جدار الغرفة التي قرأتها الفتاة وقامت باستدعاء تلك الروح لتظهر من جديد، فحالما مات الوالد ذهبت الروح، وأصبح المنزل لا يقرب عليه أحد لاعتقاد كل من حوله أنه مسكون بالأرواح إلى أن انتقلت اليه مارية و والديها و عادت للظهور قصد إعلانها بما عاشته من ألم لتريحها و تدفنها ، ومن بعدها استفاقت مارية ليسألها الرجل مباشرة عن مكان الجثمان الذي رأته فأشارت إلى البحيرة ولكنه للأسف هو لا يعرف السباحة لكن مارية رغم أنها كانت خائفة من أن تراها من جديد بذلك المنظر البشع تمالكت نفسها واستجمعت قواها ونزلت للماء فوجدتها وقامت بسحبها، و ساعدها الرجل و قامو بدفنها و بهذا إرتاخت روحها .
أما مارية فقد عادت إلى حياتها الطبيعة كأن شيئا لم يكن و لم تخبر أي أحد بما حدث و بالصدمة التي عاشتها و لن تنساها طوال حياتها لكنها تعلمت الكثير من الدروس و نضجت....