" حياة سرمدية "
نبذة عن كتاب حياة سرمدية:
هو كتاب جامع من مؤلفين من دول العربية فيه من القصص والخواطر عن موضوع مرضى السرطان تحت اشراف مريم خروري، هذا الكتاب يتناول عدة قصص عن مرض العصر السرطان الذي تغلل في كافة شرائح المجتمع فلم يترك صغيرا ولا كبيرا.
خطت أناملهم حروف نتمى أن تكون عند حسن ظن القارئ، في هذا الكتاب نظرة عامة على المرض لي سرعة تطوره و وتدميره الشامل للروح والنفس والجسم بصفة خاصة
لم ننسى أن لكل داء دواء لذلك قد ذكرنا في كتابنا تحت عنوان حياة سرمدية الذين تماثلوا للشفاء من هذا المستعصي السرطان بأنواعه، قصص وخواطر عن الألم والأمل الذي يتمسك به المريض في رحلته الشاقة للتخلص من مرض السرطان
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
مقدمة كتاب حياة سرمدية.
المقدمة:
لا تخف أبداً من البدء من جديد، إنها فرصة لإعادة بناء حياتك بالطريقة التي تريدها طوال الوقت، فكل يوم جديد بمثابة أمل لمرضى السرطان لذلك يجب مواصلة المقاومة من أجل البقاء والتمسك بحبل الله والتقرب له،إن التقرب شفاء.
الاهتمام هو علاج نفسي لمرضى السرطان والعلاج النفسي هو بداية التحضير للعلاج الكيماوي، المصاب بمرض السرطان قد يقبل هذا المرض في أول ظهور له وقد لا يتقبله، لكن حتما فكرة سقوط شعرة من رأسه تسبب إنهيار كآبة وبذلك يضعف المريض نفسيا وجسديا.
صديقي مريض السرطان ربما الوقت لا يُبرىء جروحك تمامًا، لكنه يجعلك مسلحًا أو يهبك وجهة نظرٍ جديدة، أنه طريقة لتتذكر وأنت تبتسم بدلًا من أن تنتحب
اهداء كتاب حياة سرمدية.
إهـــــــداء
خطت اليوم أقلامنا حروفا تسعى لصنع السعادة والبسمة على أولئك الذين تمكن منهم السرطان وإنتشر في أحشائهم، يحاربون للعيش رغم قوة الحرب كأنهم يمشون في وسط ألغام لكنهم ينظرون لنور المنبعث من بعيد ويلبسون الزُرَد لتغلب على مرضهم ،لعل كلماتنا وحبرنا يمدكم بمزيد من الأمل نهديكم من قلبنا الصافي هذا الكتاب الذي عزم مجموعة من الكتاب من مختلف بقاع الوطن العربي على غرس ينبوع الأمل والصبر والقوة داخلهم
اقتباسات من كتاب " حياة سرمدية "
" ما وراء السرطان "
هو أحد أسباب الحياة والمناضلة كما هو طريق الموت المحتم، فيه يكتشف الإنسان حقيقته ومدى قوته التي كان يخبئها عن نفسه و عن العالم أجمع، يضيف للإنسان معنى آخر للوعي ويصور له الحياة بشكل أوضح قادر على فهم ما تريده منه وما يريده هو منها، إنه لا يعرف الرحمة، يفتك بأصغر الخلايا ويشوه الجمال الروحي قبل الشكلي، له لون أسود يعري الإنسان من عافيته ويحول الحياة المشعة إلى كسرة خبز متعفنة على قارعة الطريق، أو إلى بقايا جثة قريبة من الاضمحلال، يكاد يشبه الوحش الجشع الذي ينهش من جسد مفعم بالحيوية دون توقف إلى أن ينتهي ويتبخر ذلك الإنسان، هو جزء صغير يريد أن يستولي على جزء كبير بأسرع مدة ممكنة ويكبر هو على حساب يد الصباح الخيرية، يحشو الجسد بسموم تشرك وتقطع شرايين كان يسري فيها الفرح والحزن والضجر والبهجة، لديه وقت كافي لكي يجعل المرء يعيش بأسوء شعور؛ فيخسر جوهره الذي لا طالما كان يبحث عنه ويطوره شيئا فشيئا، إنه يصر على تشجيع الضعف وإيثار اليأس في كل نفس حط عليها كتف الحنان، يهاجم البال ويكدس به أفكار سوداوية أشبه بالانتحار أو ربما التوقف عن التنفس بدون أي شغف يمتلكه الإنسان ليأخذ نفس آخر، يريد أن يتلذذ بصراخ الإنسان وآهاته ويجعلها سمفونيته المفضلة ليلا ونهارا، يمسك الدمع من أعين أنهكها المرض ويضع يده التي تشوه كل شيء على ربيع الفصول المخبئ لموجات الاكتئاب المتلاحقة، يذوب الأيام ويحفر لنفسه جحورا قاتمة داخل الوعي؛ ليصيّره قوقعة خوف دائبة، إنه السرطان أكثر من تهديد وأقل من مثقال ذرة أمل تتوارد كل يوم بحب إلى ذاكرة أحدهم من قلب نقي صادق
" المتسلل "
انا فتاة في مقتبل العمر كنت احلم دائما ان اكون الافضل بين قريناتي ، احلم ان اكون مصورة واقتحم هذا المجال بقوة وعزم وإصرار،كنت احلم ان اصبح كاتبة مشهورة بكتاباتي الرائعة المشوقة،كنت اتمنى ان تكون لي كاميرا لكن لم تلمسها اصابعي بل لامستها لكن لم تكن خاصة بي مع العلم انني كنت اعشق التصوير كل ماهو متحرك ورود، غيوم، اناس، اشياء كثيره، كنت اتمنى الحصول على حاسوب محمول خاص بي ذات شاشة كبيرة وذات نوعية جيدة وذات طابعة لكن لم امتلكه ابدا كنت اعشق الكتابة وكنت دائمة الامساك بهاتفي الوحيد الذي اجده في كل وقت امامي قبل هروب ابجدياتي الكتابة هويتي وانسانيتي، اهرب من واقعي لأجد موقعي، حيزي الخاص به كل ما اتمنى، وكل ما احب، طبعا كانت مخيلتي واسعة كنت اعيش في غرفتي الخاصة داخل بيت كبير به صالون واسع وموقد، غرفتي في الطابق العلوي بها سرير ودباديب بها خزانة ومكتبة صغيرة بها كتبي المتميزة وكل ما اقرأ واكتب بها كانون، مكتبي فوقه حاسوبي الخاص، وهاتفي ومعشوقتي السيدة كاميرا كانون، والكثير من الاقلام ذات الالوان اعشق الالوان اعشق الذوق الاسود الداكن رائحتها الساحرة واريجها ينعش مخيلتي بالكثير من التفاصيل المميزة قهوتي الصباحية مع زقزقة العصفور الذي يقومني كل يوم بزيارة طريفة امام نافذتي غرفتي التي تجاورها شجرة عالية، ايام تمر بي مرارا كمرور عاصفة هوجاء لفت العالم لتخلف ورائها دمارا شاملا، كانت الالام تزيد وتزيد وانا اكتم انيني بسودويتي وكلما زاد الالم زدت من حدة قهوتي حتي اصبحت اشربها سوداء قاتمة كسواد شعري امي لما كان عمرها 20سنة، انا لا اتذكر امي في ذلك الزمان لم اكن قد خلقت بعد، او قد خلقت شبيهاتي ولا اعلم المهم، كنت اشرب قهوتي الصباحية وقهوة المسائية بعد العصر في غرفتي والعصفور يجول بي في كل العواصم بزقزقته،حين احسست بصعقة في يمين رأسي كنت ممسكتا الكأس وهو بطريقه الى فمي حين احسست بهذا الالم ودلقت القهوة فوق فستاني وامسكت بالكأس ببعض من القوة التي تركتها لي الهزة التي خلفتها الصعقة او آلامي ولم افهم ماذا يحدث تتوالا الايام والاحداث لنجتمع على طاولة العشاء اممم وما اجمل طعام امي الغالية، حين قررت ان اخذ قطعة الخبز ومددت يدي حتى اصعق مرة ثانية ولكن كانت شدة الصعقة اقوى هذه المرة وارجع يدي بسرعة لأمسك نصف رأسي وانا اضغط على اسناني لينظر الى الجميع متفاجأ تسألني امي ما الامر قلت لها لا شي ألم بسيط لا تهتموا اكملوا طعامكم، فقمت واحظرت اول حبة مسكن اخذتها مع اول لقمة اكل لأدلف ورائهما كأس ماء لتمر على البلعوم مرور الكرام، وبعدها اخذت أأكل بشراهة خوفا من ان يعود الالم وتوقفت بسعال وخنقة اكل لم يمضع ليمرر احد لي كاس الماء هذاما ساعدني على مرور الاكل وعودة التنفس الطبيعي لينظر الجميع لي وتقول امي بهدوء ماذا يحدث لك؟
قلت لهم اسفة، ثم شبعت الحمدلله
لأقف عن طاولة العشاء وامشى خطوتين وألتف لأسئل: من يريد قهوة بعد العشاء فأسمع من يقول انا، انا
فدخلت المطبخ لأحضر قهوة السوداء بفرح وانا اتكلم مع بنها
كم احبك سأضع لك ملعقتين كبيرتين واغلق بلطف واضعك فوق النار، انا اسفة اعلم انك تحترق لكي اشربك بصحتي كم احبك يا قهوتي، تمر الايام ليصبح الصداع النصفي مؤلم وانين اصبح عاليا ولم يتوقف فأخذت الى الطبيب ليطلب بعض التحاليل واخر طلب كان اشعة للمخ ليعرف بذالك مصيبتي، أهلا مصيبتي كيف حالك اكتشفت اخيرا ماذا كان يحدث لي ومن اين تلك الالام انه بداية سرطان وكان ينخر مخي الصغير ويضع بعض النوافذ ليمحي بعض من خيالاتي ومحتوى كتاباتي أصبح المستشفى بيتي ومكان الوحيد، بعدالكثير من الجلسات قرر ان اتخلى عن شيء وكان صعبا جدا على وقد تأثرت جدا واصبحت نفسيتي جد سيئة شعري الغالي كان طويل وحين اصبح مؤكد انني سأخسره قررت ان اقص جديلة منه واخبأه والباقي فاليأخذه السرطان بكيت كثير لكنني الان تعودت على ذلك لا يهمني شعري المهم أن ابقى بخير ذهب شعري وبقى عقلي المجنون اصبح كثير الكلام، وسريع ايضا فأصبحت اكتب اكثر واتحدث اكثر لقد تبعثرت وذات يوم قرر الطبيب عودتي لغرفتي وطلبت ان اخذ مخيلتي معي فوافق لكن بشروط، لم اخبركم كم اكره الشروط؟ لكن مجبرة على قبولها، سأخذ الدواء في وقته فقلت هل يسمح لي بشرب قهوه، فاصبح يفكر وانا في شدة التوتر لرفضه، فقال نعم يسمح
لكن القليل منها يوميا مقدار فنجان باليوم، ففرحت سأعود إلي البيت مساحتي، ومخيلتي وسواد قهوتي، اصبح روتيني دواء بالوقت، قهوة واحد باليوم، ومخيلتي لا تصمت مرت اشهر لا اعرف كم لأزور الدكتور وكنت اتمنى ان تكون اخر مرة ليفرحني بخبر انني تجاوزت مرحلة الخطر بل قد قضيت على السرطان واغلقت نوافذه، لأفتح ابوابي واراقب عصافير مخيلتي واسعة ومخي الذي لم يستسلم لمتسلل ان يدمر كاتبة ومصورة مثلي.
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
" محاربتي للسرطان "
هاقد مر على مجيئها إلى هذا المستشفى حوالي شهر بالتقريب لكن لم يتم تشخص حالتها الى اليوم ولم تستطع معرفة ما سبب كل تعبها وإرهاقها هذا .. قطع تفكيرها الممرضة وهي
تناديها بإسمها . للدخول الى غرفة الطبيب .. رسمت إبتسامة تفائل ودخلت الى الغرفة جالسة على الكرسي تنظر اليه نظرات استفسار
" أبعد كل هذا الوقت لم تستطع تشخيص حالتي ومعرفة مرضي"
الدكتور "أسف عما سأخبرك به لكن انت مريضة سرطان "" ما كل هذا المزاح يا دكتور" الدكتور " انا لا امزح بخصوص امر خطير كهذا أنا اخبرك الحقيقة ومرضك في ايامه الأولى تستطيعين انقاذ نفسك "انفجرت ضاحكة في وجهه وانهمرت دموعها على خديها
وسادت الرجفة في كل ارجاء جسمها
"انت تمزح اين التحاليل اريد رأيتها"
امسكت بالتحاليل و بدأت بقراءتها ؛انسابت دموعها دمعة تلوى الأخرى على خديها وهمت بالخروج تركض كالمجنونة.
ذهبت ايام واتت أيام و وضعها الصحي يتدهور بسبب السرطان. بدء شعرها بالتساقط واختفت الابتسامة من شفتيها وحل الحزن مكانها،ظهرت ملامح الذبول على عينيها كما اصيب جسمها بالهزال اصبحت جسد بدون روح
هاقد غادرها الأمل وحل محله اليأس من كلام الأطباء اصبحت منعزلة كل الإنعزال فكلام الناس اصبح يخنقها ويصيبها بالاشمئزاز من هذا المجتمع المنافق الذي لا يرحم أحدا بكلامه بعد كل هذا وضعت أملها في الله وأصبحت تهم كل يوم للصلاة تترجى الله أن يشفيها ويعيد
لها صحتها .. التي لطالما تتمنا عودتها .. أصبحت فتاة تقوم الليل كل يوم بينما الناس نيام مداومةٌ على سورة البقرة بعدما كانت فتاة لا تهجر الغناء واللهو مع زميلاتها واندادها طويت أيام اليأس وحل محلها الفرج والشفاء فبفضل الله شفيت من مرضها وعادت البسمة الى وجهها بعد كل هذا التعب والعناء فالله لا يخيب أمل من تمسك به ودعاه في جوف الليل