النوع: نصوص و خواطر
تأليف: مجموعة مؤلفين
اشراف: بوكرشاو صفية ، و واضح ايمان
تنسيق الداخلي:بوكرشاو صفية
تصميم غلاف:
مريم جمعة - للذهاب إلى صفحة المصممة والتواصل معها اضغط على اسمها - مقدمة كتاب " سطور الامل "
المقدمة:
اجساد تعبت .ارواح انتهكت نفوس ضاقت وامال باءت بالفشل ....
الكثير في هاته اللحظات يبكي والاخر يتألم والبعض لم يصل الى الحل ...
براءة يفقدون صحتهم يوما بعد يوم لا عبارات تصف ولا جمل ...
اجسادهم تضعف ودموعهم تكاد تجف ولا أحد عن حالهم يسأل ...
رفقا بهم *رفقا بمن يبكي ألما وهو لم يتمتع بحقوقه كطفل....
أين المشاعر أين الإنسانية أين الإسلام ...المسلم اخو المسلم ولكن هل قمت بواجبك اتجاه هذا الوجه البريء والجسد الضعيف والنفس المنهمكة !!؟
ازرع الكلمة الطيبة والدعوة الصادقة على الأقل ....
او حقق له أحلامه
ازرع على وجهه ابتسامة واجعله ينسى آلام التي يشعر بها
اجعله ينسى أنه مريض أو يعاني وأنه أصبح عبئا ثقيلا على عائلته
وأن موت قريب منه وأنه سوف يغادر هذه الدنيا
ازرع داخله ثقة في النفس واجعله يقاوم
اجعله يتفاؤل
اجعله يشعر انها فترة وتمر
اجعله يشعر باهتمامك
بحبك
بعطفك وحنانك
اجعله يشعر بأنه لايزال هناك أمل مهما كسرته حياة
هكذا تعطيه القوة
لمحاربة ومقاومة من أجل العيش
" ازرع أملا داخله واسقه بالتفائل لكي ينبت وينمو من أجل حياة جديدة".
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
اقتباسات من كتاب " سطور الأمل "
لقيانا الجنة
في سهرة ممتعة جمعتني مع أهلي بحيث كان الجميع يتسلى بجمال تلك الدقائق التي تنساب بيننا خلسة، بينما أنا منشغلة بتفكيري فقد كنت أهمس في ذاتي بعضا من الكلمات التي تترقرق في أعماقي و تستحم في خافقي فكأنها تبتغي أن أصل إلى شئ مجهول موجود في مكان ما، و مع تخميني الرحيب، تذكرت قصة شخص يدعى أحمد سردها لي بنفسه... لا زلت أتذكر ذلك اليوم الذي إكتساني فيه الملل و أتعبني النعاس مما جعلني أتجول في شوارع و أزقة الفيسبوك، منذهلة من ضخامة عدد الصفحات و الأشخاص و اختلاف الرؤى، فقد بدا لي الوضع مسلي قليلا، لذلك بدأت أعبر بعضا من الممرات و أقرأ مختلف التعليقات و المناقشات حول قضايا مختلفة، و بينما كنت أتمشى هنا وهناك صادفت تعليقا يحتوي على فصاحة اللغة و ثراء المعنى، ذهلت حقا بحكم صاحب التعليق وموعظته، مددت يدي فكتبت تحت التعليق مشيرة إليه: إنك تشبه ذلك المثل الذي يضرب على من يفتش في آراء الآخرين لينتفع بها، فرد علي قائلا: و ما المثل يا بنيتي؟!
أجبت: أول الحزم المشورة، انتظرت كثيرا على آمل أن يأتيني الرد و لكن يبدو أنه اكتفى بالصمت ربما لأنه لم يفهم المثل أو أنه لم ير التعليق أو ربما قد تجاهلني اطلاقا!!! بعد نصف ساعة أو ربما ساعة لم أتذكر تماما، فجئت برسالة منه على الخاص قائلا: إن الرثاء يصنع من المرء ما لم يصنعه ذكاء البشر.
سألته يعد قراءتي لهذه الحكمة: ماذا تقصد؟ و ما السبب يا عم؟
قوبلت بالرفض عن الإجابة حتى أنني سألته للعديد من المرات وفي كل مرة يجيبني: لا شيء أقصده يا ابنتي، توقفت عن الإصرار كما فكرت انه لا يهمني معرفة ماضيه المجهول الذي يخفيه عن الجميع، أغلقت هاتفي و انصرفت إلى الخارج لأشم قسطا من الراحة، مع مرور الثواني و الدقائق و الساعات عدت مجددا إلى هاتفي فاندهشت من رسالة طويلة جاءتني من العم أحمد: " لقد كنت في العشرينات حينما فقد قلبي بصره فتكركب آهاتي و توجعت أيامي و انكسرت أحلامي فانعرج حينها مستقبلي، اذ كلما حاولت الوقوف إلتوة ذكرياتي فسقطت مرة أخرى، منذ ذلك الحين و أنا لي ملجأ وحيد ألجأ إليه بعد خالقي "
أنا: لماذا يا عم؟ كيف وأين؟ احتضنت العديد من التساؤلات التي أنتظر أجوبتها بلهفة...
العم: لقد أحببت فتاة منذ طفولتي، كانت لي مثل ذلك النور الذي يضيء عتمتي كلما حل الظلام في جوفي، أحببتها أكثر مما أحببت نفسي، لا أغفو على تلبية طلباتها الرقيقة كرقة عواطفها وأحاسيسها، و لا أصحو من النوم حينما تسكن أحلامي، لقد كانت حسناء يخجل الضوء مفارقتها، لكن...
أنا: لكن ماذا يا عم؟
العم: كبرت و كبر الحب حبا في أعماقي اتجاهها، تقدمت لخطبتها فرفضتني ثم تقدمت مرة أخرى فرفضتني، تحطم قلبي ظنا أنها تهوى غيري، حاولت أن أواسي جمر جعبتي و لكن دون جدوى، يا له من ألم ويلها من نار تحوي أنيني، وضعت كل احتمالاتي كي أنسى، كي أتنفس، كي أعيش فيا ليت ظني صائبا و الحقيقة خائبة.
أنا: و ما الحقيقة يا عم؟
العم: أخبرتك أن الضوء يخجل مفارقتها و الآن سأخبرك أن المرض ظل يطوف عليها حتى استوطنها.
أنا: أي مرض هذا؟ و أين هي الآن؟ هل شفيت؟
العم: نعم شفيت... و إلى الأبد.
أنا: الحمد لله... و أين هي الآن؟
العم: غادرت..
أنا: أين غادرت؟
العم: ذات مرة رأيتها خارجة من مشفى "مكافحة السرطان" حينها عرفت سبب رفضها لي
أنا: ثم ماذا؟
العم: تقدمت لخطبتها مرة أخرى
أنا: هل قبلت؟
العم: نعم قبلت... بعد إصرار طويل.
أنا: ماذا حدث بعدها؟
العم: توفيت في أحضاني يوم زفافنا و الملجأ الوحيد الذي أخبرتك عنه هو "قبرها"
أنا: يا إلهي... رحمة الله عليها- إنا لله و إنا إليه راجعون-
العم: البقاء لله- آمين-
أنا: ألم تتزوج غيرها؟
العم: لا زواج لي بعدها، لقيانا الجنة.
أنا: أعتذر يا عم لم أكن أعرف ذلك.. و الله لأخبرنّ العالم عن قصتك، قصة رجل لم يعرف الحب الحقيقي إلّا بابه.
العم: لا يا ابنتي... لا تخبري أحدا.
أنا: ليس اليوم... يوما ما.
جرعة ألم
نائمة ، إستيقـظت على كابوس مخيف ، رأيت المنبه إذ هو يشير إلى الساعة الرابعة فجرا، تأملت لبعض الوقت جدران غرفتي، لم أستطع تذكر شيء كأنني كنت غارقة في سبات دام آلاف السنين.
كان جسمي منهكا، أحسست بتعب شديد، أصبح رأسي ثقيلا جدا، ولم أقو على التحرك .
بعد مرور ربع ساعة ، أخيرا إستطعت الجلوس ، فإذا بي أرى خيوطا كثيرة متصلة بجسمي ، تذكرت حينها أنني في المستشفى، نائمة على سريري ، الذي عاش معي كل آلامي.
كانت هذه رابع جلسة مع الكيمياوي اللعين ، إستدرت لإغتراف القليل من الماء ، فسقطت عيني على وسادتي ، إذ بي أرى أجزاءً من شعري ملتصقة بها ، فكان هذا كافيا ليجف بحر دموعي . لقد مزقني السرطان و مزق كل نقطة في جسمي .
توجهت كعادتي عند أوقات ضعفي إلى ملجئي الوحيد .
رفعت يداي إلى رب الكون ثم دعوته أن يرزقني بالشفاء والصبر لتحمل هذا المرض الخبيث ، هذا المرض الذي أنهكني وجعل مني إنسانة مختلفة ، لوهلة كدت أن أضعف و و أستسلم لهذا العدو البذيء ، لكن فجأة استذكرت بأن هذا إبتلاء من الله عز وجل ليختبر مدى صبري ، ثم يكافئني بما يرضي قلبي .
فتوجهت عائدة إلى سريري ، لأكمل ساعات نومي... !
الحياة اللولبية
حياة اللولبية مثل بؤرة في عمق الأرض ألم مصحوب بمعاناة من هذه الحياة فقدان والديا لم يكن سهلا كان من أصعب اللحظات التي مرت عليا أصبحت أكره الجلوس مع الأشخاص أحب الوحدة و الاعتزال عن العالم أصبحت لا أهتم بشئ سوى أن أعيش حياة سعيدة و أن أقوم بطاعة الله لكن يا لا المفاجأة لقد حدث شئ غير مجرى حياتي غير كل تفكيري، في ليلة من ليالي الشتاء الباردة كانت الأمطار تتساقط و الرياح تهب كانت ليلة سوداء، كنت أنا و أختي نشاهد ذلك المنظر المرعب من النافذة فجأة تعطلت الكهرباء فاقترحت عليا أختي اقتراح جميلا _(مارأيكي أن نقوم بجلب رواية و نقرأها أحسن من الجلوس هكذا)بعدها أخذت كل واحدة منا رواية فقمت أنا باختيار رواية «في سبيل التاج» جلسنا تحت ضوء الشمعة بدأت في القراءة كانت أول رواية قرأتها في حياتي، لم أقم بقراءة رواية أو كتاب مسبقا عندما جاءت الفرصة لقراءتها أعجبتني كثيرا فقررت أن أقوم بقراءة عدت روايات لتضيع الوقت مع مرور عدت أشهر وجدت نفسي قد قرأت اثنين و ثمانين رواية وقد صرت متعودة على القراءة و المطالعة و أصبحت أتقن قراءتها بسهولة و بعد ذلك تغيرت نظرة اتجاه الحياة صرت أحبها و اهتم لكل تفاصيلها و أخيرا قررت أن أقوم بكتابة أول رواية بعنوان « تفرق شمل» أصبح عندي حماس و تشويق لأصبح كاتبة من كتاب العرب، لقد فقدت الأمل لكن موقف صغير جعلني أغير نظرتي اتجاه هذه الحياة عزيزي القارئ أرجو أن مهما كلفك الأمر و مهما عشت مأساة لا تفقد الأمل ابدأ في تحقيق أحلامك والا تستسلم فهناك من يتمنى أن يملك ما تملك و يصير في مكانك فقل الحمد لله
أمل
في غرفة عاتمة جراء زجاج نافذتها السوداء، مائلة بجذعي على السرير خائرة القوى بجسد هزيل و عينين أرهقهما التعب بسبب الأرق، تسلل خيط رفيع من الضوء من ثقب في النافذة، تبعته نظراتي حتى توقف عند رأسي، تحسست بأصابعي تلك البقعة المضاءة فشعرت بخصلات من شعري تنساب ثم تسقط على الوسادة، نهضت من مرقدي مفزوعة فوجدت شعري ينهال خصلة بعد خصلة، شهقت واضعة يداي على فمي من الصدمة المحتومة التي طالما كنت أنتظرها بقلب فزع، إنه الكيماوي .
كنت في التاسعة من عمري عندما بدأ السرطان بنخر عظامي و أعضائي، و لحسن الحظ أن اكتشافنا له كان في المراحل الأولى من الإصابة، أبي و أمي معلّمان في الثانوية، و كان وقوفهما بجانبي أكبر دعم لي، من خلال الجلسات النفسية و الدور الكبير الذي لعبته الكتب التحفيزية التي كانا يرغمانني على قراءتها، و التي لم تذكر ذلك المرض اللعين و لو بكلمة، دامت مدة علاجي سنتين، شهدت فيها أكبر سقوط و أكبر ضعف لي لكني لم أفكر يوما في القدَر المحتوم على أغلب مرضى السرطان "الموت"، و كما علّمني أبواي أن لكل مريض قدره و أن قدري سيكون أفضل بإذن المولى عز و جل، ضاع عامان من عمري و أنا أنتظر جلسات الكيماوي بقلب فرح لأنه في كل جلسة سيتقلص حجم الورم و أن الشفاء في طريقه إليّ، و جسد خائف من الألم الذي تخلفه بعد كل مرة، تعلّمت أن " الطريقة الوحيدة لهزم الخبيث هي تجاهله و الرّمي به في سلة اللامبالاة "، و هكذا عاملت الخلايا الخبيثة في جسمي حتى تلاشت الواحدة تلو الأخرى. كنت الأشد مرضا من بين الأطفال المصابين في ذلك المستشفى، كانوا رفاقي في الألم فعمِد والداي على عدم اطّلاعي على أخبارهم خاصة بعد وفاة الكثيرين منهم، فكان فوزي على خصمي الخبيث معجزة انتشرت أخبارها في كل المستشفى ثم كل البلدة تحت عنوان " الهزيمة الشنيعة للسرطان من طرف البطلة ذات الإحدى عشر ربيعا "، تولّى الأطباء مهمة وصف حالتي أثناء فترة المرض و خاصة النفسية لأكثر من مستشفى و مركز صحي، و ذاع صيتي بلقب " الفتاة القاهرة للسرطان " . بعد تخرجي من المستشفى بشهرين تلقيت طلب من عائلة تريد زيارتي لابنتهم البالغة من العمر خمس سنوات و التي اقتحم اللعين جسدها الصغير فوافقت دون تردد، زيارة تلتها العديد من الزيارات و للعديد من العائلات و لسنين عديدة كانت النتائج ايجابية تنتهي بالشفاء لكل من رافقتهم طيلة أيامهم الصعبة حيث كان عملي الوحيد هو إعادة تعليمات والداي على المرضى و حثهم على التمسك بأمل النصر . عند نجاحي في البكالوريا و بلوغي الثامنة عشر، قررت ارتياد كلية العلوم الانسانية و من ثم تخصص علم النفس، هذا الأخير كان حلمي منذ قراءة نتائج آخر التحاليل و التي كانت تنص على خلاصي من قيود العجز و السقم . أقيمت حفلة التخرج في أكبر المستشفيات، و بعد اكتساب الخبرة لمدة لا تزيد عن الستة أشهر، أُعلِنْت أمام كل الطاقم الطبي بذات المستشفى بالطبيبة النفسية الأولى و شهادة التقدير شاهدة على ذلك. مرّت سنة كاملة كانت مليئة بالمفاجآت ، منها السّارة كلما شفي مريض، منها الأليمة مع كل انهيار نفسي لأحد المرضى، و منها الأشد قسوة عند موت أحدهم، و مع اكتمال عام ظهرت نتائج تقييم حالات الوفاة و الشفاء لكل المرضى و كان مرضى السرطان من بينها، " نتيجة مرضى السرطان، إيجابية، بنسبة 80% من حالات الشفاء، و هي نسبة كبيرة جدا مقارنة بالعام الماضي و التي قدرت ب 40%، و هذا راجع إلى الطبيبة النفسية الأولى دون منازع بإنقاذها لضعف عدد السنة الفارطة، مبارك عليك النجاح مرة أخرى"، يزيد التصفيق و التحيات بعد صعودي لمنصة التكريم لتكون جائزتي " ثمانية كتب من تأليفي، اثنان منها عن المرض بحد ذاته، و ستة كلها تحفيزية"، تم نشرها من قبل أكبر دور النشر في البلاد و تكفل المستشفى بتكاليف النشر و التحرير.
بعد خمس سنوات ..
أنا أمل و كأن أمي قصدت تسميتي بهذا الإسم، الطبيبة النفسية الأولى و المتخصصة لقسم الأمراض السرطانية، كاتبة لعشرين كتاب، مؤثرة اجتماعية و محدثة تحيفيزية، هكذا كان صراعي مع أكثر الأعداء خبثا، و الذي انتهى بأعظم نجاح بعد شفائي " شفاء المئات ثم الآلاف "، فيكون بذلك " التغلب على الخوف " أنجع علاج على الإطلاق، و الذي تثمره الثقة بالنفس التي تغذي الجسد بعدم الخضوع لأي كان، حتى و إن كان مجرد خلية.
تحميل كتاب " سطور الأمل " كاملPDF.
تذكر أنك قرأت هذا على موقع