" قدري الأجمل "
تأليف: بوزادة سهام
السيرة الذاتية للكاتبة :
- بوزادة سهام.
- من مواليد 16 جوان 2000
- من الجزائر ، تقيم في بني سليمان ولاية المدية .
طالبة جامعية في كلية علوم الطبيعة و الحياة .
لمتابعة الكاتب/ة والتواصل معه/ا »»» اضغط هنا ««« او على اسم/ا الملون بالأزرق
بوزادة سهام من مواليد 16 جوان 2000 .
من الجزائر ، تقيم في بني سليمان ولاية المدية .
طالبة جامعية في كلية علوم الطبيعة و الحياة .
تصميم غلاف: أميرة عادل
نبذة عن رواية رواية " قدري الأجمل "
نبذة عن الرواية ( قدري الأجمل) :
تتحدث الرواية عن فتاة تعيش في الفقر و الألم و الحرمان معا ،أجبرتها مرارة الأيام على ترك مقاعد الدراسة والتوجه للعمل الذي لم تحبه يوما كي تطرد شبح الفقر عن عائلتها البسيطة .. كانت والدتها مصدر طاقتها وسبب تمسكها بالحياة غير أنها رحلت تاركة إياها تتخبط بمفردها وسط المسؤولية الكبيرة التي تركتها لها..لتمنحها الحياة فرصة لتغيير قدرها من خلال العمل الجديد الذي بدأت فيه قبل وفاة والدتها ، فكيف ذلك ؟ وهل من الممكن أن تبتسم لها الحياة و تمنحها السعادة التي تستحقها والتي تحلم بها ؟ وهل سيدخل شخص ما حياتها ليجعلها ربيعا مزهرا ؟ ...
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
اهداء رواية " قدري الأجمل "
الإهداء:
إلى كل من سيطرت العتمة على حياته .. إلى من فقد الأمل فتجرع من كأس اليأس حتى ظن بأن السعادة لن تطرق بابه .. إلى من قهرته الحياة فبات حزينا متألما .. ابتسم ، فستشرق الشمس مهما طال الليل .. ولا تيأس مطلقا فهنالك نور خلف كل ظلام ، يكفي أن تؤمن بقدر الله عز و جل لتجده ...
سيكون قدرك الأجمل بإذن الله .
اقتباس من رواية " قدري الأجمل "
" أنا جادّة يا عصام ، إن لم تكن تريد فاطمة فلم كل هذا الانزعاج ؟ "
أجبت منزعجا :
" كفاكي ثرثرة يا غادة ، أنا لا أهتم بفاطمة مطلقا لهذا دعيني و شأني "
أجابت :
" هل أنت جاد "
قلت :
" بالطبع ، مالذي تتوقعينه مني ... هل أنا مجنون حتى أهتم لأمرها ؟ ألا ترين بأن بيننا فارق سن كبير "
وضعت يدها على خصرها ثم قالت :
" حسنا ، لقد حدث سوء تفاهم ... إذن لا توجد أي مشكلة في زواج مروان من فاطمة ، صحيح ؟ "
أجبت بكل ثقة :
" طبعا ، مبارك لهما "
قالت بعدما التفتت من أجل المغادرة :
" ستكون مهمة إقناع فاطمة بالزواج من مروان من نصيبي ، على الأقل ستعيش الحياة التي تستحقها معه "
بعدما غادرت غادة الغرفة ، عدت إلى سريري و إلى تفكيري من جديد ، ربما ستكون سعيدة مع مروان حقا ... لن أمنعها إن أرادت اتخاذه زوجا ، سأفرح لهما و أكون شاهدا على زواجهما ...
في صباح اليوم التالي نهضت بكل نشاط ، فقد أقنعت نفسي أخيرا بأن القرار الأخير سيكون لفاطمة و سأكون سعيدا من أجلها ، فبعد تفكير عميق أدركت بأن تلك الفتاة لا تعني لي أي شيء وأن كل ما شعرت به حينها كان مجرد وهم
!
كانت همتي عالية ، ما إن نزلت إلى الطابق السفلي حتى رن جرس الباب ... ذهبت باتجاهه مباشرة ، فتحته فكانت فاطمة التي أتت باكرا فقلت :
" صباح الخير فاطمة ، كيف حالك؟ "
أجابت بخجل :
" بخير الحمد لله وأنت ؟ "
قلت:
" الحمد لله، تفضلي بالدخول "
دخلت فاطمة إلى البيت ، فسألتني عن غادة قائلة :
" ألم تستيقظ غادة بعد ؟ "
أجبت :
" ربما ، لقد سهرنا ليلة أمس لوقت متأخر لهذا لم نستيقظ باكرا "
قالت بصوت دافىء :
" لا بأس ، نوم العافية إن شاء الله "
ثم أضافت قائلة :
" سأدخل للمطبخ حالا و أحضر لك القهوة ، انتظرني في غرفة المعيشة"
أجبت مبتسما:
" حسنا "
لم يمض وقت طويل حتى أقبلت فاطمة مع القهوة ، فقالت :
" تفضل "
أجبت :
" شكرا جزيلا ، هل شربتي أنت ؟ "
قالت :
" أجل ، قبل مجيئي إلى هنا ... شربت رفقة والداي "
بعدما أكملت احتساء قهوتي ، كان قد استيقظ الجميع بما فيهم مروان الذي أتى إلي قائلا :
" صباح الخير يا عصام "
أجبته :
"صباح النور ، هل نمت جيدا ؟ "
مدد يديه إلى السماء ثم قال :
" لا أزال أشعر بالنعاس ، و لكنني أريد أن أخرج معك في جولة... ما رأيك ؟ "
أجبته :
"بكل تأكيد ، فلتشرب قهوتك ولننطلق "
أجابني بسرعة :
" وهل شربت أنت ؟ "
قلت :
" بلا ، فقد أتت فاطمة منذ قليل "
ابتسم قائلا :
"يارجل إنها نشيطة للغاية، ستكون زوجة رائعة "
نظرت إليه ثم قلت :
" كان الله في عوني ، أنا أرى بأنك ستجن وتجعلني أجن معك "
ضحك ثم قال :
" سأذهب إلى المطبخ الآن ، أحضر فنجان قهوة وأعود إليك فورا "
ذهب مروان إلى المطبخ أما أنا فلم أتحرك ساكنا حتى عاد ...
" أين سنذهب اليوم يا عصام ؟"
أجبته قائلا :
" ما رأيك أن نذهب إلى الشاطىء جميعنا "
ابتهج ثم قال :
" فكرة رائعة ، سنستمتع بذلك كثيرا "
أقبلت والدتي والبسمة تزين وجهها ، قالت :
" صباح الخير، أنا أراكما مبتهجين مالأمر ! "
أجاب مروان :
" أجل ، نحن نريد الذهاب إلى الشاطئ"
جلست والدتي على الأريكة ثم قالت :
"فلتذهبا إذن "
فقلت :
" كلا ، نريد أن نذهب جميعا "
ردت والدتي :
" اذهبا أنتما الاثنان ، استمتعا بوقتكما "
اقترب مروان من خالتي ثم قال :
" هيا يا خالتي ، سنغير الجو ثم نعود"
وضعت يدها فوق رأسها ثم قالت :
" حسنا ، كما تشاءان "
أضاف مروان :
" هل من الممكن أن تذهب معنا فاطمة ياخالتي ؟ "
أجابت والدتي :
" كلا ، لن يقبل والدها مطلقا "
رد مروان بمرح :
" ولم لا يقبل ، ستكون رفقة زوجها المستقبلي "
ضحكت والدتي من كلام مروان ثم قالت :
" إن شاء الله "
دخلت فاطمة حاملة الصينية بين يديها ثم قالت :
" صباح الخير "
أجاب مروان :
" صباح الورد كيف حالك ؟ "
ردت بسرعة:
" الحمد لله وأنت ؟ "
أجاب مبتسما :
" الحمد لله "
كنت أشعر بأن إعجاب مروان بفاطمة يزداد يوما بعد يوم، لم يسبق لي أن رأيته جادا في موضوع فتاة لهذه الدرجة ... لقد سلبت منه عقله فبات يفكر طوال الوقت في الزواج بها .أخذ يحملق بها لدقائق ثم غير زاوية نظره نحوي ليراني مندهشا فيه ، فقلت :
" أظن بأنك مجنون لا محاله "
خرجت فاطمة من الصالة تاركة مروان غارقا في أحلامه الوردية ، فهي فتاة جميلة و رائعة ...
قالت والدتي :
" متى سنذهب إلى الشاطىء ؟"
قلت :
" مع منتصف النهار إن شاء الله"
ردت والدتي :
" إن شاء الله ،سأخبر مروة وغادة بذلك "
غادرت والدتي مجلسنا ، فبقينا أنا ومروان نتبادل أطراف الحديث ثم قررنا الخروج من البيت ...
تجولنا بالسيارة كثيرا ثم لمعت فكرة ذهبية في رأسي فقلت لمروان :
" ما رأيك في أن نشتري هدايا لهن ؟ "
أجاب مروان :
" فكرة مذهلة ، هيا بنا "
دخلنا إلى عدة محلات ، فاشترى مروان هدية لوالدتي وغادة ، أما أنا فقد اخترت هدية للخالة مروة ...
كنت أظن بأن مروان سيشتري هدية لفاطمة بالتأكيد غير أن تخميني لم يكن في محله فقد نسى أمرها ...
لم أشأ أن تشعر فاطمة بأنها غريبة عنا لهذا أردت شراء هدية جميلة لها فقلت لمروان :
" هاي مروان ، ما رأيك في طقم الصلاة هذا أليس جميلا ؟ "
أجاب :
"بلا ولمن ستشتريه ، لقد اشتريت لغادة حذاءا رائعا "
قلت :
" كلا ، أريد شراءه لفاطمة "
ضرب مروان بيده على رأسه ، تأفأف ثم قال :
" تبا ، كيف لي أن أنسى فاطمة ! "
أجبت مبتسما :
" لا بأس ، دع هذا الأمر لي "
بعدما أتممنا تبضعنا ، ذهبنا إلى الحديقة و مكثنا هناك ما يقارب الساعة ثم عدنا إلى المنزل مجددا .
حينما دخلنا المنزل قام مروان بمناداة الجميع قائلا :
"غادة ، خالتي ، خالة مروة أين أنتن؟ "
أجابت غادة :
" هنا ، مالأمر يا مروان "
قال :
" أين خالتي ووالدتك ؟ "
أجابت والدتي :
" مالأمر يا بني ، لقد أفزعتني "
قلت مبتسما :
" لا شيء و إنما اشترينا لكن أشياءا "
قالت الخالة مروة :
"وماهذه الأشياء ؟ "
بعدما سمعت فاطمة هذه الضجة أتت مقبلة نحونا ، كان مروان قد فتح الأكياس و أعطى الهدايا التي اشتراها لكل من غادة ووالدتي ... أما أنا فقد منحت الهدية التي اشتريتها للخالة مروة التي فرحت بها كثيرا .
كانت فاطمة على وشك المغادرة فأوقفتها قائلا :
" فاطمة ، تعالي إلى هنا "
أجابت :
" أنا ؟ "
قلت مبتسما:
" وهل توجد فاطمة غيرك هنا ؟"
قالت بخجل :
" كلا ".
فقلت :
" تعالي إذن "
لم تستطع غادة ابتلاع لسانها في هذه اللحظة فقالت :
" مالذي اشتريته لفاطمة يا عصام ؟ ظننت بأن مروان من سيشتري لها .."
أجاب مروان:
"دعينا من هذا الكلام يا غادة ليس وقته "
اقتربت فاطمة مني فمنحتها هديتي المتواضعة والتي أعجبتها كثيرا ، فقالت ببهجة :
" طقم صلاة جميل ، شكرا لك "
اقتربت غادة من فاطمة لتراه بشكل أفضل ثم قالت :
" فعلا ، إنه جميل جدا "
قاطعها مروان قائلا :
" وماذا عن الحذاء الذي اشتريته لك يا غادة ؟ "
ابتسمت ابتسامة رضا ثم قالت :
" إنه رائع مثلك تماما "
بدا الجميع مسرورا وهذا الأمر يثلج قلبي ، كان منتصف النهار قد اقترب ،فبدأن جميعهن بالتحضير من أجل الذهاب لقضاء وقت ممتع في الشاطىء ما عدا فاطمة التي لم توافق على ذلك بعدما سألتها بنفسي .
فاطمة ، أيمكنك الذهاب معنا ؟ "
رفعت رأسها ثم قالت :
" إلى أين ؟ ".
أجبت :
" إلى الشاطىء"
قالت :
" كلا ، لا يمكنني الذهاب فوالدي لا يسمح لي بذلك ..."
احترمت قرارها ، ثم قلت لها :
" لا بأس يا فاطمة ، إذن فلتذهبي إلى منزلك "
ردت :
" أجل ، سأذهب بعد قليل "
….
ذهبت فاطمة إلى بيتهم ، اقترحت أن نوصلها في طريقنا غير أنها أبت ولم تقبل بذلك ، أما نحن فقد انطلقنا للتمتع بجمال الشاطىء في هذا الفصل الحار .
" غادة هل أحضرتي سلة الفاكهة معكي يا ابنتي ؟ "
أجابت :
"نعم "
صمتت لفترة وجيزة ثم أضافت :
" كم كنت أتمنى لو تذهب معنا فاطمة لنتسلى معا "
ردت والدتي :
"لا بأس يا غادة ، ستأتي معنا في يوم آخر إن شاء الله وهذا اليوم ليس بالبعيد أليس كذلك يا مروان ؟ "
ضحك مروان ثم أضاف :
" بالطبع يا خالتي ، أنا أفكر في التحدث مع والدها غدا "
قلت بسرعة :
" ولم العجلة يارجل "
أجاب :
"خير البر عاجله يا عصام ، كما أنني سأعود إلي بيتنا بعد يومين لهذا أريد أن أحل هذا الأمر قبل ذهابي "
ردت والدتي :
" معك حق يا مروان ، فلتتوكل على الله إذن "
أجاب :
" دعواتك يا خالتي "
قالت :
" إنها ترافقك أينما ذهبت "
أعلنت الخالة مروة عن صمتها طوال الطريق ، حتى أنها لم تنطق بأي حرف حتى وصلنا ... فقالت :
" لقد وصلنا أخيرا ، أنا أشعر بالدوار "
كانت تجلس بالقرب من غادة التي قالت :
" سيزول الدوار بعد استنشاقك الهواء العليل ، فلننزل "
نزلنا من السيارة وكلنا أمل بقضاء وقت رائع في هذا اليوم الجميل .
بعد مرور ما يقارب أسبوعين أو أكثر تماثلت للشفاء ، نهضت وأنا أشعر بالنشاط والحيوية تجريان في دمي ، توجهت نحو دورة المياه كي أتوضأ وأصلي ومن ثم أذهب نحو المطبخ مباشرة كي أنعش رأسي بفنجان قهوة أسود كسواد الليل ...
كانت والدتي لاتزال نائمة على غير العادة ، شعرت بالقلق حيال هذا الأمر وراودتني شكوك كثيرة ... انتظرتها ولكنها لم تخرج من غرفتها بعد ، بقيت في المطبخ أحرك فنجان القهوة منتظرة ظهور والدتي بثغرها البسام غير أنها لم تأت ...