تأليف:
لمتابعة الكاتبة على فيسبوك »»» اضغط هنا ««« أو على اسمها الملون باللون الأزرق.
تصميم غلاف:
كوكي أنور
مقدمة قصة " ما لن تراه أبداً "
المقدمة:
يؤكد العلماء على حقيقة الجانب المظلم أو البعيد للقمر ،حيث ما يراه البشر تطلعاً للقمر من كوكب الأرض ما هو الا فقط الجانب المضيء له، بينما يوجد جانب آخر بعيد ،و تسائل العلماء لسنوات عن حقيقة ما يوجد على هذا الجانب الآخر؟ أهو حقاّ جانب مظلم أم أننا فقط نظن ذلك لأنه بعيد عن أعيننا ،هذا فيما يختص بالقمر فماذا عن البشر؟ ،إن كان ما نراه في البشر من حولنا هو فقط جانبهم المضيء الذي يبدعون في إظهاره فماذا يوجد مقارنة بجانبهم الأخر ؟ماذا يقبع في تلك البقعة فينا التي نتفنن في إخفاؤها و إبقائها في الظلام ؟!
-ما لن تراه أبداً.
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
اهداء كتاب
الإهداء:
لمن يظهرون قطرة بينما يخفون بداخلهم المحيط..
اقتباسات من قصة " ما لن تراه أبداً " بقلم سلمى أحمد
الاقتباس:
نهار مشمس على بقاع مصر ،شديد الحرارة على أطرافها الجنوبية ،يميل إلي الاعتدال كلما اقتربت نحو السواحل .ربما تصف النشرات الإخبارية درجة حرارة الطقس ولكن ماذا عن الطقس الداخلي للأشخاص ،فالبعض يملؤه الدفء في أشد أيام الشتاء برودة ،والبعض تسكنه الحرارة كبتاً لغضب دفين بداخله يمنعه من التمتع بأجواء الربيع الوردية المعتدلة ،والبعض تفوح منه البرودة ،برودة الأعصاب من أثر ركود المشاعر والبعض الآخر تشع من روحه النشاط في أقصى أيام الخريف تساقطاً لأوراق الشجر وبهتاناً للسماء ،لماذا لا يوجد نشرة إخبارية تصف طقس البشر، تعكس ما يشعرون به داخلياً في مواجهة ما يظهرونه خارجياً ؟!
مروراً بذلك الطقس المشمس ،كانت الظلال تحتل إحدى مستشفيات القاهرة ،حيث يختلف الطقس خارج المبنى الطبي أختلافاً كلياً عن الطقس في الداخل ،فالشمس بنورها لا تصل لممرات المشفى حيث تتعالى أصوات الطاقم الطبي بينما تتلاحم كلماتهم مع تنهيدات الشهيق والزفير التي تخرج منهكة من مرافقين المرضى في جو يغلفه التوتر والمشاعر المختلطة بين أمل في النجاة ونحيب يكسوه الألم ،الكل يجري في ذاك الممر حيث تسير الممرضات مسرعات حاملين الأدوية والملفات الطبية .
هكذا كان الطقس اقتراباً من غرفة ٢١٧،حيث تمكث شمس ،تلك الشابة التي تعبر عن اسمها ،فهي طاقة أمل ونور للكثيرين خاصة والديها، تتمدد على الفراش الطبي منهكة غير قادرة على الحراك ،باهتة الوجه ،باسمة الثغر بينما يتمتع جسدها برشاقة و إتزان تمنحانها سناً أصغر كما لو كانت مراهقة بالمدرسة الثانوية بالرغم من أنها بالرابعة والعشرين من عمرها .
أخذت شمس تنظر الي المحلول المعلق بيدها ،ذلك المحلول الذي أعتادت هيئته فأسررة المستشفيات كثرما أحتضنت جسدها النحيل ،وباتت تتأمل سقف الغرفة الذي أعتادته هو الآخر .
اسندت رأسها معتدلة قليلاً تفكر في أعوام صباها التي مرت عليها وهي راقدة في المشفى ،وليالي العيد التي شاءت الأقدار أن تحتفل بها بين الأطباء ،فقد مر أعوام حين وقعت لاول مرة مغشية عليها في فناء المدرسة الثانوية وحينها نقلها أهلها لأكثر من طبيب ليعرفوا سبب ذلك الاغماء الذي كان يداهمها من حينٍ لأخر وبعد العديد من الفحوصات تيقن لهم أصابتها بأحد الأمراض النادرة و الخطرة التي تصيب الجهاز الهضمي مما يعيقها من تناول الطعام بكمياته الطبيعية عوضاً عن تلاشي العديد من الأصناف و التي تم ألغائها بشكل دائم ،الي جانب تغيير معظم العادات الغذائية و استبدالها بأخرى ،وهو ما تسبب في فقدانها الكثير من الوزن .وحينها تغيرت حياتها بشكل كامل ،أنه المرض ذاك الضيف غير المرغوب فيه الذي يزورنا دون موعد ويحدد أقامته معنا بناءً على رغبته هو لا راحتنا نحن ،حمدلله على تلك النعمة الغائبة عن النظر ،المرافقة لنا بشكل خفي .
أضحت شمس تتذكر كم كان الوضع سيء في بادئ الأمر ،كيف لمراهقة في الخامسة عشرة من عمرها أن تُحرم من العديد من الوجبات والمقرمشات ،كيف لها أن تعتاد هيئتها الجديدة بعد تغير جسدها المفاجيء ونحالتها ،أضافة إلي حدة الالم المزمن والاغماء والمحاليل التي تعلق بأستمرار في حالة خروجها عن التعليمات كهذه المرة .وهو ما جعلها تشعر بالغرابة اتجاه نفسها وفي مخالطة الآخرين ،كانت تشعر بداخلها أنها ليست فتاة طبيعية ،حرمت باكراً من نعمة الصحة ،فلا هي تأكل ما تريد ولا تعش كما تريد بل وفق قائمة من التعليمات و المحاذير التي تعرض حياتها للخطر في حالة الخروج عنها .
أعمال أخرى للكاتبة سلمى أحمد على موقعنا.