إشراف:
قادم وسام و مياس محمد مصطفى
تصميم غلاف: مريم جمعة
لمتابعة المصمم/ة والتواصل معه/ا »»» اضغط هنا ««« او على اسم/ا الملون بالأزرق
مقدمة كتاب " ثنائي أكسيد الحبر "
المقدمة:
كما للبشر ألسن ، في جعبة القلم حبر يروي حكايات .. فيا حضرة الكاتب أطلق العنان للكلمات .. دعها تصرخ وتستصرخك أن تروي .. تخلف بعدك العبر و لن تذوي.. شاركنا البهجة و التأملات ..أنينك و الآهات .. في حروف منقوطة و عبارات .. أوليست الكتابة ما يحرر الروح بداخلك ؟ تجعلها تحلق بجموح خيالك .. اكتب فمقدمة كتابك منطلق و ميناء ..و أفسح لجنانك الإبحار على أمواج الارتقاء ..
الأبجدية عالم خلق من أجلك .. بين ثناياه تتوه لتجد نفسك ..
فالكتابة صراخ ، صراخ الصامتين ..
و هي روح .. روح الساكنين ..
تجمعنا كلمة ، و الكلمات جملة ، و الجمل فقرة ، و الفقرات نصوص ، و تلك النصوص كتابنا ، فبالكتابة نرتقي .. و بمن أضعناهم نلتقي ..
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
اهداء كتاب ثنائي أكسيد الحبر
الإهداء:
على أوتار الأبجدية تعزف الروح و تشدو ... و بحبر أسود ترسم الأفلاك فتغدو..
فضاء ألوان موسوم بالحياة .. أوليست الكتابة حياة؟
ترانيم الحروف كنوتات تتراقص هنا و هناك قبل أن تنعش الفؤاد ، تعانقه و تربيت عليه .. فلا غير الريشة و الأوراق تقرؤني و تفقه خلجات جناني ..
أيا سيدي و يا سيدتي .. أبحر بين أمواج الأبجدية و لا تخشى الغرق ..
اقتباسات من كتاب " ثنائي أكسيد الحبر "
الاقتباس الأول:
" رسالة عسى أن تلقى إجابة "
شعورْ حزينٌ وأوجاعٌ للنّفس.. فمن يحمل عنّي هموم الحياة وأثقالها؟!
فأين أنتم أيُّها الأثرياء وأصحاب السّلطان والجاه ولكن همّي أن أعيش في بلادي وأقول كلمة صدق بين الأغنياء والوزراء والعظماء والفقراء أريد أن أقول كلمة حق حرّة طليقة أريد أن أخبركم أنَّ أصحاب الفكر والعقول من العباقرة فكرهم ملقى على الأرض فوق الأرصفة والطّرقات مسرحيّات جمّة قيّمة تحث النّاس على إحياء حلمهم الدّائم بالحريّة والكرامة تراه ملقى على التّربة بجانب الأرصفة من يدري أهي لحاسدٍ يتألّم لمنظر النّعم المهملة والمركنة يريدها من هي بيده أن يبتاعها بلقمة عيش. أم لحاسدٍ ينعمْ ..العبقريّة لا تنفد ولا تفنى في هذه البلاد فأين ذهبت ونظرت لا بد أن تتألم بهذه المناظر ويتسرَّب الشّقاء إلى القلب والتَّعب للفكر فالكتاب مرآة تتراءى فيها جواهر الفكر صغيرها مع كبيرها ودقيقها مع جليلها فإذا أعوزتك النِّعم ففتش عن السَّعادة في أعماق هذه الكتب بأنّها فكرٌ للعالم الأكبر وما فيه
وفي الكتب تجد فكر الأمم التي لفّها الزّمن والمدن التي محاها سالف القدم وتلك الكتب ما هي إلا حكمة الدُّعاء للمسافر إلى آفاق السَّماء فهي للمحظوظين الموفّقين وهي للذين حرموا كل حظ وتوفيق
أيُّها العقلاء لا تجعلوا الكتب ثمرات ذابلة وتبقونها نبتة حائلة ولا ترمونها نحلة هامدة وهي عند غيرنا من الشّعوب هي كتب مقدّسة محفوظة في متاحفهم وخزائنهم فهي لديهم النّعم التي لا تبلى وتبقى كتبنا العربيَّة دائرة كاملة للإبداع للعالم عبقريّة في إبداعها وشاهدة على فتنة جمال كلماتها و لا تنطفي أنوارها واستحالة أن تنفد أسرار هاولكن خافوا الله وارفعوا منزلة عبقريّتنا من الشّوارع.
الاقتباس الثاني:
" راحتي في جُعبتي "
بعضنا يكتُب ليرتاح،و بعضنا يكتُب ليوصل رسالة، بعضنا يكتُب من الفراغ، و بعضنا يكتُب أشياء جميلة فعّالة، لكن الأهم أنّك تكتُب.
لم يتبقى لي سوى حروفي أُدحرجّها على أسطري علها تزيح شيئا متراكما بقلبي، هي جعبتي، تدخر أسراري و قلم قد فاض لوحي أفكاري، هي منفذي وقت السعادة و الحزن، وقت الإختناق و الكآبة، وقت الإرتياح و العناء،ربما يراها الشخص العادي مجرد أوراق لكنها لا تفتح قلبها إلا لمن يجيد لغة الحوار معها، لمن يرخي أعصابها عن طريق تدليكها بلمسات أنامله، هي ليست حروف مبعثرة تختار ما شاءت من بعضها لتندمج،بل تنتقي بعناية ما يليق بها لتقترن به طول الدهر و تنجب ما تبقى من البوح، في مخاض الأقلام الحبرية.
من يكتب هو شخص به علة فالأشخاص الأصحّاء يعيشون بعيداً عن عالم المخطوطات.
الاقتباس الثالث:
" ملاذي "
تاهت مني الكلمات ضاعت مني الصفحات سُرقت مني الاقلام نهبت مني الافكار تشوش فكري حار عقلي توقف جسمي هذا هو حالي ابقى في صدمة وحيرة جالسة بين الشوق والشوك متلهفة ولكن ليس بامكاني البوح بهذا
فتتصارع المشاعر على خاطري كالموج يحوم ويستبق الي الشاطئ كالنجم المتبعثر حالي لاافهم ولا اشعر
ولكن ما اعرفه اني ساتشبث بذلك المنى لاثبت لك اني على ما يرام فمهما تبعثر الكلام تبقى مصدرا للاوهام واصبح مصدر حكايتي هي الاحلام.
الاقتباس الرابع:
" رسالة بلا عنوان "
إذا لم تنفجر ما في داخلك بالرغم من كل شيء حولك فلا تفعلها.. ما لم تخرج من تلقاء نفسها فلا تفعلها.. إذا كان عليك ان تجلس لساعات محدقا في شاشة كومبيوتر و تبحث عن كلمات او منحنيا امام آلة الكتابة فلا تفعلها.. إذا كنت تفعلها من اجل المال او من اجل الشهرة فلا تفعلها.. إذا كنت من أجل اغراء النساء فلا تفعلها أيضا.. إذا كنت تجلس على مكتبك و تعيد كتابتها مرارا و تكرارا فلا تفعلها.. إذا كان مجرد تفكير في فعلها امرا شاقا عليك فلا تفعلها طبعا.. إذا كنت تتصنع و تحاول ان تكون من كاتبا اخر فانسى الامر إذا كان عليك الإنتظار حتى ان تزأر الكلمات من داخلك فانتظر بصبر واذا لم يزأر داخلك فأنصحك بفعل شيء آخر إذا كان عليك ان تقرأها لزوجتك اولا او لصديقك او والديك فأنت لا تستطيع ان تكون مثل كثير من الكتاب فلا تكن مثل الكثير من الآلاف اللذين سمو انفسهم كتابا لا تدع حبك لذاتك يدمرك لا تفعل ذلك إلا إذا كانت تخرج من داخلك كالصاروخ، إلا إذا كان ذلك يقودك للجنون او الانتحار او القتل فلا تفعلها
لا تقم تقم بذلك الا إذا كانت شمس داخلك تحرق امعاءك عندما يحين الوقت صدقني فإنه إذا ثم اختيارك فسيحدث ذلك من تلقاء نفسه و ستستمر بذلك حتى الموت، او تموت هي بداخلك لا توجد طريقة اخرى لذلك سوى انها تكون في داخلك تنصهر و عليك ان تفجرها كالصاعقة على الورق و تصبح كلمات من ذهب .
الاقتباس الخامس:
" ثُنائي أكسيد الحبر "
يجب أنّ أكتب، إنّما أحتاج أنّ اكتب شيئاً ما، إذ اشعر بالاختناق، أحتاج أنّ أعب شيئاً من الهواء علنّي استعيد أنفاسي، إنّما كلّ حرف أخطّهُ هو كلّ ما أتنفسه، كلّ قطرة حبر خطّت هذه الكلمات، كسرتُ بياض الأوراق، معانقة إيّاها بحروف و عبارات منمقة، هيّ شهيق و زفير، هيّ القشّة الأخيرة المتبقيّة لأتمسك بها كغريق، مجالستي لأوراقي البيضاء و أقلامي، أحلام أعيشها حين أخطّها قبل تحقيقها، أحظى بها بين الكلمات حيث أشعر بلذتها قبل تجسيدها على ارض واقعي، بتّ على يقين أنّي أكتب لأفصح عمّا يعتمل بداخلي، بطريقتي! أصوغه،رسائل ،خواطر ،روايات، كلّها تعني من عبروا بحياتي .. ثق أنّي لست مخيرة فيما أكتب، فلتسمّه وحياً ينبثق من أعماقي، أكتب لأنّ الكتابة هيّ بحّات صوتي الصّارخ، و لأنّي إنسان فأنا في حاجة للصراخ بين الفينة و الأخرى ..لعلي بذلك أخفف من هياج الأعاصير بداخلي لعلي أرهب ما يعيق مواصلتي لدربي ..أجل، هي رحال لا تحصى.. طويلة للغاية .. بقدر ما أدرك أنني بلا وجهة .. أسير إلى لمجهول في رحال أبدية .. أعلم في الآن ذاته أن خطايا سليمة .. و الدرب الذي أسايره حصين بطوله و عرضه .. و محطتي البعيدة جدا ما هي إلا جنة .. عندما أخال أحدا ما يقرأ ما تخطه أناملي .. أضحك في البداية .. إذ أنني اسخر من ذاتي لما يتردد بين السطور ففعلا لا استطيع تخيل فهم احدهم لما اكتب .. و تارة أخرى اشعر بالحنين لأيام و سنوات خلت .. أتذكر نفسي حين كنت ألمس أحاسيس فيما كنت أقرأ.. أخال الأحداث و ارتب الوقائع كأني موجودة بين طيات كل كتاب أقرؤه .. حتى لو كانت أحجيات معقدة كنت أفكها ببساطة .. لأنني شغوفة بذلك فحسب..أن اقرأ ما يكتبه غيري يعني أن أتواصل معه .. أن أفهمه أكثر من آخر .. إذ اشعر أننا متصلان بخيوط لا مرئية .. خيوطا روحية .. و تواصلا روحيا أيضا ..اكتب لأني أتوق لإهداء الكنز الذي تخبؤه رحلتي لأي قارئ تبرع بدقائق من عمره .. و أن أقرأ فإني حصلت على الكنز الذي انتهت به رحلة كاتب عظيم آخر .. بقدر ما هو عليه الكاتب من عظمة إذ يمهد و يرشد إلى الدرب الصواب .. فبذلك القدر تماما من العظمة هو القارئ إذ يسير على خطى ثابتة نحو كنز لا يفنى ..