إشراف:
إخلاص حيمري / نعيمة شعيري
تصميم غلاف:
" بسنت علي " لمتابعة المصمم/ة والتواصل معه/ا »»» اضغط هنا ««« او على اسم/ا الملون بالأزرق
مقدمة كتاب " روح مغصوبة "
المقدمة:
الحمد آلله الذي احلنا محل الفهم و أكرمنا
بنور العلم وزيننا بنطق المنطق ، ونعوذ به من ظلمات الجهل وعكر صفاء الذهن وصلى
الله على المبعوث بجوامع الكلم إلى أعقل الأمم و اتباعه السائرين وسلم تسليما
كثيرا ...
اما بعد فبفضل جهودنا المتواصلة والعثرات
التي تعرضنا لهاا في هاته الحياة نضع بين يديك عزيزي القارئ هذا الكتاب تحت
عنوان:*روح مغصوبة*لما رابنا من انتشار الفساد والعنف و غيرها من الامور التي
اكتسحت مجتمعنا ...
وكما يقال خيࢪ كلام ما قل ودل ، لقد تفننت
هاته الانامل لتضع بين ايديكم هذا الكتاب وما يحويه مواضيع مختلفة محمولة في
صفحاات كلامها من ذهب وعبر مختلفة وتجارب متعددة اجتمعت كلها تحت عنوان
♕الروح المغصوبة ♕
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه تسليما كثيرا ...
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
اهداء كتاب روح مغصوبة
الإهداء:
أحتضن نفسي كل ليلة شوقا لغد يضمد جراحي ... تعصف رياح الانكسار من جديد و تودي بما لم تستطع تبرأته من أيدي الخذلان ... تلوي ذراعي الملفوفة ببعض الانضار شوقا لخص يلملم شتاتيأ عتزل من جديد ليس خوفا منهم بل رحمة بما تبقى من أشلائي المترامية هنا وهناك بعيدا عن أذلالاتهم و توقعاتهم الشنيعة التمس عذوا كي لا أفضح قرفي منهم . البقاء لوحدي هنا ارحم بكثير من تلويث شعوري خرجا في مكب نفاقهم ... هكذا نحن الابرياء نتعرض دوما الاشياء السيئة اللعنة .
اقتباسات من كتاب " "
الاقتباس الأول:
❀صرخة وطن ❀
بعد وفاة زوجي رحمه الله كان عمري ما يقارب 23 سنة ، كنت في ريعان شبابي ، لم أفكر إلا في تربية إبني الوحيد أحمد تربية سليمة ، كنت أعمل ليل نهار حتى يحيا إبني بسلام لا ينقصه شيء
في يوم من الأيام استيقظ على صراخ إبني وهو يتألم لأنقله مباشرة الى المشفى ليخبرني الطبيب أنه يعاني من مرض وراثي جعل أحد كليتيه تتوقف عن العمل والثانية لم تعد تقم بوظيفتها وعلينا زرع كلية أخرى فهل من متبرع ؟
بدون أن أفكر أخبرته أني سأتبرع لإبني بكليتي وهذا ما وقع فعلا ...
أثرت العملية على صحتي بطريقة مؤلمة فما عدت أقدر على الوقوف كثيرا ولا حتى القيام ببعض الأعمال إلا أني لم أتوقف عن العمل، كبر إبني وكان متفوقا في دراسته فأرسلته الدولة في بعثة دراسية الى الخارج كنت مسرورة لذهابه ومنكسرة لوحدتي بعده ...
بعد خمس سنوات من الإنتظار عاد ابني الى أرضي الوطن، عاد أحمد ولم يعد ولدي ، عاد مع أسرته الصغيرة ، عاد وهو لايطيق البيت ولا زوجته أعجبها ، عاد منزعج لعدم موتي طيلة هذه المدة .
تجرعت ألم الوحدة والفقد لوحدي كنت كالخادمة في بيتي وفي يوم صحوت لأجد أبني يمسك بأوراق ويطلب مني أن أمضي عليها دون شرح، وقعت له الأوراق وأنا لا أعلم أنها أوراق تنازلي عن ملكيتي للبيت لأجده يحملني في سيارته و يقول : زوجتي لم تتعود على العيش معك وأنا لست مستعدا لتركها
سأخذك إلى دار المسنين سيعتنون بك جيدا لا تقلقي"
سألته ودموعي كالغمام : " هل ستزورني ؟ "
سكت قليلا وقال : " سأرى ... "
وصلت الى منزلي الجديد.. لم يكن بذلك السوء فيه الكثييير من الأمهات أعتزلوهم هنا ...
كنت أستيقظ كل يوم وأنا آمل أن يأتي أحمد لزيارتي وأنتظره بدون
جدوى وفي يوم اشتد بي المرض فطلبت رؤيته ولم يلبي دعوتي لأنتقل إلى جواري ربي دون رؤيته ...
بعد وفاة الأم بستة أشهر جاء أحمد الى دار المسنين باحثا عن أمه بوجل لكنه لم يجدها ، أخبروه أنها توفت
فبَرك باكيا وهو يقول : " مات ابني يا أمي ، نقلت مرض الكلى لإبني ولم توافق
زوجتي على التبرع له ، مات وهو يصارع المرض وأنا هنا أحيا بكليتك ، أنا أسف
يا أمي أسف ...
يا أمي أسف ...
الاقتباس الثاني:
❀ ظلم الحياة ❀
نتلاشى كظلال عند قدوم سواد الليل ، نتلاشى وتتلاشى الاحلام بداخلنا ... حكاياتنا التي كانت تعني لنا الكثير ، ايامنا التي مُلِئَت بسعادة الطفل عند اخذ حلواه ، في هذا اليوم التعيس الذي لم نكمله كانت حكاية الحبل من حولي ، او حتى قدمي على حافة واد عميق لا تُعرف نهايته، هكذا راودتني ظلال الافكار عندما اخذو مني ما احب هكذا صرت بلا روح ، جثة بلا معنى ، حياة اشبه بحياة الموتى ، لا نهار كنهار ولا ليل كليل يشبهون بعضهم ، شلالات الدموع لا تنتهي ، والعيون من الكآبة قد تحول لونها من الابيض الى ابيض مصفر مع قليل من انهار حمراء ، ابتسامة جمدت لم تضهر منذ ايام، لماذا اوصلتموني الى لا حياة، ماذا فعلت لكي اعاقب هكذا ؟! ااني احببت من قلبي صارت الاحوال بهذا ؟ ام لاني ايقنت ان صاحب الحيل لن ينجوا ، اتالم من دون صوت ... اتحسون بي ؟ لا طبعا ... فكيف للسيف ان يحس او يسمع خرير الدماء الذي فعله ... اصبح الامر معقدا جدا ، كحياة داخل ماء البحر وانا على اليابسة ، اصبح سريري هو الوحيد المتفهم لحالتي ، ابهذا القدر صرت لا اعني لاحد ؟ اصارت كل القلوب ضدي ؟ جرحي اعمق من ان يحكى ...
الاقتباس الثالث:
❀مُغْتَصَبِه تَحْت مُسَمَّى الزَّوَاج❀
عَزِيزِي الْقَارِئ الْقِصَّةِ مِنْ وَحْيٌ الْخَيَال فَقَط ...
نَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ الفتاة تفقد شَرَفِهَا عَنْ طَرِيقِ الاغْتِصَاب مِنْ أَحَدِ وُحُوشٌ الْمُجْتَمَع القذر ... لَكِن الْيَوْم سَوْف أُحَدِّثُكُمْ عَنْ نَوْعِ آخَرَ مِنْ الاغْتِصَاب و هُوَ تِلْكَ الَّذِي يَكُونُ بِمُوَافَقَة الْأَهْل أَجَلٍ لَا تتعجب بِمُوَافَقَة الْأَهْل ...
قد أكملت ثمانية عشر عاماً ، كُنْتُ مِثْلَ أَيْ فَتَاة طُمُوحِه تَحَلَّم أَن تَكمَلّ تَعْلِيمِهَا و دِرَاسَتِهَا الجَامِعِيَّة و تَحْقِيق الْكَثِيرِ مِنْ الْأَحْلَام الَّتِي كَانَتْ تَقِفُ فَقَطْ عَلَى نجاحي فِي الثَّانَوِيَّةِ الْعَامَّة ، كُنْت اجْتَهَدَ فِي دروسي حَتَّى أَنْجَح فِي تِلْكَ الْخُطْوَة و لِكَي انْتَقَلَ مِنْ الْمَرْحَلَة المدْرَسِيَّة إلَى الْمَرْحَلَة الجَامِعِيَّة ... عِنْدَمَا اقتربت الاختبارات الثانوية الَّذِي كَانَتْ تَحَدُّد مَصِير الطُّلاَّب ، تَقَدَّم رجلاً لخطبتي مِنْ وَالِدِي ، كَانَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِنْ عُمَرَ ابي أو أصغره بِخَمْسَة سَنَوَات فَقَط ... وَافَق أَبِي عَلَى زواجي مِنْ تِلْكَ الرَّجُلُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَتَقَدَّمَ بِسُؤَال مِنِّي إذَا كُنْت أَرْغَبُ فِي ذلك أو لا بَيْنَمَا كنت أخطط إلى تَحْقِيق حِلْمِي و هَدَفِي و مستقبلي أَبِي كَانَ يخطط كَيْف يُرِيد التَّخَلُّص مِنِّي أَبِي دَمَّر مستقبلي كُلُّهُ فِي تِلْكَ الْكَلِمَةُ الَّذِي أَعْطَاهَا لِرَجُل ( ابْنَتِي لَك خُذْهَا ) كَم شَعَرْت بِأَنَّنِي حَشَرَةٌ كَم تَمَنَّيْت لو إنني كنت مَيْتَة . مَدْفُونَة بِجَانِب وَالِدَتِي آه يا أمي لو تَعْلَمِي كَم كُنْت بِحَاجَتِك فِي تِلْكَ الْمَوْقِف كُنْت أريدك أَن تَقَفِّي معي و بِجَانِبَي لِكَي تمنعي تِلْك الزواج أهه يا أمي اه ...
تزوجت بذلك الشَّخْصُ بَعْدَ خُطْبَتِي بِه بِيَوْمَيْنِ فَقَطْ ... تَمّ اغتصابي بِتِلْك اللية و بِمُوَافَقَة وَالِدِي يا أمي تحت مُسَمَّى الزَّوَاج ... بَيْنَمَا كُنْت اُرْقُد وَرَاء تَحْقِيق حلمي و مُسْتَقْبِلِي أَبِي كَانَ يَرْقُدُ لِتَخَلُّص مِنِّي و كَأَنَّنِي حَشَرَةٌ يُرِيد التَّخَلُّصُ مِنْهَا بِأَسْرَع وَقْت ... مرت الأيام و الشُّهُور ... وَأَنَا مَعَ ذَلِكَ الشَّخْصُ الَّذِي كُنْت أَخَافُ أَنْ انظر إلى عيناه كَانَ أَكْبَرُ مِنِّي بِكَثِير أَجْل كَثِير ... كَانَ عِنْدِي امْلَأ أن أتخلص من ذَلِكَ الشَّخْصُ الكهن الَّذِي كَانَ يُشْبِهُ الشَّبَح ، حَتَّى جَاءَ ذَلِكَ الْيَوْمِ السيء المشؤم الذي يُحْمَلُ عَلَى طياته الْوَجَع و الدمار و الْأَخْبَار السيئة اليوم الذي عَرَفْت به أنني أحمل في أحشائي بِابْنِه كُنْت أُرِيدُ الْمَوْتَ فِي تِلْكَ اللَّحْظَةَ الَّذِي قَالَتْ بِهِ تِلْكَ البُومَة بِأَنَّنِي حامل ااهه كيف و لِمَاذَا لِمَاذَا ... بَدَل ما أكون ادرس و أتعلم و أكمل حلمي أنا الآن اسْمَعْ إلَى تِلْكَ النِّسَاء الَّذِين يُقَدَّمْن نَصَائِح الْحَمْل لي ... لَا وَ لَم ولن اغْفِرْ لِأَبِي ولم أسامحه ... أُكْرِه رِجَالَ الْعَالَمِ بِأَكْمَلِه مِنْ أَجْلِ أُبَيٍّ لَمَّا لَمْ يَقُلْ لِذَلِكَ الرَّجُلِ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَنَّهُ لَمْ يَرْغَبْ بتزويجي مِنْهُ لِمَا لَمْ يَقِفْ مَعِي لَمَّا لَمْ يَكُونُ سِنْدِيّ مِن وُحُوشٌ الْمُجْتَمَع ... أَبِي كَانَ أَوَّلَ إلَه دَمار و أول من دمرني لن أسامح اي أَحَدٌ كَانَ بِيَدِهِ سَبِيل الْمُسَاعَدَة و النَّجَاة و لَمْ يُقَدِّمْهُ لِي ... أُكْرِه الْعَالِم و أَرْغَب بأن أموت قبل أَنْ يَحْضُرَ هَذَا الطِّفْلِ
الاقتباس الرابع:
❀ وجع الأب ❀
كبار السن حرموا من دفء العائلة ، وحرموا من رؤية أحفادهم وأقاربهم ، هم من اعتقدوا يوما ان هذا الابن سيكون انيسا لهم في كبرهم ويمدهم بالعطف والحنان وان يكون سندا لهم عند المرض ، وان الوالدين يعتقدون ان ابنائهم سيرعونهم حتى يفارقوا هذي الحياة .
نعم هي دار المسنين أو العجزة هو المكان الوحيد الذي يلجأ إليه كثير من المسنين بعد نكران فلذات أكبادهم لكل التضحيات وكل ماقاموا به من أجل ان يصل أولادهم إلى تلك المراتب ، وكل هذا فقط لأجل إرضاء الزوجة ، أو لأنهم شعروا أن والديهم
أصبحوا عبئا ثقيلا عليهم ، وهم الوالدين الذين لم يقصروا ثانية من تربيتهم فالأب تحمل الشقاء في عمله لكي ينعم أبناؤه بحياة رغيدة ، و الأم التي تتعب في التربية وتسهر الليالي ، واعتبروا بكاءهم نعمة لم يضيقوا بهم ذرعا ، وضحوا براحتهم من اجلهم .
هي أيام وتمضي لن تنفع الحسرة والندم سوف يعانون الغصة التي عانها آباءهم ، ففراق الوالدين يترك فراغا لا تملأه الأيام ، فكما فعل بوالديه سيفعل به أولاده ، فكل ساقي سيسقى بما سقى وكما تدين تدان
الاقتباس الخامس:
❀ سم الأعراف ❀
كفاكم جهلا و إبادة يا أحقر البشر ، كفاكم سلب أرواح شباب في مقتبل العمر ، وجعلهم موتى في عز شبابهم ، كونتوا أجسادا خالية، و قتلتم أرواح صافية ،
لما غصبتم جل عاشق ولهان على الهجر من دياره ، و أغربتم أوطانه ،
كفاكم هيمنة على قلوب و كفى أذية ،
هل عارضكم فرد على محبوبكم ! هل سلب منكم بهجتكم ، و أغرب دياركم ! اهكذا اوصى رسولكم ؟ حين قال
!لا أرى للمتحابين إلا الزواج
هل أمر بكسر القلوب و الاذية ! ام وضع حبل الزواج للمحبة الأبدية
تمسكتم بأعراف الجاهلية في ظل التقليدية ! دفعتم بهم إلى أسمى الطرق الهلاكية ، فمنهم من خرجت عن الطريق لنسيان الأسية ، و منهم من عقد قرانه على فتاة بريئة لينسى بها محبوته الأبدية و عاشت هي في حسرة
ا ظننتم أنه سيعبر الورى و هم في أشد الإنكسارية ؟
!هل سيشفوا ! و يترمرموا و يتعافوا من مخلفاتكم الجاهلية
حزنهم يعبرعلى مدى الحياة مادام القلب بعيد عن العين لن تكون له عيشة هانية ، و انتم عمدتم على الأذية ، فما ذنبهم بالإحساس بالنقص ! سامحكم خير البرية .