" حدائق المنفى "
إشراف: فاطمة الزهراء حمر العين
تصميم غلاف:
سارة عثمان
مقدمة كتاب " حدائق المنفى "
المقدمة:
كثير من الأمور تغيرت مواقعها في
حياتنا،كان لابد لنا أن
نتحدث عنها ونناقشها ونعالجها
حتى لا تصيب الخلايا الفاسدة
بقية الخلايا الصـالحة في تكوين عضو
يطيب به جسد الأمة العربية
واليوم سنناقش ونعالج ونتدارك كل مافاتنا.
كما أن لكل أنسان فينا صندوقه الأسود
حيث تقبع ذكراه التي علمته درسًا
وأعطته الحياة فيه ذكرى علمته أن يكون حازما وقت القرار
صبورا وقت الشدائد.
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
اقتباسات من كتاب " حدائق المنفى "
الاقتباس الأول:
تزورني ذكريات الطفولة كل يوم، لتعيدني لأيام أتمنى لو دام بقاؤها للأبد، أتذكر دائماً تلك مواقف لاتنسى حدثت في طفولتي، أتذكر لحظاتٍ عُلقت كلوحات فنية على جدران مخيلتي لتبقى محفورة كنقشٍ لا يمحى من ذاكرتي، لتترك لي بصمة ترافقني طوال النهار وكأنها مشروب أتلذذ به، دائماً أعود لأخذ ساعة واحدة تعيدني إلى ماقبل الهموم والتعب، ذكريات الطفولة، وتلك القصص التي يُكتب منها كتابٌ لو أردت ذلك، أتذكر تلك القصة التي علقت بذهني منذ حدوثها، بينما كنتُ جالسة برفقة أصدقائي نستمع للمعلمة وماتقصهُ علينا حين فوجئنا بدخول شابةٌ لاتتجاوز الثامنة عشر من العمر، حين تقدمت للباب وطرقت عليه لأخذ الصلاحية من المعلمة ودخولها للصف، كانت مسؤولة عن مسرحية وتود فتياتٍ مبدعاتٍ يقمن بدور تمثيلي على خشبة المسرح أمام المئات من البشر، كاد قلبي أن يرفرف من الفرح عندما لفظت وقالت من هنا مبدعاتٌ يودن تقديم دور تمثيلي، فوجئت هي بعد رؤية كل السواعد التي إرتفعت وكأن الجميع يود أن يبرز موهبته، أنا الفتاة المبدعة التي تحب التمثيل ولطالما إنتظرت وقتاً مناسباً لأبهر الجميع بمواهبي، كنت على أستعداد لأفعل كل شئ وأشارك بهذه المسرحية، أختارت معظم أصحاب تلك السواعد المفتولة التي إرتفعت، وانا من بينهم، مالفت نظرها تلك الإبتسامة التي إرتسمت على وجهي منذ دخولها وكأني أود أن أثبت للجميع أني ممثلة محترفة، تم إكتمال العدد وبعد بضعة دقائق سيكون أول يوم تدريب، الجميع متوترٌ، بدأنا بالتدريب أنا وصديقاتي، كنا نتدرب كل يوم لنا، ورغم ضغوط الدراسة والتدريب الذي طال كثيرا، إلا أننا كنا مستمتعين بهذا التعب لنحصل على نتيجة تُسرُ الجميع وتبهر الحضور، لم يتبقى سوى القليل لبزوغ الشمس هذا ماكنتُ أتمتم به قبل اليوم المنتظر، أستيقظت في الصباح والسعادة مرسومة في عيني، إرتديت ملابسي وهيأت نفسي وذهب للمدرسة للمكان الذي أتفقنا أن نتقابل به، إنتظرنا المدربة وماهي إلا لحظاتٍ حتى أتت لنعيدُ التدريب قبل إقامة الحفل، ماهي إلا ساعاتٌ حتى تجمع الناس من كل مكان والمعلمين والمعلمات وكل من نعرفهم، جلسوا ليروا الإبداع الذي أخذ كل هذه المدة، لم تسير الأمور كما ينبغي، لا أدري حينها ماحصل كل ماأتذكره إنني لأول مرة أنخذل بهذه الطريقة،من يدفع ثمن كل هذا التعب والجهد الذي بذلناه وراح ضائعاً من يعوض سهرنا وإنتظارنا ومن يعيد لنا السعادة بعد هذه الخيبة، لم أحصل على أي إجابة لتساؤلاتي والسبب كان مجهول وراء إلغاء هذه المسرحية، مر ذاك اليوم بتعبٍ دون تقدير وبليلٍ دون فجرٍ، هنا أدركت أنه أحياناً ينتظر المرء ليلٌ يكون يتيم شروق.
الاقتباس الثاني:
حاول الكثير أن يصفه، قالوا: إنه شعور لا يوصف لكنهم سمّوا لحظة الحب " وقود الحياة " فالمفتقد للحب، مفتقد للحياة .
البعض يراه نعيم، والبعض يراه عذاب مغلّف بنعيم لاسع والبعض يختبئ برداء الحب ليملئ فراغًا وما أكثر هذا النوع في أيامنا هذه، يضحكون على أنفسهم وقلوبهم بمشاعر زائفة يُخيّل لهم أنه الهوى وحاشاه من هذا التزييف.
تعرّف عليها عن طريق الأقمار الصناعية في تطبيق أصبح الآن مندثر مع رمال الصحراء، أظن أنها الآن تلعن هذا التطبيق ومن أقدم على برمجته وأحيانًا تلعن نفسها بأنها كانت مواكبة لحداثة ذلك العصر الذي مضى.
كيف أن لكلمة واحدة كفيلة بجعل حياة أحدهم جحيم، كيف للبعض أن يسيء لمفهوم الرباط المقدّس.
استمرّت بينهم المحادثات الكتابية والصوتية، كانت أمامه كتاب لطيف مفتوح واضح المعاني ليس به أسرار أو خفايا، أعطته قلبها، صدّقت كل كلماته ومشاعره .
بعد فترة زمنيّة عرض عليها الزواج وأرسل أمه وأبيه فلم تقبل عائلتها به، تمَّ رفضه بشكل قاطع، فقطعت مابينهما من حبال الوصال ولكنه بقي معلّقًا بقلبها الرقيق الصادق، قلبها الذي لايزال بريء كالأطفال لايعرف كيف يُنافق، وتوالت على حياتها أقسى وأفجع الأحداث ماتت أمها ولحق أبيها بها بعد شهرين، مات هو الآخر وخلّفوا وراءهم طفلة باكية حزينة ترثو فقدها العظيم، كانت تُصبح وتُمسي كالذي أختلّ عقله لايعلم أين هو أو ماذا هو يفعل ! أو كيف بقي حيّ يتنفس! هنا كان ضعفها لايوصف بكلمات.
صُدفة عَلِمَ هو ما آل له حالها وحياتها فأرسل بعائلته مجددًا وتمت الخطوبة بينهما ولكن كان الفرح قد سُلب من قلبها.
حاولت بشتّى الطرق أن تواصل المسير لحياة جديدة فسافرت إليه وتمّ عقد القِران.
كان أول عام لهما معًا كالنعيم لها، كانت تستشعر لذة الزواج بعد حب صادق فكادت تنسى نفسها أنه ليس هناك نعيم دائم.
وحصل ما لم يكن يُخيّل إليها أنه سيحدث لها من قِبَل الإنسان الذي وهبته قلبها وحياتها، أصبحت حقيقة يُتْمها ذريعة وسلاح ذو حدّين يُلّوح به في وجهها،ينعتها به وكأنه ذنب اقترفته بنفسها أو خطيئة فاضحة ارتكبتها، كان لايكتفي بهذا القدرْ من الإهانات بل يتجرّأ ويضربها، يُعنّفها بكل قوّته، هي التي كانت جميلة كالأميرات، رقيقة، ناعمة كأوراق الأزهار التي تتفتح في أجمل الفصول، باتت الآن مكسورة الساق ذابلة الأوراق .
أصبحت تتساءل هل حقًا هذا زوجي الذي حاربت لأجله ؟
اكتشفت طيلة هذه السنوات التي عاشتها برفقته ولا تزال تعيشها أنها أحبّت وحشًا ذو وجهين، قناع كان يرتديه في بداية زواجه منها وانقشع فيها بعد هذا القناع وعاد إلى حقيقته ووجهه الثابت الذي لم تراه هي مطلقًا أو تعلم خفاياه.
وفي ختام هذه القصة التي تتعرض لها العديد من الإناث، استخلصت أن بشر كهؤلاء هم عارٌ بحد ذاته على مسمّى الحب، هم السبب في رحيل الثقة من قلوب البعض، هم الظلام الذي يخيّم على ورود زاهية فيسلب منها ألوانها وشذاها
الاقتباس الثالث:
قد قالت من قلبها :
أنا هي المعقدة التي أصبح لقبها يتداول بين صديقاتها وأصدقائها أجمع ، لا أنكر أني بين اصدقاء في يفع العمر فتيات جميلات لا تريد من الحياة سوى زينتها ، لباسهم أجمله وكلامهم أدلعه ، لدى كلٍ منهم ماتتفاخر به من مالٍ وجاه وأجهزة إلكترونية متطورة إلى حد الخيال وملابس فخمة ، يرتدين من اللباس أفصله الناعم والملون والقصير والضيق ، بعيدين عن أوامر الله مشغولون بالحياة وملاذها لا حامدين ولا شاكرين على نعم نحن بها أو على الأصح ليسوا على حدة الإنتباه إلى كرم الله الذي يؤتينا به ، ليسوا بالحال الذي يرضي الله ورسوله الاعظمﷺ ، لا يمكن للمرء أن يناظر على غيره هو ليس بالآله الحاكم ليحكم على خلقه ، لكن القلوب تتقطع إرباً على الحال الذي نحن به ، لا فارق بين الملتزم والشقي ، إن إلتزمت تنادى بالمعقد /ة وإن امتثلت تنادى بالمدرك والعاقل والراشد ابن الحياة والثقافة والموضة الخارقة لا أنكر أني في بداية عمري انجذبت نحو التغير لكن ماان رأيت أن ذلك لا يرضي خالقي لأبتعدت عنه بعد المشرق عن المغرب ويبقى الفضل العظيم لخالقي نحو هدايتي بأن لا أرتكب مالا يرضيه ويرضي رسوله الكريم ﷺ ، فرضاه غايتي ،ومنهج شريعتي ، لا تهمني تلك المساحيق فصفاء الوجه قيام الليل ، ولمعة العيون وكحله النظر لكتابه الكريم ، وطيب الرائحة بذكر الرحمن وحبيبه ﷺ ، وجمال الروح بحفظ وتدبر آياته ، طيب اللسان بأذكار الصباح والمساء ، فوللهِ ماكنت قريباً من الله خطوة إلا ليتقرب منك آلاف الخطوات ، ماتناجيه بسؤلك إلا ليغمرك بفضله ،لا تحزن إن تناديت بألقاب لا تناسبك كما ذكرت سابقاً فوالله ما أجمل أن تلام بحبك لخالق الأنام ، رفقاً بكم يازجاجات الطيب ، رفقاً بكم ياوصية رسول الله ﷺ ،فما أجملنا إن كنا على خطىً وسير أمهات وبنات المسلمين ، وماأجمل إلتزامك حتى إذا مررتِ ورأتك أمهاتنا زوجات النبي الأمين ليقولوا هذه حفيدتنا ، إن القلب لينفطر وإن العين لتدمع حرقةً على طريقٍ خالٍ من رفقة الله ، فتؤمل ُأنَّك يوماً تتوبْ وتشكُو الذنوبَ وأنتَ الذَّنوب ، وفي كلِ يومٍ تبوءُ بذنبٍ وعيبٍ يضافُ لباقيِ العُيوبْ ، تؤملُ أنّك تحيا طَويلا وشمُسك مالَت وحان الغُروب وتخُفي السنيّن مع الأربَعين ، فكّيفَ ستُخفِي اشتِعالُ المَشيِب بِقلبكَ تَبدو نُدوبَ الجِراح وهيِهاتَ ياصاحِ تُخفِي النَّدوب ، وتهجُّر دربَ الهُدى والصَلاح وترحَلُ في مُهلِكاتِ الدُروبٰ فسِّر للكِتابِ بدربِ الصِحاب وذُّق بالمَتابِ رحِيق َ الطيُّوبْ ، تؤجِلَ تَوبَك دوماً ولسّتَ تؤجِلُ يوماً لقاءَ الذُّنوب ، فسِّر للهِ بدربِ الصِحابِ وذُّق برحمَتِه رحِيقَ القُبولْ إنْ كَانَ فِي صُدَفِ الأزمانِ رائعةٌ فإنّ التوبة خيرُ ما جَادَتْ بِهِ الصُّدَفُ ، عدّ إليه ولو أذنبت ألف مرة سيتقبلك ويغفر لك ويتباهى بك أمام ملائكة عرشه ، فاللهم إليك نشكو ضعف قوتنا في الحال الذي نحن به وقلة حيلتنا على تغيره ، انت رب المستضعفين وأنت ربنا ياعظيم ، إلى من تكلنا الى مجتمع يتجهمنا أو إلى عدو تملك أمرنا ، إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي ولكن عافيتك وهدايتك هي أوسع لنا نعوذ بوجهك الكريم الذي أشرقت به الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بنا غضبك أو يحل علينا سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوه لنا إلا بك