" صخب حروف "
تأليف : يقين عبد السلام
تصميم غلاف: سارة أشرف
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
اقتباسات من كتاب " صخب حروف "
الاقتباس الأول:
• مدينتي
دائماً كلما أُفكر بك يأتي إلى قلبي عجوز حكيم ويقول إياك أن تحبي بصدق، ثم يأتي الطفل المراهق بداخلي ويقول: إن لم تحبي بصدق لن يكون لكِ يوماً ولكن كلما أنظر إليك أراك وأنت تمشي عكس ما رسمت في خيالي وفي أمنياتي، فأقرر الابتعاد ثم أنظر لإبتسامتكَ للمرة الأخيرة فلما نظرت كانت وكأنها من اصطفاف النجوم، فتبعثرت جميع الأفكار في رأسي. فكيف لي أن ابتعد وأنتَ من أنار ليلي؟
فأنتَ من جعلني أُحب الكوكب ثم الدولة ثم المدينة بشوارعها وجميع تفاصيلها وجعلتها جميعها أنت بإبتسامة فقط منك. فلو كنتُ المدينة لكنتَ ازدهارها!
فكيف لي أن ابتعد؟
الاقتباس الثاني:
• لحظات خافتة
في بعض الأوقات أشعر بالصمت العميق لدقائق معدودة فكم أشعر بالخذلان من عالم مليء بالبشر لكن بالنسبة لي فارغ لم يعد به أحد، فكلهم ذهبوا حتى أحلامي وأمنياتي أما خيالاتي فهدمت على رأسي فأحمل ألمها فوق رأسي وأشعر بالبرد الشديد برد الوحدة أشعر وكأني وحدي في العراء فمنزلي الذي بنيته من أحلامي وخيالاتي وقويته بدعواتي هدم على رأسي وجلست على أنقاضه أنظر للفراغ وأشعر برعشات البرد، فلا يوجد الآن ما ألجأ إليه حتى أحلامي خانتني فلا يوجد أحد سيبقى معك إن لم تجلس يوماً أنت وخيبتك من البشر فأنتظر هذا اليوم قد يكون اليوم وقد يكون غدا.
الاقتباس الثالث:
• جنون الطريق
أجدُك بين أدعيتي بين أمنياتي بين أدق وأصغر تفاصيلي أجدك في أحلامي في خيالي، فهل سيتحقق وجودك أمام عيني أم ستكون شخصية خالية سكنت أحلامي فقط؟
فكلما أُحاول الوصول إليك يصدمني الواقع ويوقظني من أحلام اليقظة التي سيطرت عليّ وحبستني بها بطريقة وحشية، فأشعر بالخذلان من واقع لا تستطيع العيش فيه بأحلامك لوحدك ولو قليلا.
فأُحاول إفلات وجودك بين أحلامي لكن تصدمني بنظرة أو بضحكة غير متوقعة فأنسى كل ما فكرت به وأبدأ من جديد، وكأن شيئًا لم يكن، فكم من الصعب أن أبتعد بعد أن أصحبت بين أدق وأدق التفاصيل حتى أني أدعو لك وأنسى أنني من أحتاج دعاء وكم من الصعب أنني لم أُحب أحداً يوماً ثم أرى دفتري مليء بالكتابات عن أدقّ التفاصيل به وهو لا يعلم نعم هذا ما يسمى جنوناً فأنا أنتظر أحداً لن يأتي. فأجلس أنا ودفتري لوحدنا نتكلم عن شخص تائه في متعة الحياة ولن يعرفَ الطريق إلي يوماً، فسأبقى انتظر لعّلهُ يعرف الطريق إلي يوماً.
الاقتباس الرابع:
• في القاع
هل سَتحاكِمونهُ على ما فعلَ بي؟ وعلى الوعد الذي نقضتهُ ألا أحبُّ أبداً. فأغرقني بجمال عينيه وقطع نفسي بإبتسامة. فما ذنب الغريق إذا كان المحيط جميل فقتل روح، ستقولون أتت نجاة لمَ لم تخرجي ورفضتيها؟ ففضلتُ ان أبقى ميتاً في المحيط. فسأبقى به ولو كانت نهايتي غريق فأنا لستُ أي غريق بل انا غريقٌ به.
الاقتباس الخامس:
• وهل يليق بوطني الحزن؟
عيناك وطن لي وحبك كحب الوطن وإذا ابتعدتُ عنه سيبقى بقلبي فهو هويتي واصلي ومكان ولادتي ونشأتي وحبك كذلك .
سأحبك كالمغترب البعيد عن الوطن نلتقي او لا نلتقي فأنت في حفظ الله وفي قلبي، فأبتسم دائما فَوطني لا يليق به الحزن.