" خطايا العذارى "
تأليف: شيرين رضا
تصميم غلاف: كوكي أنور
نبذة عن قصة " خطايا العذارى "
النبذة:
قصة قصيرة تحكي عن ثلاث شقيقات يواجهن المجتمع بمشكلة العنوسة وتبدأ الاخت الكبرى في إتمام صفقة بينها وبين الدائن الذي يكبرها بالعمر مقابل جزء من منزلهم ثم تصدم فالنهاية بمفاجأة غير متوقعة
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
اقتباس من قصة " خطايا العذارى "
الاقتباس :
مر أسبوعان ومنال تزداد غرابة وعملت على تجهيز ما يلزم للزفاف، وشقيقاتها يساعدانها بصمت حتى جاء محروس وتم التنازل وأصبح شريكا لهن واتفق الاثنان على موعد لعقد القران.
بدأت منال في شراء احتياجاتها الخاصة، وأكثرت من شراء الملابس المزركشة ومساحيق التجميل وكأنها فتاة مراهقة.
حتى حررت جدائلها لأول مرة لتشعر بالحياة تتراقص بين خصلاتها، فعملت على طلاء ذلك المنزل الذي ظل سنواتا يختبئ خلف غيمته الرمادية. ومرّ أسبوعا آخر والجميع يعمل في صمت، وقبل موعد الزفاف بيوم، دخلت مها غرفة منال وهي تبكي، جلست جانبها .. استدارت لها بعد أن أيقظها صوتها الباكي.. اعتدلت في جلستها ممسكة بيديها قائلة: - مها هل حدث شيئا ما
- لا ولكن سيحدث يا منال أرجوكِ أوقفي هذا الأمر ولا تتزوجي من محروس
أدارت منال وجهها ثم قالت لها: - لقد أنتهى الحديث في هذا الأمر والزفاف غدا
- وماذا سيحدث بعد ذلك؟
صمتت قليلا ثم اردفت قائلة: - أريدك أن تكوني في أبهى صورة لكِ غدا
ابتعدت مها عنها غاضبة وهي تقول:
-كيف لكِ أن تُبعين نفسك بهذا الشكل لرجل كهل كهذا؟
اعتدلت منال وامسكت بيديها وقالت: كنتُ أتمنى أن يتوقف بي العمر عند السادسة عشر، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.
وضعت يدها على وجنتيها واستطردت قائلة: - بشرتك لا تزال ناعمة، لكن انظري لي فقد بدأت التجاعيد تنكمش فوق جبيني وعيناي أزدادت الخطوط السوداء أسفل منهما، بعد عام لن أستطيع أن أحمل طفلا بين يدي وستغتصب الحياة آخر حق لي، ولهذا اتركوني أعيش تلك اللحظة قبل أن تسرق الحياة ما تبقى مني.
تنهدت مها بثقل بعد أن علمت ما تكنه شقيقتها، تلك الحياة القاتمة التي تسكنها قضت عليها حتى جعلتها تتعلق بأمل مزيف
راحت تدعو في سريرة نفسها ألا تخذلها الحياة والا تصيبها خيبة الأمل حتى لا تفقدها للأبد.
في صباح اليوم التالي دعت منال جيرانها ليشهد الجميع على حياتها الجديدة، جلسوا مترقبين اللحظة التي ستجتمع فيها الجميلة والوحش كما اطلقوا عليهما.
مرت الساعة تلو الأخرى ولم يأتِ محروس، بدأت منال تتجعد ملامحها، والحزن يطفو داخلها، لماذا لم يأتِ إلى الآن؟