تصميم
غلاف: حبيبة محمد
تصحيح
وتدقيق لغوي: حماس حمدي – من فريق عمل الدار -/ شيماء زيدان
مساعدة
في التدقيق: إسراء الحاج
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرةنبذة عن كتاب " لأجلكن "
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
يضُم الكتاب مجموعة من النُّصوص لِمجموعة من الكُتَّاب؛ حيثُ تتحدث هذه النصوص عن المرأة من عِدَّة جوانب مختلفة، كَدورها ومكانتها في المُجتمع، وتكريم الإسلام لها، بالإضافة إلى بعض المواضيع الأخرى التي تتمحور حول هذا الموضوع.
اقتباسات من كتاب " لأجلكن " إشراف إسراء الحاج
الاقتباس الاول:
.
" النسخة البشرية من القوة. "
الآن غدوت كائنًا بلا قلبٍ ولا عقل، لم أعد أنتمي لفصائل الإناث لأنهنَّ أقوى، مجرد جسد تحمله أقدام غبية، حافية، مجروحة، نازفة دم الألم؛ مزينًا بلون الحب، وهذا البدن عبارة عن كتلة من الثياب الرثة الممزقة، تمامًا كتمزق حبنا.
انظر يا من كنت رجلًا سابقًا، والآن صِرتَ جلَّادي، معذبي، ظالمي؛ لأنني كنتُ أنثى، كنتُ امرأة.
أجل أصبحتُ مجنونة، بلهاء، حمقاء، أصبح الأطفال الصِّغار يرجمونني بالحجارة، وهم يصرخون "مجنونة بلهاء"، أصبحَت النفايات حضني ومَلاذي، وبذلكَ تشمئز مني الأنظار، وتنعتني الأفواه بالحمقاء.
رائحتي تنفر منها القطط والكلاب قبل الرجال والنساء، ولا أحد يعلم أن هذه المجنونة ذنبها الوحيد أنها أحبَّت، عشقت -لدرجة الهيام- رجلًا ظنَّت أنهُ هو قلبها النابض؛ لكنها كانت مخطئة وغبية، تمامًا كما كُنتَ تقول أنتَ!
نعم، لطالما ناديتني بالغبية، وكلما سألتك: لماذا؟ تجيب: لأنكِ امرأة، واليوم فقط استوعبت هذه الكلمة!
كم كنت غبية!
أحببتك بقلبي، بينما خدعتني أنت بعقلكَ، مَثَّلْتَ مسرحية هزليةً للحب، وأدّيت دور روميو بكل إتقان، وأنا جولييت الغبية التي ظنّت أنَّ هذه المسرحية أبدية، ونست أن مُدتها ساعة وستنتهي.
أنتَ الوحيد الذي جعلني أبتسم، بل أنفجر ضحكًا، ولكن بعدها جعلتني أدفن رأسي في الرمل كالنعامة؛ لِكَي لا أشاهد فظاعة المشهد الذي حِكْتَهُ لي.
غابت الابتسامة، وحملت معها حقائب الوداع، ولم تعُد أبدًا، فخيانتكَ لي جعلتني جافية، قاحلة، كأرض يابسة لا يُسمع فيها سوى صفير الرياح، هذا القلب الذي وهبته لكَ ولكنه تُوفِّي حين لَفَظ فمك عبارة "أنا لم أحبكِ من قَبل، ولن أحبكِ فيما بعد، كنتِ مجرد لعبة لطفل، والآن أصبحتُ رجلًا، وأصبح من الواجب الآن أنْ أكسر لعبتي".
كسرتني أجل، وكان القلب أول جزء ينكسر من لعبتك، والمجتمع أكمل منذ البداية كسر عقل لعبتك؛ لأُصاب أنا بالجنون.
أتحسر على قلبٍ سرقتَه، وعقلٍ دمرتَه، واليوم رميتَ النفايات بجانبي، وأنا أتطلع إليك بحبٍ؛ كأنني أبصركَ لأول مرة، أمَّا أنت فلم تنظر إليَّ حتى بنظرة الشفقة، إلا أنَّ ابنك صرخ عند رؤيتي قائلًا: "انظر يا أبي إنه وحش!" وهو المسكين لا يعلم أن أباه هو صانع هذا الوحش وخالقه.
وفي هذا المساء، بعد أن بِتُّ أدري أنكَ حقًا كسرتَ لُعبتك وجعلتني وحشًا، أقسمتُ أن أقطع شراييني، وأنصت خاشعة لخرير الدم وهو ينسكب على جسدي، وقبل أن أضع النهاية لحياتي، قبل أن أمضي على شهادة وفاتي، قبل أن أختم قصتي بيدي، وأدع الحياة كما ألقيت عليها التحية بالدموع، تذكرت فجأة، تذكرت ما أنساني إياه الزمن، ما حذفه المجتمع من ذاكرتي، تذكرت أنني أنا الموءودة فبأي ذنب قُتلت! أنا الضحية وبأي خطأ نُبذت! أنا المرأة وبأي حق دُفنت، بكل العصور وفي كل الأزمنة قُتلتُ، في عصرٍ ما دُفنتُ وأنا حية، حرام مولدي وازديادي، وبزمنٍ ما سُجنتُ بين أربعة جدران لأنه عيبٌ تعلمي، وفي عصري أنا تطورت وسائل القتل، وغدوت أموت ببطء دون معاقبة المجرم، قتلني المجتمع، قتلتني العادات، دفنتني التقاليد، نظرات مجتمعي حفرت قبري، كل الطرق تؤدي إلى النهاية، إذا رفضت الحب يقتلني العاشق، وإذا أحببت العاشق قتلني الحب، أنا اليوم توفيت وكان الحفل في دار المعتدي، سيقدسونك لأنكَ رجل، ويهينونني لأنني امرأة، هذه الفكرة هي صبارة متجذرة في بعض العقول القاحلة.
أنا أنثى، أنا النسخة البشرية للقوة، أشعر بالخراب الداخلي، الغراب يعزف على أوتار قلبي، ينكسر لكن لا صوت له، لن يقتنع أحد بألمي، مصرُّون أن يروا سريرًا أبيضًا يحتضنني.
البارحة بكيتُ، وابتسمتُ وقلتُ: لا بأس سيأخذني الله ذات يوم.
واليوم بكيتُ، وابتسمتُ، وقُلتُ: لا بأس أنا أنثى، والله سيأخذ حقي ذات يوم.
أجل أنا أنثى، أنا التي خُلقَت من أغوار الألم، لن تهزّني كلمة، لن تُسقطني نظرة، أضعف ولكن أقوى، أخسر أحيانًا لكن أفوز دائمًا، وكأنني ريم ستواجه سلسلة من الأسود وحدها.
أمامي الآن طريقان: الأول أن أغادر من واقعي كمئة فتاة؛ ضحية في نظر المجتمع ووصمة عار تتردد بعد مماتي، أو أنظف نفسي من وحل المجتمع، وأمشي بخطوات ثابتة نحو مصير مجهول، أن أرمم الصَّدع بداخلي، أجل ستتألمين وستبكين لكن على الأقل ليس هباءًا منثورًا.
حان الوقت لتنقش الأنثى اسمها على الصخور، الماضي مضى، والحاضر بيدنا القلم؛ نحن من سنكتب دمعة الانتصار والنهاية معًا.
أخيرًا سأخرج بنفسي من ممرات جديدة، الصخرة التي أسقطتني أرضًا سأصعد عليها؛ لأشاهد رحلتي، أنا الآن وبعد خمسٍ وعشرين سنة، بعد ربع قرن استطعت أنْ أكتب اسمي بالصخرة، غدوت نسخة لا تشبه ضعفي، أنا الآن أول كاتبة على الصعيد الدولي، من أفضل الداعيات للإسلام في العالم، مِن مَكب النِّفايات إلى وسط القصور، أنا مَن اخترت الطريق، المجتمع، العائلة، الأسرة، الحب، كلهم قتلوني، وأنا أحييت نفسي لأنني امرأة، لأنني النسخة البشرية من القوة.
الاقتباس الثاني :
" ولكـنّها أحبّت. "
ما للكواكب تدور في أفلاكها، وأنا خرجت عن المدار.
قد كُنتُ في العلياء، لم يرتضِ قلبي النزول إلى البشر، وكنتُ أسترِق السمع من حينٍ لآخر لقصص الحب؛ تعشقها تلك الفتاة الطفلة القابعة في رأسي، لكن الأخرى -الناضجة- تراها سخافات، وتتوقع دائمًا بعد النهاية السعيدة تعاسةً يخبئونها بعد إسدال الستار؛ كي لا يُرُونّ بشاعة الواقع، ونظل نحلم بفارس الأحلام وحصانه الأبيض، وننسى دائمًا أنه -أحيانًا- لن يملك ثمن لجامه.
إحساس الشموخ والكبرياء لطالما أحسسته، وأنا بعيدة عن الحب وأوجاعه.
لم يرد قلبي أن يكون مسؤولًا عن دقاتِ غيره، لم أطق حياة المحبين في ساعات الغيرة.
دائمًا الحمقاوات ينتظرن الحب، وأنا كنت أنتظر ما بعد الحب.
والآن تغير كل شيء، ما زالت ملكة -تلك الفتاة- ولكن أصبح لها عرش حقيقي تربعت عليه، وطردت من حاشيته جميع الخدم، فهي -كالعادة- لا تحب الزحام.
واستأثرت قلبه لنفسها.
وأخيرًا، وافقت سماءُ نفسِها العالية أن تهطل بمطر الحب، وألقَتْ ساحرات الغرام التعويذة على قلبها؛ فخرَّ هائمًا في صحراء العشق.
أعلم أن عذابات الحب كثيرة، لكنها لا شيء بجوار كلمة غزل تصدر منه.
أعلم أيضًا أن طعام الحصان الأبيض غالٍ، ولن نملك ثمنه طوال الوقت؛ لكننا سنصبر، وسيصبر الحصان من أجلنا.
لست أقول تُرهات، وإنما الحقيقة، إن كان حبًّا صادقًا لقلبٍ يشع بالأمان؛ ليطمئن قلبي المرتجف، ويدثّر روحي الحيرى.
وأعلم أن الغيرة أمرٌ صعب، وانتظاره -عند الغضب- أن يصالحني، ويعانق روحي المرتجفة، ولساني الذي يهذي خوفًا من أن يعاتبني على خطأي، أصعب.
لكنه يطمئنني، ويحبني، ويسامحني على خطأي، وهذا يكفي.
.
واى
الاقتباس الثالث:
" العمود الفقري للمجتمع. "
صوتٌ غريب حلَّ بمسمعي، سمعته وليس هناك أحدٌ بجواري أو بمُحيطي في أساسه، سمعتُ الصَّوت و هو يسألني: من هيَ المرأة؟
سؤال غريب حقًّا، ولكن فعلًا يستحق التفكير في الإجابة، بقيتُ أردد السؤال في داخلي، من هي المرأة؟ وما دورها في المجتمع؟ وما أهمية المرأة؟ وما هي العواقب والمعاناة التي تواجهها؟ والكثير من الأسئلة الأخرى.
سألتُ العديد من الأشخاص وكنتُ أريد إجابة دقيقة للسؤال الذي جال في خاطري كثيرًا؛ حتى توصلت للعديد من الإجابات، ومن خِلال جميع الإجابات التي تحصلت عليها، جذبتني إجابة مميزة قيل فيها ''المرأة هي العمود الفقري للمجتمع''.
سألتُ عن وِجهة نظر المُجيب فأخبرني بهذا، إنّها تستطيع أن تُكوِّن نصف المجتمع، وتُربي وتهتم بالنصف الأخر.
إن المرأة تستطيع القيام بواجباتها وواجبات غيرها، تحمل مسؤولية عائلتها و بيتها وعملها أحيانًا، تقوم بكل أعمال البيت وأحيانًا خارج البيت، هذا وإن لم تكن تُكمل دراستها، تستطيع عيش دورها ودور شريكها بإتقان، فضلًا على أنها تستطيع أن تكون اِثنان في واحد، بجانب تربية أطفالها وتعليمهم، فإن أصاب شريكها شيء ستحاول أن تقوم بتربية أبنائها وخدمتهم وكأنَّ شريكها موجود فعلًا، على عكس ما يقوم به الشريك إن أصابها شيء، كالموت مثلًا، فلن يستطيع القيام بواجباتهِ وواجباتها معًا، ولن يستطيع أن يصبر ويتحمل كصبرها بدون شريك.
ولا نستطيع القول أنَّ أهمية المرأة تقتصر في شيء واحد، فالمرأة تستطيع القيام بأي شيء قد يحتاج إليه الفرد، المرأة مهمة لجميع الأعمال وجميع الأوقات، يحتاجها الاِبن في جميع تصرفاته، تعليمه، مظهره، وحياته أيضًا.
يحتاجها الزوج لكونها تُكمل له نصف دينه، وتقوم بخدمته في العديد من الأشياء التي لن يستطيع القيام بها بمفرده.
يحتاجها الأب لأنها سبب في إدخاله الجنَّة، وأيضًا هيَ من تهتم به عند مرضه أو عند حُزنه، وهيَ من تقوم بإسعاده عند القيام بأي اِنجاز يحمل اِسم أبيها بعد اِسمها.
و كل هذه أمثلة تُخبرنا بأن المرأة مُهمة لكل شيء، وأنَّ الرجل لا يستطيع العيش من دونها.
وبالرُّغم من كل هذه الأشياء إلا أنها دائمًا مُعرَّضة للكثير من الاِضطهاد في المجتمع وخصوصًا من الجنس الآخر؛ أي المجتمع الذكوري، فأغلب الرّجال لا يقومون بإعطاء المرأة حقوقها، بل يتعرضون لها في جميع المؤسسات، أيًّا كانت نوعية المؤسسة، وأحيانًا يتعرضون لها بالعنف، على سبيل المثال إن قامت الزوجة بعصيان زوجها في شيء مُعَين فقد يقوم بضربها وممارسة العنف عليها بحُجَّة أنَّ الدين الإسلامي أباح له هذا في الوقت الذي أباح له الضرب في حالات معينة لم يقم الرجل بالاطلاع عليها؛ وإن قامت المرأة بالنّقاش مع أحد الرجال أيًّا كانت الصلة بينهما، يُعبِّر بِقَوله ''إنكنَّ ناقصات عقل و دين'' دون علمه بمعنى هذا الكلام.
وتفسير هذا الحديث أنها ناقصة عقل لأنها تقوم باتباع عواطفها أكثر من عقلها، وأنها ناقصة للدين لأنها تحمل عذرًا شرعيًّا يمنعها من الصَّلاة والصَّوم في فترات معينة من حياتها.
وكمثال آخر، هناك رجال لا يسمحوا لزوجاتهم وبناتهم وأخواتهم ''وفي بعض الأحيان أمهاتهم'' اللاتي حملنهم تسعة أشهر وقمن بتربيتهم، بالخروج أو القيادة أو الدراسة أيضًا، و هناك رجال يقومون بتزويج بناتهم أو أخواتهم و هم في سن الطفولة غصبًا، وهو ما يسمى زواج القاصرات، و إن سألته عن السبب يقوم بإخباركَ أنَّه زوجها بحُجَّة الستر، وأنَّ الفتاة قد تجلب له العار إن لم يَقُم بتزويجها، وهناك رجال يقتلون النساء لأسباب لا تمُثُّ للإنسانية بأيّ صِلة، كقتلها لأنها لم ترضَ أن تتزوج منه، أو لأنها طلبت الطلاق، و هناك من يقوم بدفنها فقط لأنها فتاة.
قال تعالى: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ﴾.
و قال أيضًا: ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ ۚ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ﴾
و أحيانًا نجد الكثير من النساء رغم كل الظلم الذي تعرضنَ له، يقُمنَ بتمييز الفتى عن الفتاة من أبنائها بالرغم من تعرضها لمضايقات و إساءات شبيهة في صِغرها؛ وتقوم بإعادة هذا الشعور لبناتها مِمَّا يؤثر هذا في بناتها نفسيًّا، وهذا شيء سيء حقًّا.
والكثير من الأشياء الأخرى التي تُظلم فيها المرأة من الرجل، وكل هذه الأمور تِخبرنا عن ''من هي المرأة''، ومِن هذه الإجابة علمتُ بأنَّ المرأة المسكينة والقويَّة هيَ فعلًا العمود الفقري للمجتمع، ومِن هنا نستطيع القَول بأنَّ المرأة حقًّا إنسان عظيم في جميع أدوراها، من بداية حياتها حتى مماتها، سواءً صوتٌ غريبٌ حلَّ بمسمعي، سمعته وليس هناك أحدٌ بجواري، أو بمُحيطي في الأساس، سمعتُ الصَّوت وهو يسألني: مَن هيَ المرأة؟
سؤال غريب حقًّا، ولكن فعلًا يستحق التفكير في الإجابة.
بقيتُ أردد السؤال في داخلي، مَن هي المرأة؟ وما دورها في المجتمع؟ وما أهمية المرأة؟ وما هي العواقب والمعاناة التي تواجهها؟ والكثير من الأسئلة الأخرى.
سألتُ العديد من الأشخاص، وكنتُ أريد إجابة دقيقة للسؤال الذي جال في خاطري كثيرًا؛ حتى توصلت للعديد من الإجابات، ومن خِلال جميع الإجابات التي تحصلت عليها، جذبتني إجابة مميزة قيل فيها ''المرأة هي العمود الفقري للمجتمع''.
سألتُ عن وِجهة نظر المُجيب فأخبرني بهذا: إنّها تستطيع أن تكون نصف المجتمع، وتُربي وتهتم بالنصف الآخر.
إن المرأة تستطيع القيام بواجباتها، وواجبات غيرها، تحمل مسؤولية عائلتها، وبيتها، وعملها أحيانًا، تقوم بكل أعمال البيت، وأحيانًا خارج البيت -هذا إن لم تكن تُكمل دراستها-.
تستطيع عيش دورها ودور شريكها بإتقان، فضلًا على أنها تستطيع أن تكون اثنتين في واحد، بجانب تربية أطفالها وتعليمهم، فإن أصاب شريكها شيء ستحاول أن تقوم بتربية أبنائها وخدمتهم، وكأنَّ شريكها موجودٌ بالفعل، على عكس ما يقوم به الشريك إن أصابها شيء، كالموت مثلًا، فلن يستطيع القيام بواجباتهِ وواجباتها معًا، ولن يستطيع أن يصبر ويتحمل كصبرها بدون شريك.
ولا نستطيع القول أنَّ أهمية المرأة تقتصر في شيء واحد، فالمرأة تستطيع القيام بأي شيء قد يحتاج إليه الفرد، المرأة مهمة لجميع الأعمال وجميع الأوقات، يحتاجها الابن في جميع تصرفاته، تعليمه، مظهره، وحياته أيضًا.
يحتاجها الزوج لكونها تُكمل له نصف دينه، وتقوم بخدمته في العديد من الأشياء التي لن يستطيع القيام بها بمفرده.
يحتاجها الأب لأنها سبب في إدخاله الجنَّة، وأيضًا هيَ مَن تهتم به عند مرضه أو عند حُزنه، وهيَ من تقوم بإسعاده عند القيام بأي إنجاز يحمل اسم أبيها بعد اسمها.
و كل هذه أمثلة تُخبرنا بأن المرأة مُهمة لكل شيء، وأنَّ الرجل لا يستطيع العيش من دونها
وبالرُّغم من كل هذه الأشياء إلا أنها دائمًا مُعرَّضة للكثير من الاضطهاد في المجتمع، وخصوصًا من الجنس الآخر؛ أي المجتمع الذكوري، فأغلب الرّجال لا يقومون بإعطاء المرأة حقوقها، بل يتعرضون لها في جميع المؤسسات، أيًّا كانت نوعية المؤسسة، وأحيانًا يتعرضون لها بالعنف، على سبيل المثال: إن قامت الزوجة بعصيان زوجها في شيء مُعَين فقد يقوم بضربها وممارسة العنف عليها بحُجَّة أنَّ الدين الإسلامي أباح له هذا، في الوقت الذي أباح له الضرب في حالات معينة لم يقم الرجل بالاطلاع عليها، وإن قامت المرأة بالنِّقاش مع أحد الرجال، أيًّا كانت الصلة بينهما، يُعبِّر بِقَوله ''إنكنَّ ناقصات عقل و دين''، دون علمه بمعنى هذا الكلام.
وتفسير هذا الحديث أنها ناقصة عقل؛ لأنها تقوم باتباع عواطفها أكثر من عقلها، وأنها ناقصة للدين؛ لأنها تحمل عذرًا شرعيًّا يمنعها من الصَّلاة والصَّوم في فترات معينة من حياتها.
وكمثال آخر، هناك رجال لا يسمحون لزوجاتهم وبناتهم وأخواتهم ''وفي بعض الأحيان أمهاتهم'' اللاتي حملنهم تسعة أشهر وقمن بتربيتهم" بالخروج، أو القيادة، أو الدراسة أيضًا، وهناك رجال يقومون بتزويج بناتهم أو أخواتهم وهم في سن الطفولة غصبًا، وهو ما يسمى بزواج القاصرات، وإن سألته عن السبب، يقوم بإخباركَ أنَّه زوجها بحُجَّة الستر، وأنَّ الفتاة قد تجلب له العار إن لم يَقُم بتزويجها، وهناك رجال يقتلون النساء لأسباب لا تمُتّ للإنسانية بأيّ صِلة، كقتلها لأنها لم ترضَ أن تتزوج منه، أو لأنها طلبت الطلاق، وهناك مَن يقوم بدفنها فقط لأنها فتاة.
قال تعالى: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ﴾.
وقال أيضًا: ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ ۚ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ﴾.
وأحيانًا نجد الكثير من النساء رغم كل الظلم الذي تعرضنَ له، يقُمنَ بتمييز الفتى عن الفتاة من أبنائها؛ بالرغم من تعرضها لمضايقات وإساءات شبيهة في صِغرها، لكنها تقوم بإعادة هذا الشعور لبناتها مِمَّا يؤثر هذا في بناتها نفسيًّا، وهذا شيء سيء حقًّا.
والكثير من الأشياء الأخرى التي تُظلم فيها المرأة من الرجل، وكل هذه الأمور تخبرنا عن ''من هي المرأة؟''، ومِن هذه الإجابة علمتُ بأنَّ المرأة المسكينة والقويَّة هيَ فعلًا العمود الفقري للمجتمع، ومِن هنا نستطيع القَول بأنَّ المرأة حقًّا إنسان عظيم في جميع أدوراها، من بداية حياتها حتى مماتها، سواءً كانت طفلة أو شابَّة، أو كانت زوجة أو أم، وعظيمة وهيَ أخت أو خالة أو جدَّة.
المرأة عظيمة في جميع أدوراها.