" غيمك ومطري "
تأليف: راما الملاجي / سها عوض
تصميم غلاف: إيمان حكيم
يضم الكتاب عدد من الخواطر التي تتحدث عن عدة أشياء مختلفة.
فمنها ما يتحدث عن الأمل، الألم، والتفاؤل، وحب الذات، وتجاوز العقبات المختلفة.
وقد كتبا كلاهما إهداءً من أجمل الإهدائات التي يمكن أن تُقرأ.
إلى كُلِ مَن سيقرأني بَين السُطور وَيرى نَفسه فيهم.
لكلِ مَن شارَكني لَحظاتِ سَعادَتي وَحُزني العارم.
وَمن عَشِق وخُذلانِ
إلى العاشقِ والمعشوق،إليكم هذا.
لِلخيباتِ و الإنطفاءات
إلى الحبِ الفائِض
وَقلبي الصامت رَغم بَشاعة ما حَدث فيه
إلَيكم أَنتم، يا من أُخَبِئكم في روحي خوفاً مِن أن يَختطفكم أَحداً مني.
لِحروفي التي تُسانِدُني دوماً، وَلِلأشخاصِ اللذين لا تَزال قُلوبهم تَحملُ الكَثير من الإيمانِ والفخرِ فيَّ
إلى ذلك الشخص الذي أخبرني يوماً أنني أَحمِل أَشياء خَيالية ورَهيبة في عَقلي.
إلى أَخي المَلاك الذي أهيم لَه عشق.
Your cloud and my rain
نبذة عن كتاب " غيمك ومطري "
صديقتنا جمعهما حب الكتابة قررا أن يؤلفا كتابا سويا، من بعض خواطرهم وكتاباتهما، فوضعت فيه كل واحدة ما يليق باسمها وباسم صديقتها.
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
اقتباسات من كتاب " غيمك ومطري"
الاقتباس الأول:
( رسائل الوفاء )
لا أعلَمُ كيفَ أبدأ كِتابَة رَسائِلي المعزولَة،تلكْ لأنْ لا أحَد يعلَمُ عنها بِشيء ليستْ سِوى مُجَرَد أوراقٍ أكتُبُها يومياً ،وَأبْعَثُها لكِ حَبيبتي الصغيرة عَجُوزة قلبي.
روحي تَناثَرت وَ قلبي تَمزقت أجزاؤه،لم أملِك القدرَة الكافية للوقوفِ أمامكَ وَإخبارك بِمشاعري الهائِجة وَلَم تَكُن بِيدي أي وَسيلة سِوى كتابة الرسائِل،يَدَايَ لا تكتبُ لِأحدٍ غيرِك،ترفضُ خيانَتك وَشعور قلبِك بِالخُذلان ،فكيف سَأرتكبُ جًريمة خُذلانك وَأنتِ نبضُ فُؤادي،ذكرياتُ طُفولتي العَميقة،الوَحيدة مَن جعلتني أشعرُ أنني سيدُ الرِجال.
البريدُ رَقْمُ 1 : صَغيرتي أخبريني كَيف حالُكِ؟كيف حالُ قلبِك؟هل جعلتيه يشعرُ بالألم أم أنكِ لا زلتِ على وعدِك لي أنكِ لن تذرِفي دمعَةً واحدَةً بِغيابِ كِلانا!
ليلةُ البارِحة رأيتُكِ أمامي بدأتُ بِالصراخِ عليكِ وهرولتُ مسرعاً لعليّ أستطيعُ إيقافُك،لكنني فَشلتُ لأَنه حَقيقةً لم تكوني أنتِ بل فتاة تُشبِهُك كثيراً،ألا تسمَعينَهم يَقولون دوماً يخلِقُ مِن الشَبه أربَعين شَخصاً؟
البريدُ رقْمُ ٢ : ألفٌ وَخمسٌ وَ تِسعونَ يوماً لم ألمَحكِ مُطلَقاً،طالَ انتظاري لكِ على شُرفَة المَنزل لكن بِلا فائِدة،المُهج أُذيبَت كَالثلجِ وامتَلأَت بِالأندروفين،أتَوسل لِنفسي لِجعلها تَصْبِر على فُراقك أو مِن المُمكن أن تحدثَ مُعجزِة عَظيمة تجعل يداكَ تُرسِلُ الكثيرَ مِن الرُدود على رَسائلي،قلبي أَصبحَ فارغاً مِثل حالِ صُندوقِ البَريد المَليءِ بِشباكِ العناكِب،لم أيأَس أبداً وَسَأبقى بِانتظارِك لِمدة طَويلة مِن الزمن.
البَريد رقْمُ 3: بَلغت مِن العُمرِ السنين الكثيرة المَليئَةَ بِالشوقِ القاتل والفاهق الذي حَطمني،أين أنتِ إلى الآن لم أكن أتوقع غيابك المُؤلم، أيعقلُ أن بَريدَ رَسائلي لمْ يَصلْ إليكِ،لكِن ذلِك غَيُر مَعقول ،ِأَنني تَأكدت بِنفسي أن تحْصُلي عَليه وَفُؤادي كانَ مَليئاً فَقط بِالحُبْ وَخيبَةُ الأًملِ لَم تَكًن موجودَة بتاتاً،لِأَن في الحُبْ لا يوجَد مُتسع لِخيباتِ مِن الأَمل القاتِلة، فَرَسائِلي تِلكْ كانَتْ نَجاتي وَصَديقَتي الوَحيدة لكِن بِعدْ خِداعِها لي أَرجو مِنكَ مُسامحتي،لِأَنه حانَ وقتُ رَحيلي إِلى الأَبد.
وَفي لحظَةِ غيرِ مُتوقَعة تَتوقفُ دقاتُ قلبِه وَيسقطُ هالكاً وَتَتَناثَرُ رَسائِلُه على طاوِلَتِه الْحَزينة،وَكتَب قَبلَ موتِه يا مَن أسميتِها حَبيبتي الصغيرة اعلَمي أَنني أَحببتُك وَبِشدة لكِن عشقي لَكِ قَد هَلكَ مُنذُ زَمنٍ َبعيد لكنني لم أقدِر على عدَم الاستمرار بِعادة التَراسِلِ التي بينَنا لأَنَها كانَت الخَلاص الوَحيد،رَسائِلُه لمْ تَكن رَسائل غرامٍ فَقط بلْ نُصوص تُلامسُ المُهجَ المُنطَفِئة التي لَرُبَما تُغَيرُ العالَم أجمَعْ وأفكارَ الأشخاصِ.
الاقتباس الثاني :
( قلبي المُنكَسِر )
كانَ لا بُد مِن بُكائي في هذا اليوم،لَم أعُد احتملُ أكثر،روحي تَعبت مِن التكبُر،الدموع كائنات فُضولية زارتني اليوم ،فاضَ بِها لِحنين فَسلمت واستسلمتُ أنا،أُحاول جاهِدة ممسِكةً بِها لكي لا تذرِف،لكِن بِلا جدوى انذرفت وَمَلئتُ وِسادتي،وَكانت ليلتي مليئةً بِالدموع وَبكل شيءٍ سيء، حتى المطرُ كانَ بشكلٍ مخيفٍ في هذه الليلة لم يكن كأيّ ليلةٍ ماطرة،بل كان كأي فيلمٍ مُخيف بِتأثيراتِه الصوتية المُخيفة.
وكأَن البرقَ والرعد خائِفان مِن السماء وَغضبها،فأذكر بِتلكَ الليلة لم تَتوقف الغُيوم ولا البروقُ والرعود فَظلت طِوال الليل على مرةٍ واحدة، غاضِبة ومتألمة بحجم كَسر قلبي الذي لم يلتَحم إلا الآن،وَبِحجم الألم الذي فارَقني إلا الآن،فَمن شِدتهم دَعو الله لي وها قدْ استجابَ ربي وَغسل قلبي وَ روحي المُنكسران .
وَفجأة دونَ أيَّ مقدمات حلت لعنةُ القسوة علي فلم أعد أبالي لأي شي، كُسِرَ قلبي وانتَهينا،لم يعد يُهمني شيء،لا دُموع ولا أحباب ولا حتى ضوءَ القمر الذي ظل مَعي في كلِ لَحظات انكساري،قمتُ ونفضتُ غُبار انكساري ومضيت من جديد نحو ذاك الضوء الخافتِ البعيد،نحو تلكَ الأحلامِ التي كانت تزورني كل ليلة،نحو كلِ شيء جَديد نحو حياة أجمل من تلك، فاليأسُ عنوانٌ للفشل،وهذا لم أكن ما أريدُه، كلُ ما أردته أن يعودَ ذاك المنكسرُ إلى قلبي،ذهَب ولم يترك خلفَه أي بَصيص أمل لِعودَتِه،تاركاً لي وردةً حمراء وَ رِسالة وداعٍ أَخيرة كَتبَ بها ...
"معشوقتي، حَفِظُكِ الله ورعاكِ!
أما بَعد...
فأنا ذاهبٌ بِلا عودة، وإن عدت سَأُعاود الذهابَ،وإن لم أذهب سَأبقى جسداً بِلا روح هنا،جسداً بكفنٍ أبيض،وَستكون رائحةَ مسكٍ فَلسطيني، سأذهَب لأعلِن ثورتي عَليهم وستكونين ثورَتي بعدَ عودَة جَسدي دون روحي،أرجوكَ لا تبكِ فَبُكائك واصلٌ لسماءِ ربي،لا تبكِ فَبكائُك قاطعاً لِدربي أرجوكَ دعيني وَ شأني.
شَهِدُك
وَهنا زادَ إنكسارُ قلبي بِفقدانه،لم أعُد أرى أمامي أي شيء وَكأنَ غمامةً سوداء أغشتْ على نَظري،وَكأن بِموته وتسليم شهادته حان دوري،حانَ دوريَّ الآن لأعلِن ثورَتي،وألحقَ به،لأنَ دنياي دونه ليلٌ دونَ نُجوم سَوْدَاء قاتمة السواد،عندَها أعلنتُ ثورَتي وَ لعنتُ سببَ كل هذا.