" أن تعيش بلا قلب "
تأليف: محمد شودان
تصميم غلاف: أمل محمود
تصميم داخلي وتنسيق: سعاد حمدي
نبذة عن قصة " أن تعيش بلا قلب"
قصة من المستقبل، حيث يعيش الإنسان الذي نجا من الدمار وهو مكبل بقوانين آلية، قليلون هم الذين لهم قلوب وأدمغة بشرية، والبطل واحد منهم، في المدينة لا يسمح بالعواطف، وكل ما خالف ذلك ينزع قلبه ودماغه ويعوضان بمضخة وشريحة...
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
اقتباس من قصة " أن تعيش بلا قلب "
الاقتباس:
عندما جلس نظر أمامه فرأى امرأة غاية في الجمال فنبض قلبه دافقا الدم بسرعة وقوة فارتجفت يداه، وعلى الفور أشعل سيجارته ليشوش على إشعاعات الهرمونات، لكن سرعان ما أطفأه بعد أن صفرت صفارة التحذير وبرزت على لوحات الجدران الأربعة حروف بارزة تمنع التدخين، لم يدر كيف نسي أنه هو من نشر التوجيه هذا الصباح، ثم استجمع قوته فلم يجدها بين يديه، أراد أن يغير مكانه فلم يستطع الوقوف، نظر مجددا إلى المرأة وقال وهو يمد يديه خلفه بحيث تعانق معصماه:
ــ اسمحي لي يا سيدتي، أود فقط إخبارك كم إنك جميلة، وكم وددت لو التقينا قبل ألف عام في حديقة كتلك التي كنا نراها في الكتب المصورة بالمدرسة، وأني انهزمت أمام هذا الجمال الذي لا أرى بأسا في أن أفقد دونه قلبي وعقلي، على أن أبقيهما معي وأتعذب كل يوم بعد هذا اليوم.
ومض ضوء أحمر على جبين المرأة أمامه فتأكد أنها آلية كليا، وقبل يستوعب ما حصل تم تقييد يديه، وجره دون أن يأكل قطعته، وقد تبع الآليين دون مقاومة. وفي المحكمة لم يفه بكلمة واحدة، كان يعرف المصير، لكنه ظل ينظر إلى المرأة الآلية التي جيئ بها ومعها تسجيل صوتي لكلامه.
قال القاضي ناطقا بالحكم:
"ذلك القلب الذي سنرميه في القمامة، هو الذي دمر العالم ألف مرة بما استطاع خلقه من حب وغضب ومشاعر مدمرة، الحب يا سلالة الفئران هو الذي دمر طروادة، وشتت حيي تغلب وبكر، كم قرأتم من الحكايات؟ عن حب النساء والرجال، حب المال، حب العظمة، الغضب، الحقد، كل ما أورثتكم هذه العواطف الضعيفة لم يكن سوى جنون، دمر أجدادك الأرض، وأنتم الذين اختبأتم تحت الجحور ألف سنة، لو لم تخرجكم الروبوتات لما كنتم الآن بهذه القلوب التي تعبدون