" غيرني حبك "
تأليف: قصة مجمعة - عدة مؤلفين
راما الملاجي، مروى نوفل، انجي خلقي، آلاء القشاش، سها عوض، عبد الرحمن عياش.
نبذة عن قصة " غيرني حبك "
حازم ونورا والحب الذي جمعهما
وما خاضاه في سبيل ذلك الحب وما حدث لهم بسببه.
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
اقتباس من قصة "غيرني حبك "
الاقتباس:
صدح صوت القاضي العجوز في المحكمة ناطقًا بحكمه حيث كانت جلسة النطق بالحكم الخاصة بحازم اليوم بعد أن قضى يومين في مستشفى السجن لمحاولته المدروسة للانتحار، وعلى الرغم من اكتئابه وحزنه الشديد على نورا إلا أن بقائه في المستشفى أفاده جدًا في تنقية أفكاره وتفسير ما جرى كله وتخطيط خطواته القادمة بدقة.
انتشرت عناصر الأمن والشرطة في كل مكان بزيهم الموحد خوفًا من أي ردت فعل أو خطة قد يقوم بها حازم أو أي من أتباعه ليباغتهم ويلوذ بالفرار، لكن ما لم يتراءى إلى أذهانهم أن ما جرى بأكمله كان تخطيطًا مسبقًا ومحكمًا من حازم!!!
ارتسمت ابتسامة نصر على وجهه الوسيم عندما سمع ما نطقه القاضي ولكنه أخفاها بسرعة قبل أن تلتقطها أعين أحدهم، فقد نجحت أول خطوات خروجه من هذا المكان اللعين لينال انتقامه الذي انتظره كثيرًا وسيفعل أي شيء وكل شيء حتى يناله حتى وإن كان ذلك يعني التظاهر بالجنون والبقاء بين حفنة من المجانين لبضع الوقت!
بدأ يتظاهر مجددًا مكملاً خطته على أتمّ وجه وكأنه ممثل محترف منذ صغره أو خريج أحد المعاهد الفنية المشهورة: (لا ... أنا لست مجنونًا، نورا أخبريهم نورا أخبريهم أنا لست مجنونًا، نورا لا تتركيني نورا أخبريهم)
اقترب منه الحراس ليجتروه إلى زنزانته؛ تحضيرًا لنقله إلى المشفى، الحمقى بعضلاته المفتولة وقامته التي فاقتهم جميعًا طولا لا يحتاج إلى أكثر من دقائق معدودة حتى
يتخلص منهم الواحد تلو الآخر، ولكنه يجب أن يتحلى بالصبر حتى يخرج من هنا سالمًا؛ لهذا أبدآ مقاومة ضعيفة وهو يصرخ
(لا أتركني، لا تبعدوني عن نورا، لا تأخدوها مني) بدا وكأنه يحاول التخلص منهم بوهن وجسد منهك لملامسة شبحها، وهذا بالضبط ما جعله يبدو كمن فقد عقله من أجل محبوبته، في الواقع لقد فقد قلبه وروحه، والسبب الوحيد الذي بات يعيش لأجله، ولكنه لن يفقد عقله إلا عندما يأخذ بروح من أخذها من بين يديه سيهرب ليس من أجله بل من أجلها من أجل الإنتقام لها وحتى ترقد روحها بسلام لن يستسلم، لن يتخلى عن انتقامه لها ما دام في رئتيه نفس وحتى يلفظ أنفاسه الأخيرة سيصبح كابوسًا يعكر صفو حياتهم، عليه فقط أن ينتظر بين أولئك المجانين، أسبوعًا سيمر كالدهر عليه ولكنه سيحتمله بل إن البقاء في أعماق الجحيم سيهون من أجل نور حياته؛ لهذا سينتظر حتى حلول موعد زيارته التالية للطبيب النفسي وعندها سينفذ خطته وسيخرج ليحيل حياتهم إلى جحيم وسيهون كل شيء بعدها إلا فقدهِ لها ..
بعد أسبوع :
أخيرًا انتهى هذا الكابوس وحان موعد لقائه مع الطبيب من أجل تحديد حالته النفسية وخطة علاجه، هكذا هو الأمر ظاهريًا؛ ولكن في الواقع إنه موعد هروبه من هنا، سيخرج وأخيرًا بعد طول انتظار، فخلال هذا الأسبوع تحمل ما لا يتحمله إنسان فقد كاد فعلا أن يفقد عقله بسبب ذلك الأحمق _هاري_ الذي يشاركه غرفته مشددة الحراسة في المشفى، ولكن معشوقته الجميلة نورا أبت أن تتركه وحيدًا بل زارته يوميًا في الأحلام لتؤنس وحدته وتمده بالقوة والصبر بين جنبات هذا المكان المشؤوم.
وبينما كان حازم في غرفة الطبيب ينتظره للمعاينة تذكر زيارتها اليوم وكيف جلسا سويًا ليتحدثا عن ما كان يجمعهما، كالحُبِّ وأحاديثٍ دافئة تجابهُ لوعة حبهم.