" ابتسامة الموت "
تأليف: تسنيم محمد
تصميم غلاف: أميرة محمد
نبذة عن رواية " ابتسامة الموت "
عند إحدى الشوارع الرئيسية، التي لا تتوقف السيارات عن السير فيه طول الوقت ليل نهار، والذي ستجد على إحدى جانبيه بيوت عدة، أما الجانب الآخر يطل على حديقة صغيرة يلعب فيها أطفال الحي، ستجد بين البيوت البيت رقم"٢" هنا حيث تبدأ قصتنا.
تتحدث الرواية عن "رُبى" "وجواد"، الأخوين اللذين قست عليهما الأيام ومرا بتجارب سيئة منذ نعومة أظفارهما، فاتجه والدهما "كرم" إلى تناول وشرب المحظورات، ثم يخرج من السجن ليدخل مجددًا محكومًا عليه بثلاث سنوات أخرى، بسبب تعنيفه لأحد الأشخاص وهو ثمل.
تعرضت رُبى للتنمر في المدرسة بسبب انتشار سمعة والدها السيئة، حاول الأخوان السير وإكمال حياتهما رغم فقد والدهما، واجتهدت الأم "مريم" في المساعدة والقيام بدورها ودور الأب معًا راميةً خلفها ماضيها السيء الذي لا تود تذكره، ليأتي اليوم الذي يكتشف فيه الأخوان إصابة والدتهما بمرض القلب، وتصاب رُبى أيضًا به وراثة عن والدتها وبسبب ولادتها المبكرة، كيف ستتحسن معهم الأوضاع من جديد؟ وهل سيستطيعان المضي قدمًا رغم ما يحدث؟
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
اقتباس من رواية " ابستامة الموت "
الاقتباس الأول :
-جواد ورُبى، فلذتا كبدي وقطعةً من قلبي، جزئي الذي لا يتجزأ، أنا آسفة، أعتذر عن كل ذرة حزن دخلت قلبكما بسببي في يومٍ من الأيام، أعتذر عن انشغالي عنكما وانغماسي في العمل، كان من أجلكما حتى تنعما ولا تحتاجان لأي شيء من بشر، أشعر أني سأفارقكما قريبًا، لا تبتئسا، ولا تستسلما للحزن مهما كان، واصبرا فجزاء الصابرين عند الله الجنة بغير حساب، ما كانت الحياة أبدًا كاملةً مكتملةً لبشر، إنما هي دار النقص، إن سقطتما فقفا من جديد، إن آذاكما حصى الطريق فأكملا، أكملا رغم الألم، لا بأس إن هزمتكُما الدموع يومًا، ابكيا وأخرجا ما في قلبيكما، لا بأس بالضعف أيضًا، لكن لا تتوقفا، لا تتوقفا عن المحاولة لمجرد أن الحياة لا تستحق، حاولا لأنكما من تستحقان، ما زلتما صغيرين وما زالت الحياة تحمل شيئًا جميلًا، إن كسرتكما مرارتها فرمما أنفسكما مرةً أخرى، كونا سندًا لبعضكما وكونا كالروح الواحدة كلٌ منكما يستمد طاقته من الآخر، لا تستسلما يا صغيري، ولا تتوقفا عن رسم الابتسامة رغم موت الأمل، فدائمًا هناك فرصة ليولد أملٌ جديد.
الاقتباس الثاني :
-اسمعيني يا حبيبتي، لا تدعي شيئًا بداخلك، إن أردت الحديث فتحدثي، وإن أردتِ البُكاء فابكِ، وإن أردت الصراخ فاصرخي، وإن غضبتي مراتٍ فلا بأس، إخفائك لكل هذا سيؤذيكِ عاجلًا أم آجلًا
-حاضر سأحاول
-حسنًا جاءتني فكرة
نظرت إلي مبتسمة تقول:
-ما هي؟
-لنذهب كلنا معًا، أنا وأنتِ، ومعلمتك وابنتها، أظن ذلك سيكون أفضل
ابتسمت في خبث وردت:
-ولم لا نذهب أصلًا، ما به المنزل أمي، إنه جميل جدًا
ضحكت وأخبرتها:
-وتلك فكرة أخرى، لندعوهما إلى بيتنا
وضعت يدها على رأسها وقالت:
-لا مفر إذًا
الاقتباس الثالث:
بدأت تخونه دموعه التي بدت أنها تريد النزول من مدة وقد أخفاها، وضعت يدي على كتفه أربت وأقول بصوت خافت:
-اهدأ.. ستكون بخير بإذن الله
نظر إلي وسط دموعه وقد شعر بتعبي، وقال لي:
-هل عاد الألم مجددًا؟
-لا تقلق أنا بخير
"أنا بخير" تلك الكلمة التي عُقدت ألسنتنا عليها، الكلمة التي تجعلك تعتصر وأنت تنطقها، التي تقولها رغم حاجتك للعناق والمواساة، والتي فرضت نفسها علينا في أشد أوقاتنا للبوح.
الاقتباس الرابع :
-هذا الظاهر فقط يا جواد، الله وحده من يعلم خفايا القلوب وانكسارها، الله يعلم ما في قلبي وقلبك، عون الله لنا هو من يجعلنا نظهر بكل تلك القوة، ونحن بداخلنا هشٌ ضعيف، إن كنا لجأنا له في وقت قوتنا، فنحن أحوج ما نكون له في وقت ضعفنا، الله وحده هو من سيخرجنا مما نحن فيه، حاشاه ربُنا أن يتركنا، حاشاه ألا يبرد على قلوبنا، حاشاه الرحيم أن يبتلينا ولا يهون علينا، حاشاه أن يرد يدينا صفرًا.