" أول رجل اِلتقيته "
إشراف: بلقاضي نسرين / آية خنفر
تصميم غلاف: ليلى نظمي
نبذة عن كتاب " أول رجل اِلتقيته "
تجمع مختلف مشاعر الكاتبات اتجاه ابائهن ووصفهن لتلك المشاعر بطريقةٍ تتخطف لها الأفئدة.
ولأجل نجلائك كتبت قصيدة، ولأجل رحابك فرحت بقدومك المستدام، نبست للجميع هذا المغوار أهداني الغالي، أنساني أوجاعي، وأفرحني أيام أردت السعادة ليجعلها عالم ثاني، يا أبي المثالي، الذي أنا فخورة به، مكتملة به، وقوية بسنده الدائم.
مهما تكلمنا عن فضل الأب لا كلمة ولا ألف تكفي أفعاله، ولا رحاب اليوم يجمع صفاتك يا غالي، مهما تكلمت ووصفت ونبست سيبقى صعب علي أن أملأ تلك الثغرة، فبدورك علمتنا أن الحياة هيا عبادة، وأنت المثال لي في هذه الحياة.
لو جعلت كتابا كاملا يتحدث عن فضلك سأكتب بصفحات العالم ولن أنتهي، ولو حاولت أن أجمع هاته الصفحات لن يسعني أن أحملها وحدي، ولا شباب العالم كذلك، و إن جعلت لكتابي فيلما فلن أنتهي لسنوات، ولكن نظرة مني لك يا أبي تجمع الكل في الكل وتصف الجميل الكامل.
"إذا أردت أن تعرف مدى روعة الأب استمع لكلام ابنته عنه"
اقتباسات من كتاب " أول رجل اِلتقيته "
الاقتباس الأول:
أنـت رَجُلي الوحيد
اول رجل التقيته كان ذو العيون الخضراء، لمس يدي بحنان وابتسم نظر الى عيناي ونادني يا فتاتي المدللة، دون أن اشعر ابتسمت له وحضنته، هو اول حبيب لي هو الذي علمني معنى الحب والحنان هو العصبي الذي غمرت قلبه حنية الكوكب اجمعه، هو من افسدني بدلاله، هو الذي يخاف علي من نسمة الهواء، هو الذي عندما اقع يمسك بيدي ويجعلني أسير بشموخ، هو من افسدني بحبه لي، جعلني فتاة لا يتحملها احد سواه، ينظر الي ويخبرني يا ابنتي، اجمل فتاة وصاحبة اجمل عينان، انني اشبهه حبيبي في كل شيء، كل من ينظر الي يخبرني، كم تشبهيه كأنك، نسخة مصغرة منه اضحك بداخلي، ومقلتاي تبدأ تلمع لشدة فرحي، اريد ان اخبرك انتَ افتخر بك جدا، وإن الحياة سيئة في غيابك، ربما لم اعبر لك عن حبي وعن اعتزازي وفخري بك، لكن كتاباتي تبوح بذلك، انت الحبيب الاول الذي لا يمكن نسيانه، ستبقى ببالي وقلبي وروحي، ستبقى الشخص الذي لن ارى مثله لو بحثت دهرا بأكمله، انت الشخص الوحيد، الذي اغار عليه من كل شيء، واغار أن يقترب أحد لقلبك أكثر مني ويأخذ مكاني، انت بطلي تحميني وتساندني، انت من احسنت تربيتي، وعلمتني أن أحب الخير للآخرين، انت من اتكئ عليه عند ضعفي، انت من تمسح دموعي عندما تنهمر، الآن انا ابكي يا ابي اين انت افتقدك، الاب نعمة وانا أشد الفاقدين، اشتاق اليك ولن أرى مثلك انت لا تتكرر، عندما سرقتك الحياة مني وحرمتني منك، لقد أدركت ما معنى الموت وانا قيد الحياة، انني افتقدك افتقد حنانك عيناك ملامح وجهك، الفتاة دون ابيها تنكسر وتبثر اجنحتها، تصبح فراشة حزينة ذات جوانح منكسرة، يائسة ومتعبة لا تريد التحليق من فرط حزنها، استغلوا وجود ابائكم بجانبكم و انظروا لهم بعمق، افتخروا بآبائكم واسعو لنيل رضاهم وسعادتهم، كل مرة أرى اب وابنته اذكرك بحرقة قلب، وابكي واحن ل رؤيتك اشتاق ل حضنك، أشتاق إلى أن اقبل جبينك ويديك، وترتسم ابتسامتك على خديك، وتقول لي حفظك الله ورضا عنك، الاب لا يعوض كل ليلة انام على أمل أن احلم بك، اغمض عيناي واردد هيا يا ابي طفلتك لمدللة تفتقدك، اسأل الله الذي جمعني بك في دنياه أن يجمعني بك في جنته، رحمك الله يا فقيدي يا وتين قلبي وروحي، انت الذي ستبقى بداخلي إلى ما بعد الأبد.
أنـت رَجُلي الوحيد.
وأنا مدللتك الوحيدة.
الاقتباس الثاني:
روح من ألماس
كانت ليلة مليئة الغموض، كثيرة الرياح، عاصفة هبت على مدينة صغيرة يغمرها السلام، وبين رنين زخات المطر، اخترق صوتٌ عنان السماء، صوت مخلوق صغير ناعم ظهر في الوجود، إنها أول لؤلؤة خلقت لوالدين أول زهرة تفتحت والقت عطرها بين الحضور، إنها أنا.
كان يوما حافلا بالسعادة و دموع الفرح والسرور، عندها ظهر أول ملاك في عيني، إنه ملاك في هيئة بشر، رجل بشوش ذو روح كريمة وصدر رحب، اول رجل استقبلني في هذه الحياة وكان عندها أكثر خلق الله فرحا بي، إنه أبي، ذلك الرجل الذي ضمني الى قلبه اول مرة، وسعى لحمايتي منذ ولادتي، ذلك الفارس الذي علمني كيف امتطي الحياة كامتطاء الخيل وتخطي كل حواجز ها و كروبها وصعوباتها، ذلك القائد الذي قادني الى قلب المعركة وبكل الاسلحة، ذلك الرجل الذي ضحى من أجل سعادتي و صحتي وعافيتي، إنه النور الذي يضئ طريقي، ويسير بي الى كل ما هو خير، ذلك الرجل الذي احبه الله فأحبب فيه البشر ورزقه بالقبول في الارض، إنه كثير العطاء، مقدام ذو رباطة جأش، وبالنسبة لي فهو أجمل خلق الله، فهو الذي قوّاني و زادني ثقة بنفسي ورباني و علمني وعالجني فقط بإذن الله، إنه قرة عيني ورفيق دربي، هو الذي غرس الأمل في قلبي وبث فيه كل الحب والحنان، ومحا كل ذرة لليأس والحزن فيه، فغدوت فارسة شجاعة مؤمنة قوية ذات روح طفولية وببراءة رضيع وإمرأة بألف رجل.
كل هذا من فضل أبي ففرق ابي عن باقي الرجال كفرق ماء زمزم عن باقي المياه.
الاقتباس الثالث:
وماذا عن أبي؟
هو حبيب قلبي وأنيس روحي، هو أول رجل التقيته في هاته الحياة، وقابلني بذراعيه وحضنه العارم مبتسما سعيدا وكأنه ملك الدنيا بأكملها، لم تسع الدنيا فرحة كفرحته بي، هو ذلك الرجل الوحيد الذي لم يتخلى عني والذي لم يرفض لي شيئا تمنيته أو حلمت به، هو ذلك الكتف الذي اتكئ وأستند عليه حين أتعثر من عثرات الحياة، هو الرجل الذي لايخون ولا يكذب، هو الرجل المخلص الوفي، الرجل القريب الى قلبي والذي صادفته أول مرة في عمري، هو ذلك البطل الذي لاينهزم ولا يستسلم أمام عدوه، عن أبي أتحدث، لم يكن مجرد أب وفقط بالنسبة لي، بل كان الصديق والأخ، الحبيب، وكان كل شيء يملأ دنياي سعادة وفرحا، أبي في عينيك العسليتين الواسعتين رأيت كل العالم، رأيت بريق يشع منها يكاد يعمي الناظر إليها، رأيت الحب والأمان في عينك، أما عن قلبك فهو صندوق مغلق يحمل الكثير من أسرار الحياة، يحمل الالم والحزن، الفرح والسعادة ويحمل الكثير والكثير من الهموم.
أبي كلما أظلمت بي الدنيا، كنت لي قمرا، وكلما عصفت بي مصائب الدنيا، كنت لي سندا وملجأ ألتجأ اليه، أبي لقد قاومت بك تعب الحياة، وداويت بك جروحي، أبي حبيب الروح والقلب، إنك الكتف الوحيد الذي لم يمل عندما مال كل العالم.
أبي كنت تلك الشمعة التي أنارت دربي وطريقي المظلم العاتم، كنت انت الفاصل بيني وبين الطيات التي تظهر في طريقي.
وماذا عن أب مثلك؟ يا أبتاه.
من مثلك يا أبتاه؟