" ظالم لنفسه"
تأليف المقال: خلود محمد عاشور
تصميم غلاف: إيمان حكيم
قبل أن نشرع سوياً في قراءة المقال سنحيطكم سريعا بما يتعلق بالظلم.
فالظلم هو موضوع مهم وحساس في الإسلام وفي الحياة الإنسانية بشكل عام.
وهناك العديد من التعريفات والأنواع والأسباب والعواقب للظلم.
ولذلك سنحاول جاهدين أن نلخص لك بعض المعلومات المفيدة عن الظلم من مصادر موثوقة.
تعريف الظلم
لغة: الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، أو مجاوزة الحد والجور
اصطلاحًا: الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه المختص به؛ إمَّا بنقصان أو بزيادة؛ وإما بعدول عن وقته أو مكانه. كما يعرف أيضًا بأنّه التعدي عن الحق إلى الباطل، والتصرف في ملك الآخرين.
أنواع الظلم
- ظلم الإنسان لنفسه: هو إساءة الإنسان إلى نفسه نتيجة فعل أو قول خارج عن حدود الشرع، كالشرك بالله، أو التعدي على حدوده، أو الإعراض عن آياته، أو الكذب عليه3
- ظلم الإنسان لغيره من الناس: هو التعدي على حقوق وأموال وأعراض وكرامة الآخرين، كالغيبة والنميمة، أو السب والشتم، أو الضرب والسرقة، أو القتل والزنا، أو أكل الربا والخيانة3
- ظلم المجتمعات لبعضها: هو انتهاك سيادة وحرية وأمن وكرامة المجتمعات المختلفة، كالاستعمار والاحتلال، أو التدخل في شؤونها، أو التمييز والتفرقة بينها
أسباب الظلم
أولا الشيطان: هو عدو الإنسان المبين، وهو يزين له سبيل الظلم والشر، ويحثه على المخالفة والمعصية
ثانياً النفس الأمارة بالسوء: هي نفس تدفع صاحبها إلى اتباع هواها دون رشد أو تقى، فتجعله يظلم نفسه وغيره5
ثالثاً الهوى: هو ميل نفسي إلى شيء دون دليل أو حجة، فتجذبه إلى محبة المال والجاه والشهرة، وتجعله يغض بصره عن حقائق الأشياء
عاقبة الظلم
غضب الله تعالى: فالظلم حرام في كتاب الله وسنة رسوله، ولا يحبُّ المظالِمين
حرمان من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني لأستغفر لكم وأتوسل إلى ربي لكم، وإني لأشفع لكم يوم القيامة، إلا من ظلم مظلمة فقد حجبني عنه حجاب).
حسرة وندامة: فالظالم يعيش في حالة من القلق والخوف والتوتر، ولا يستطيع أن يتذوق طعم السعادة والراحة، ويوم القيامة يتمنى أن يفدي نفسه بكل شيء.
ففي المقال الذي ستقرأه تاليا قد التمست الكاتبة بعض هذه الأمور بشكل طفيف أو غير مباشر، ويمكن أن نقول قد وضعت عندها أنامل أقلام.
ومواضع أخرى قد ضربت عليها الكاتبة بمطرقةٍ من حديد لتوقظنا من غفلةٍ ظللنا بها سنين وقد أجادت.
انشر معنا على الموقع وتواصل معنا مباشرة
مقال ظالم لنفسه تأليف خلود محمد عاشور
" ظالم لنفسه "
هل سبق لك أن صادفت ضحية جراء ظُلم أحدهم؟! لا شك أنك قابلت أحدا كذلك، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه الآن؛ هل أعطيت نفسك فرصة وقررت أن تستمع للحوار كاملا من الضحية والجاني قبل أن تُقرر من هو الجاني ومن المجني عليه؟!
في بعض الأحيان يقتل الناس أنفسهم قبل أن يفعل غيرهم، وبعضهم هو كارثة على نفسه ويشكلا خطرا على ذاته، والبعض يدمر ذاته قبل أن يفعل الناس؛ لذا أوصنا الحبيب المصطفى أن نردد دائما " اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين" ويروي في الأثر " أن الله إذا غضب على عبدا من عباده تركه لنفسه، فهي كفيلة أن تهلكه "، وعليه أود أن أقول أننا أحيانا نكون المجرمين، وأننا من نجني على أنفسنا، ولأن بالمثال يتضح الأمر؛ أقول" هب أن جارك أتى يسلبك دارك ووقفت مكبول اليدين وتركته يُسيطر عليها، ثم خرجت للناس تبكي وتنعي حظك وتتهم جارك بأنه الجاني وأنت الضحية، وحينما نروي الموقف من الخارج وبدون تفاصيل فأنت تستحق التعاطف، ولكنك في الحقيقة كنت المتخاذل؛ الذي سهل لجاره فعل ما يشاء؛ فأنت هنا ظالم لنفسك، وعند الله ستكون معاقب وليس مثاب على صبرك على بلاء سلب الدار؛ وهذا لأنك لم تبادر بالدفاع حقك، وفعل كل ما يمكنك فعله حتى توقف الظلم الواقع عليك.
من الأمثلة التي أُفضل أن أرويها؛ هي تعرّض إحدى الأمهات إلى السب والضرب من أحد أبنائها؛ فاتصلت بشيخ تسأله" ابني يفعل لي كذا وكذا وأنا لا أرد له ما يفعل، فهل سيجزيني الله خيرا على عقوقه؟ فأجابها الشيخ بلا، بل يجب عليك دفعه، وإعادة تربيته من جديد إن أمكن، والسعي بكل جهد لإصلاحه فإن لم يٌجدي ذلك فلك أجر صبرك على عقوقه، ولكن يجب عليك ردعه عما يفعل حتى لا يؤذيكِ، ويمكنك الاستعانة بالأقارب إن استلزم الأمر. "
وهذا يعني أن الاستلام للأمر الواقع والرضا بدور الضحية دون بذل ما نستطيع؛ يجعلنا ظالمين لأنفسنا.
والنهاية أذكركم أن رد الأذى، وعدم الرضوخ للأوضاع المزرية، والسعي لتغيير الواقع المفروض وعدم الاستكانة للظروف، وبذل المستطاع؛ واجب ديني ودنيوي إلا سنكون ظلمة نُعين الظالمين على أنفسنا.